رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

إنّ مارجعة سريعة لهذه المقوالت، ومقارنتها بالنظريات اﻷمنية، وتجارب الدو ل التي كانت محتلّة - تؤكّد صحّة الأري الثاني، وأن أمن الفلسطينيين سيبقى مستباح ا قبل تحقيقهم لدولتهم المستقلة، التي يجب أن تكون ذات سيادة كاملة، حتى تتكفل بحمايتهم ورعاية مصالحهم. لذا يصبح الكفاح من أجل تفكيك االحتالل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة أولوية عُليا، وينبغي في سبيلها حشد كل جهد، واستخدام كل سبيل، بما فيه ما تيسّر من قوة عسكرية، ويجب إلطار اإلنساني ﻷفارد الشعب الفلسطيني، أو في سلطة الحذر من اختازل القضية الفلسطينية في ا حكم ذاتي ذات سيادة وهمية أو ناقصة تحت هيمنة "إسارئيل". وهذا ال يعني التارخي عن تحصيل الحقوق المدنية والفردية والحياتية ل لفلسطيني؛ لتحقيق إلنساني أمنه ا والشخصي ، والسعي ل تحقيق القدر المعقول من الحياة الكريمة؛ فهو يساهم في تعزيز صمود اإلنسان الفلسطيني، في م سيرة الكفاح الطويلة ضد االحت ؛ الل وبذلك يتحوّل "اﻷمن اإلنساني " إلى مُعزِّز لألمن القومي الجمعيّ . 3 . 11 . فهم األمن القومي الفلسطيني في ظل الم قاربات األمنية: بُنيت المقاربات اﻷمنية الغربية في بيئات لقوى عظمى تتنافس بينها؛ أما دول العالم الثالث - الذي تنتمي له فلسطين - فلها بيئاتها المغايرة، ومقارباتها اﻷمنية المختلفة؛ كما أن فلسطين ليست دولة مستقلةً، وما ازلت في مرحلة كفاح من أجل التحرر الوطني من االحتالل؛ لذا فإن تلك المقاربات ال يمكن أن تناسب الحالة الفلسطينية بشكل كامل؛ إال أنّه ي مكن االستفادة من بعضها في تفسير وفهم جوانب معيّنة من اﻷمن القومي الفلسطيني. فعلى سبيل المثال: يرى البعض أن "الواقعية الجديدة" (البنيويّة) هي اﻷقرب لتطبيقات اﻷمن القومي في دول العالم الثالث، ولحركات التحرر الوطني، بما فيها حركة التحرر الفلسطينية ( 120 ) ، ووفقها؛ فإن بُنية النظام ا لدولي فوضوية، قائمة على تعارض المصالح بين الدّول؛ ال االعتماد على أنفسهم لحماية ولذلك ليس أمام الفلسطينيين إ بقائهم و تحقيق أمنهم، عمال بمبدأ "العون الذاتي"، وعليهم السعي لموازنة القوة، وتقليل االختالل في موازينه - ال على اﻷقل -؛ بامت ك وتطوير وماركمة عناصر القوة، على الصعيدين الخارجي ، والداخليّ. وتُسهم النظرية الماركسي ة (الثورية) في توضيح االستغالل االستعماري "اإلسارئيلي" لألرض والشعب الفلسطينيي ن، والقمع الممارس ضدهم خالل خوضهم للنضال من أجل تقرير المصير، وأن الش رعية الدولية ال توفِّر العدل، بل إن الكثير من ق ار ارت اﻷمم المتحدة جائرة (بما فيها القاررَيْن 181 ، 242 ،) تُعد ظلمًا للفلسطينيين، وانتقاصًا لحقهم التاريخي في كامل أ رض فلسطين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

40

Made with FlippingBook Online newsletter