رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

2 . 3 . الدور الوظيفي الذي تمارسه السلطة الفلسطينية حسب اتفاقيات أوسلو: لم تنشأ السلطة الفلسطينية كتطوّر طبيعي فلسطيني على غارر نشأة الدول القومية، بقدر ما جاءت نتيجة إل اردة دولية و"إس ارئيلية"، رسمت دور ها الوظيفي في بروتوكوالت أوسلو، ويتكوّن هذا الدور من شِقين: "وظيفة خدماتية" لتسيير الشؤون المعيشية لمواطنيها، ت ريح االحتالل "اإلسارئيلي" من عبْء تسيير الشؤون المعيشية للفلسطينيين، و"وظيفة أمنية" بالتعاون مع "إس ارئيل". ( 16 ) ويمكن استجالء خطورة هذا الدور على اﻷمن القومي الفلسطيني، من عدة أوجه: أ- تعطيل مشروع التحرّر الوطني، فرغم فشل التسوية السياسية ، فإن قيادة السلطة ما ازلت متمسّكة بها، وم ا ازلت تتعهد بمنع أي حارك قد يؤدي الندالع انتفاضة ثالثة، وتُعطّل منظمة التحرير (التي يُف ترض أن تقود حركة التحرر الوطني)، وبذلك تطبّق الدور الوظيفي الذي أاردته "إسارئيل" منذ البداية، بأن تكون السلطة حالة انقالبية على منظمة التحرير، ومن ثَم على مشروع التحرر الوطني. ( 17 ) ب- ممارسة "التنسيق األمني"، الذي يُعرّفه القائد اﻷسبق لجهاز المخابارت الفلسط ينية ( توفيق الطي اروي) بأنه: إج ارءات إلحباط أي محاولة لتنفيذ عمليات مسلحة ضد "إسارئيل" انطالق ا من مناطق السلطة الفلسطينية، بالتعاون مع أجهزة اﻷمن "اإلس ارئيلية، وأنه جزء من التازمات السلطة باتفاقاتها مع "إسارئيل. ( 18 ) وتشمل : إلجارءات هذه ا مالحقة واعتقال المُقاومين، ومصادرة أموالهم وسالحهم، إلس ارئيل"، والمساعدة في تسليمهم " وتصفيتهم أحيانًا، و إغالق مؤسسات خيريّة، والبحث عن أماكن أسرى "إسارئيليين" لدى المقاومة الفلسطينية، وإعادة "إسارئيليين" ضلّوا الطريق ، وممارسة ضغوط أو إغارءات على المقاومين وذويهم، لدف عهم لتسليم سالحهم؛ مقابل إازلتهم من قوائم المطلوبين "إلسارئيل"، وتوظيفهم في اﻷجهزة اﻷمنية، السيما أولئك المحسوبين على الحزب الحاكم. ( 19 ) و قد مرّت هذه اإل جارءات بفتارت مد وجزرٍ، كان أخطرها في فترة الرئيس "عباس" ؛ حين نظّم وزير داخليّته (عبد الرازق اليحيى) حم التٍ لتفكيك اﻷجنحة العسكرية لفصائل المقاومة؛ استجابة لخطة خارطة الطريق اﻷمريكية )*( ، مع تسويق تحت الت هذه الحم شعار "محاربة فوضى الس ، و" الح" وحدانية سالح السلطة"؛ لتجنّب الصدام مع الأري العام الفلسطيني. ( 20 ) )*( خارطة الطريق: مشروع طرحته الواليات المتحدة في سبتمبر ( 2002 ) الستئناف التسوية السياسية بين "إسارئيل" والسلطة الفلسطينية؛ التي رحّبت بها، وتقضي بوقف انتفاضة اﻷقصى، وتجديد التنسيق اﻷمني، والتفاوض حول "إمكانية" إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود مؤقتة، وانتهاء بتطبيع العالقات بين "إسارئيل والدول العربية. اشتية، موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية ، ص 306 - 311 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

54

Made with FlippingBook Online newsletter