3 . 7 . المصالح الفلسطينية العليا: ال يوجد مفهوم متفق عليه بين القوى السياسية الفلسطينية للمصالح الوطنية/ القومية العليا في الوقت الحالي، فلكل منها رؤيتها الخاصّة لهذه المصالح )*( ، وبناء على القواسم المشتركة بين هذه الرؤى، واستنادًا إلى طبيعة الواقع الفلسطيني، ي مكن تأطير المصالح الفلسطينية، في مستويين اثنين؛ أوال: المصالح الجوهرية ؛ التي تتعلق بالوجود الوطني الفلسطيني؛ وهي ثابتة غير خاضعة للتفاوض؛ وثانيًا: المصالح الحيويّة ؛ وتتعلق بصمود ورفاهية ورخاء الشعب الفلسطيني، وليست مرتبطة بالضرورة مع مسائل الوجود؛ ولو أن الفارق بين هذه المصالح والمصالح الجوهرية قد يكون في بعض اﻷحيان مُبهمًا ومتشابكًا وخاضعًا للتغيير. ( 106 ) 3 . 7 . 1 . المصالح الجوهرية: أ- بقاء الشعب الفلسطيني: وضمان ديمومته، والحيلولة دون إبادته؛ وهي مصلحة تستوجب السعي للحصول على الوسائل الناجعة لحماية هذا الشعب م ن المخاطر التي تهدد وجوده، ومن احتماالت استخدام القوة الطاغية ضد مجتمعات الفلسطينيين، داخل أرض فلسطين وفي الم هاجر. ( 107 ) ب- ديمومة بقاء الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين: ودرء خطر التهجير (أو ما يسمّيه "اإلسارئيليون": التارنسفير)، لضمان عدم تكارر تجارب التهجير التي تعرّض لها الفلسطينيون سنتي ( 1948 و 1967 ،) والحيلولة دون محاولة تغيير البنية السكانية الفلسطينية العربية، واستبدالها بفئات سكانيّة طارئة ومهاجرة. ( 108 ) ج- التحرر من االحتالل: فهو مصدر المعاناة المادية والمعنوية اﻷساسي للفلسطينيين، وهذه المصلحة تسبق بناء ا لدولة، وهو شرط ضروري لتحقيق اﻷهداف الفلسطينية اﻷساسية اﻷخر ، كإقامة نظام حكم نزيه، وتحقيق مستويات مقبولة من التنمية االقتصادية والضمان االجتماعي، وضمان حياة كريمة للمواطن الفلسطيني. وقد يكون تحقيق هذه المصلحة على شكل مارحل ، فقد يسبق التحرير تأسيس دولة فلسطينية على الجزء المحر ر من اﻷرض الفلسطينية، ثم يتواصل الكفاح من أجل إنهاء بقايا االحتالل في م ارحل أخر. ( 109 ) )*( تناولت رسالة ماجستير مفهوم المصلحة الوطنية لدى أبرز الفصائل الفلسطينية (هي: المبادرة الوطنية، و الجبهة الديمقارطية، والشعبية، و فتح، و حماس، و و إلسالمي، الجهاد ا حزب الشعب)، واستندت على مقابالت مع قيادات في هذه الفصائل، وأظهرت تقاربًا شديدًا بينها حول أهم المصالح الوطنية العليا، واختالفًا حول بعضها اآلخر، انظر: زيد، مفهوم المصلحة الوطنية الفلسطينية وتأثيره على الوحدة ص 97 - 132 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
36
Made with FlippingBook Online newsletter