رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

و- وجود الممارسة األمنية الفلسطينية: للفلسطينيين على أرض الواقع أجهزتهم العسكرية واﻷمنية، متمثلة في أجهزة السلطة الفلسطينية، وأجهزة المقاومة، إضافة لمؤسساتهم السياسية. وبغض النظر عن تقييم أدائها وعقيدتها اﻷمنية، فإنها تحاول توفير اﻷمن للفلسطينيين؛ وفق ما تعتبره مصلحة فلسطينية عليا، وإن ك انت بطرق متباينة. وبناء على ما سبق؛ نخلُص إلى: أن الفلسطينيين يمارسون أدواًار أمنية وسياسات قومية بهدف حماية مصالحهم وقيمهم، وسعيًا لتحقيق أهدافهم الوطنية باالستقالل وتقرير المصير وحماية أرضهم وشعبهم، وهذا هو جوهر اﻷمن القومي بشكل عام؛ وإن كانت هذه ال ممارسة منقوصة ومحدودة ﻷسباب ذاتيّة وموضوعية؛ وبالتالي فإن مفهوم اﻷمن القومي ينطبق على الحالة الفلسطينية، مع تميّزها بخصوصية معيّنة. ورغم أن الفلسطينيين ليسوا أمّة قائمة بذاتها، وال يشكّلون قوميّة خاصة بهم، بل هم جزء من القومية العربية؛ إال أنّه ال غض اضة في استخدام مصطلح "اﻷمن القومي الفلسطيني"؛ إذ لم يعد مصطلح "اﻷمن القومي" مرتبطًا بالضرورة باﻷمم والقوميّات، أو بالدول القومية حصًار، كما كان في م ارحل نشأته اﻷو ل، بقدر ما بات يشير إلى أعلى مستويات التحليل والمعالجة اﻷمنية لواقع وقضايا الشعب الفلسط يني. ( 87 ) 3 . 4 . خ صوصيات الواقع الفلسطيني: يتسم الواقع اﻷمني الفلسطيني بالكثير من جوانب الخصوصية، تميّزه عن أمن الدول اﻷخر، من أهمّها: أ- غياب صفة الدولة المستقلّة ذات السيادة: وهي الصفة التي تتبوّأ تقليدي ا مركز القلب في فكر اﻷمن القومي، بل هي دولة محتلّة، لم تحظ بعد باالستقالل السياسي. ب- أثر وجود االحتالل على الشواغل األمنية الفلسطينية: فوجوده يشكل الشاغل اﻷمني اﻷول للفلسطينيين، ونتيجة ذلك يت ارجع االهتمام بأبعاد أمنية أخر مهمّة، كاﻷمن االقتصادي والبيئي، مع أنها تشكّل أولويات بالنسبة لدول أخر تنعم باالست قالل. ج- غياب مؤسسة قيادية وطنية جامعة: تقود كل الفلسطينيين، وتخطط وتنفّذ سياسات اﻷمن القومي، فللفلسطينيين اليوم حكومتين و أجهزة أمنية وعسكرية، ذات عقيدتَيْن أمنِيَّتَيْن متناقضتَيْن، ما بين قطاع غزة والضفة الغربية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

30

Made with FlippingBook Online newsletter