رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

ه- المأوى االجتماعي: فانتماء الدولة الصغيرة إلى مجتمع من الدول المتشابهة معها ثقافيا أو اجتماعي ا أو ديني ا، يحقق لها مزيدًا من الشعور باﻷمن الوجودي، وحماية الذات والهوية، والرضا عن مكانتها في العالم، واعتارف اآلخرين بها، ومواكبة التطوّر، وعدم العُزلة ، ومثال عليها دولة قطر التي تحظى باالنتماء إلى منظمات إقليمية وعربية وإس . المية ( 68 ) و- سياسة الحياد: ، النحياز بالتازم عدم ا وتجنب التورط في أية حرب، إما باالنضمام إلى معاهدة متعددة اﻷطارف، كما فعلت النمسا في مرحلة الحرب الباردة؛ أو بالتازم سياسة حياد أحادية الجانب طويلة اﻷمد مثل: السويد ومالطا [وعُمان، إلى حد ما]. ( 69 ) وقد طوّر مفك رون "نظر ية المأوى" ( Shelter theory )؛ التي ترى أن الدول الصغرى تعاني من نقاط ضعف حيويّة، ناجمة عن حجمها الصغير؛ وﻷجل تحقيق أمنها القومي، تلجأ هذه الدول إلى مأوى خارجيّ، كالتحالف مع قوى خارجية أكبر؛ توفّر لها المأوى السياسي (كالمساعدة العسكرية، والدبلوماسية، واإلدارية)، والمأوى االقتصادي (كالوصول إلى اﻷسواق، والقروض، والمساعدات االقتصادية المباشرة)، والمأوى االجتماعي (كالتبادل الثقافي والمعرفي والتكنلوجي الالزم الزدهار المجتمع)، باإلضافة إلى تعزيز مك انتها الدولية عبر دورها النشط في المؤسسات الدولية. ( 70 ) وتُ نبّه النظرية إلى أهميّة تعد دية المأوى للدولة الواحدة، ب تعدد و تنويع التحالفات والتبادالت االقتصادية مع عدة دول في الوقت نفسه ، وعدم االرتهان إلى دولة حليفة واحدة؛ لتقليل الثمن المتوقّع الذي ستدفعه ه ذه الدول، مثل تقييد حرية قاررها السياسي ، ولزيادة اﻷمان؛ أمام احتماالت تقلّبات أنظمة الحكم داخل الدولة الحليفة. كما ت قد م النظريّة تفسي ًار لسلوك هذه الدول، أكثر دقة من نظريات توازن القوى، وتعتمد على فهم أقرب إلى النظريات ال واقعيّ ة؛ في تصوّرها لطبيعة ا لتحديات الخاصة الناجمة عن فوضى النظام الدولي؛ لكنّها تستند في الوقت نفسه إلى النظريات الليب ارلية المؤسسية حول تأثير المؤسسات الدولية ، والتعاون الدولي. ( 71 )

*

*

*

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

25

Made with FlippingBook Online newsletter