رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

ج- احتكار مسؤولية األمن الفلسطيني في بعض الجهات الفلسطينية دون غيرها؛ فبعضها يحصُرُه في إطار "السلطة الفلسطينية"، أو منظمة التحرير الفلسطينية، وكالهما فيه نوع من اإلشكال، إذ الواقع يشير إلى صعوبة تجاهل القوى الفلسطينية (الموجودة خارج إطار المنظمة)، التي لها دور بارز ومهم في المقاومة العسكرية والجهد اﻷمني. واستنادا إلى كل ما سبق، يُمْكن تعريف األمن القومي الفلسطيني إجارئيا بأنه : "حماية الشعبِ الفلسطيني ومصالحه - في داخل فلسطين وخارجها - ، ويشمل السياسات واﻷنشطة التي تهدف إلى ضمان بقاء وسالمة الشعب، وتحرير أرضه وحمايتها، وصون كيانه السياسي، وحماية مصالحه القومية، و توظيف كافّة موارده ل تحقيق أهدافه العليا، وعلى أرسها إقامة دولته المستقلة. و يُعدّ الشعب الفلسطيني بكل مكوّناته، وقيادته، فاعلون أساسيّون فيه. و"القيادة الفلسطينية" هي ما يتفق عليه الفلسطينيون من إطار سياسي جامع يقودهم، كمنظمة التحرير الفلسطينية إذا - احتوت جميع القوى الفلسطينية الفاعلة-، أما قبل ذلك؛ فتتمثل القيادة الفلسطينية في قيادة "منظمة التحرير"، وقيادة "فصائل المقاومة"، وال يمكن اعتبار فعالية أهم آلخر؛ وال شك أن هذه االزدواجية في قيادة الشعب الفلسطيني هي إحدى أحدهما وتجاهل ا تحديات اﻷمن القومي الفلسطيني. كما يُالحَظ في هذا التعريف، أنه يعُد "الشعب الفلسطيني" فاعال أمنيا، له دوره المهم في حماية نفسه ومصالحه، من خالل كفاحه في إطار التحر ر الوطني؛ ففي الوقت الذي تحتكر الحكومات في الدول المستقلّة مسؤولية حارسة اﻷمن لشعوبها؛ فإن الدّول الخاضعة لالحتالل يلعب شعبها دوًار مهمّا في تحقيق اﻷمن لدولته، مثل ممارسته للمقاومة الشعبية، وتكاتف أفارده لتحقيق أمنه المجتمعي. ( 105 )

*

*

*

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

35

Made with FlippingBook Online newsletter