4 . ُالصة: الخ ظهر مفهوم اﻷمن القومي استجابة لنشأة الدولة القومية الحديثة؛ التي تحتاج لحماية سيادتها ومصالحها القومية. ورغم أنه لم يزل مفهوما غامضا غير محدد بدقة لدى الخبارء، لكنه يتاروح ما بين الدفاع و الحماية للدولة ومصالحها القومية؛ وفقا للمقاربات اﻷمنية التقليدية، واﻷمن متعدد المستويات واﻷبعاد؛ وفقا للمقاربات النقدية الحديثة، كما أن الدول الصغرى تميل عادة إلى مقاربات خاصّة بها تتناسب مع طبيعة هذه الدول وإمكاناتها المحدودة. ويتميز اﻷمن بالديناميكية، والنسبية، وتعدد اﻷبعاد، ما بين أمن سياسي وعسكري واقتصادي وغيرها، كما يتحدد في مستويات إلنساني ، مروً ر مختلفة بدءًا من اﻷمن الفرديّ، وانتهاء باﻷمن ا ا بمستويات منها اﻷمن الوطني واﻷمن القومي، وتمثّل المصالح القومية الموجّه اﻷساس لسياسة الدولة ؛ التي عليها أن تحلل بيئتها االستارتيجية، وتتعامل مع التحديات والفرص في هذه البيئة. أما اﻷمن القومي الفلسطيني فهو يتشابه مع أمن باقي الدول، من حيث وجود م صالح قومية عليا تحتاج للحماية، ووجود ممارسات أمنية للقوى الفلسطينية بهدف تحقيقه؛ لكنه يتميز بخصوصيات فريدة، من أهمها غياب السيادة لكون فلسطين دولة خاضعة لالحتالل "اإلسارئيلي"، وهو ما يدعونا العتبار "الشعب الفلسطيني" هو وحدة التحليل بديال عن "الدولة". وفقا للنظرية الواقعية الجديدة؛ فإن على الشعب الفلسطيني االعتماد على نفسه، لتحقيق البقاء واﻷمن، في ظل منظومة دولية فوضوية، من خالل وضع استارتيجيات تحقق توازن القوة على المستوى الداخلي والخارجي. وتنقسم المصالح القومية الفلسطينية العليا إلى: مصالح جوهرية؛ كالمحا فظة على بقاء الشعب الفلسطيني، وديمومة وجوده على أرضه، وتحرره من االحتالل، والدفاع عن تاربه الوطني؛ ومصالح حيويّة، كصيانة وحدة الشعب، وتمثيله السياسي، والعدالة االجتماعية. أما أبعاد اﻷمن الفلسطيني فهي متعددة، عسكرية، وسياسية، واقتصادية، ومجتمعية، وثقافي ة، ومن أهمّها البُعد اإلنساني، لكونه يعزز صمود اإلنسان الفلسطيني، في كفاحه الطويل نحو تحقيق أمنه القومي الكامل، الذي لن يتحقق إال بطرد االحتالل الستقالل. وتحقيق ا أمّا البيئة االستارتيجية الفلسطينية فتنقسم إلى أربع دوائر جيوسياسية؛ هي: الدائرة الفلسطينية، و "اإلسارئيلية"، واإلقليمية، والدولية، ويمكن دارسة التحديات والفرص لألمن القومي الفلسطيني، وفقا لموقعها في هذه الدوائ ر، وهو ما تتناوله الفصول ا . آلتية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
43
Made with FlippingBook Online newsletter