رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

د- تقلّب في األهداف الوطنية: فلم تثبت الحركة الوطنية الفلسطينية على هدف استارتيجي محدد، بل تغيّرت اﻷهداف المعلنة تبعا لتطوارت الص ارع، وصارت ت اُروح ما بين التحرير الكامل، وحل الدولتين على حدود سنة ( 1967 )؛ بل إن البعض يطرح فكرة الدولة الواحدة بعد فشل مشروع حل الدولتين. ( 88 ) ه- اختالالت هيكليّة في موازين القوى: فالفلسطينيون هم الطرف اﻷضعف في الصارع العربي – "اإلس ارئيلي"؛ لذا تكمن معضلتهم االستارتيجية في الكيفي ة التي يمكن بها لطرف ضعيف الدفاع عن مصالحه القومية الجوهرية، أمام عدو نوويّ، في بيئة إقليمية ودوليّة تُحرّم بشكل متازيد استخدام القوة من جماعات التحرر الوطني كأداة لمقاومة ال ال ا حت ل، بل تصمها بـ "اإلرهاب". ( 89 ) و- الصارع الفلسطيني - "اإلسارئيلي" جزء من صارع حضاري بين الشرق والغرب: فهو ليس صارعا كالسيكيًّا بين دولتين، بل نتيجة لصارع إقليمي ودولي، متمثل في قيام الدول االستعماري ة الغربية بدعم إقامة دولة وظيفية "يهوديّة" في قلب المنطقة العربية، لتكون "دولة حاجزةً" ( Buffer state ) ، تُشغل العالم اإلسالمي وتستنزف طاقاته، وتبقيه في فلك التبعية للهيمنة الغربية. )*( ز- صِغر دولة فلسطين، ووقوعها بين دول أكبر منها: مما يجعلها عُرضة للتدخالت الخارجية الدائمة؛ لذا يجادل البعض بأن تحرير الفلسطينيين ﻷرضهم، لن يُفضي بالضرورة إلى دولة فلسطينية مستقلّة القارر، بل يُتوقع أن تواجه محاوالت فرض التبعية من دول الجوار العربي، ال سيما مصر التي لن ترحب بكيان على حدودها الشرقية ال يلتزم بسياساتها. ( 90 ) ح- مكان ة القضية الفلسطينية في العالم العربي واإلسالمي: توفّر هذه المكانة الفريدة - التي ال تكاد تحظى بمثلها دولة أخرى- دعم ا سياسي ا ومعنوي ا للفلسطينيين في كفاحهم التحرري، وإن كان محدود ا بسقف الشرعية الدولية في أغلب الوقت.

)*( الدولة الحاجزة: دولة صغيرة، تقام أو ي حافظ على وجودها بين دولتين قويتين أو أكثر، لتشكّل حاج از يمنع الصدام المباشر بينها ، لالست ازدة: Ahmadi et al, “Explanation of the Structural and Functional Characteristics of Geographical Buffer Spaces ”, 5. وحول المشاريع الغربية إلنشاء دول ة حاجزة في فلسطين باالستفادة من اليهود، انظر: الكيالي، تاريخ فلسطين الحديث ، ص 24 ؛ والجريسي وآخرون ، االستيطان الصهيوني ، ص 28 - 46 ؛ وصالح، "وثيقة كامبل بنرمان"؛ و المسيري، ص 7 / 27 - 58 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

31

Made with FlippingBook Online newsletter