كما يمكن االعتماد على النظرية البنائية ؛ التي تركّز على أهمية الهويّة والقيم واﻷفكار في الحقل السياسي واﻷمني - في تفسير دور الهوية الوطنية الفلسطينية في الحفاظ على البقاء والصمود، وتغذية دافعية الكفاح الفلسطيني ؛ السيّما أنّها ترتكز أساسًا على القيم العربية والعقيدة . إلسالمية ا ( 121 ) وتبرز أهمية مقاربة ما بعد االستعمارية في العودة إلى أصل القضية، وإدارك أن معضلة اﻷمن الف لسطيني اﻷساسية تتمثل في وجود االحتالل ، وأن النظام الدولي المهيمَن عليه غربيّا متواطئ مع االستعمار، وقد صُمم خصيص ا للمحافظة على التفوّق والهيمنة الغربية، وأن العنف الثوري أساس في معظم تجارب التحرر الوطني . إلرهاب" ؛ حتى لو وصَمه الغربيّون بـ "ا كوبنهاجن)؛ اﻷمن الفردي لكل الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم ، وأمن المجتمع، وأمن الدولة، وباﻷبعاد المتنوّعة لألمن: المجتمعيّة، و السياسية، والعسكريّة، واالقتصادية، والثقافية (الهوياتية)، وغيرها. 3 . 12 . البيئة االستارتيجية الفلسطينية: أما في الش العتماد على مقاربة ا ﻷمن الم ق الداخلي لألمن الفلسطيني، فيمكن ا وسّع (مدرسة : ألمن بمستوياته المتعددة التي تُوجّه االهتمام ل تنقسم البيئة االستارتيجية ﻷية دولة إلى بيئة داخلية، وأخرى خارجية؛ وتتألّف من مجموعة كبيرة من الظروف، والعالقات، والقضايا، والتهديدات، والفرص، والتفاعالت، وال نتائج؛ التي تؤثر جميعها في نجاح الدولة في سياساتها الداخلية، وفي عالقاتها بالدول واﻷط ارف اﻷخر. وتتسم هذه البيئة بسمات أربع، هي: التقلّب الدائم، والتوجّس (الشكّ)، والتعقيد الشديد، والغموض؛ مما يجعل عملية تحليلها واستيعابها المهمة اﻷصعب أمام التفكير ا الست ارتيجي. ( 122 ) و تحظى عملية تحليل البيئة االست ارتيجية للدول بأهمية بالغة ، لدى الدوائر اﻷمنية والمفكّرين، ؛ البد منها فهي الخطوة اﻷولى التي التي تسبق عملية التخطيط اﻷمني واالستارتيجي السليم. ويقوم هذا التحليل على رصد ومتابعة مستمرّة، لتأثي ارت كل العوامل الجيوسياسية الواقعة من الست ارتيجية للدولة؛ داخل البيئة ا كياناتٍ أو سياسات أو ظواهر أو تفاع ؛ الت سواء كانت في البيئة الداخلية أو الخارجية؛ من أجل الوقوف على خارطة التهديدات والمخاطر؛ التي يم كن أن تهدد الدولة ومصالحها القومية، وكذلك ل لبحث عن الف رص المتاحة أو المحتملة؛ التي يمكن أن يؤدي استغاللها إلى تعزيز تلك اﻷهداف والمصالح القوميّة. (123)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
41
Made with FlippingBook Online newsletter