ب- األنشطة الموجّهة لتنشئة جيل بقيم جديدة، بتوجّهات ليب ارلية، بعيدًا عن مفاهيم التحرر من االحتالل، التي تقوم بها مؤسسات مدنية (وأحيانا بتسهيل من السلطة الفلسطينية)، وتركّز على المارهقين والقطاع النسوي، وتصل أحيانا للمشاركة في أنشطة تطبيعية )*( مع االحتالل. ( 26 ) ج- التأثّر بالجدل القديم حول العالقة ما بين الهوية الوطنية الفلسطينية واالنتماء العروبي واإلسالمي، وقد تناولته دارسات عِدّة، وخلُصت إلى كَوْن الهويات الثالث ( الوطنية، و العربية، و اإلسالمية ) تُشكّل حالة من ال تكامل الال تناقض. ( 27 ) وتشير الوقائع إلى أن الهوية الوطنية ما ازلت شديدة التأثّر بالمتغيارت اإلقليمية، وبتصاعد العولمة، وهو ما يتطلّب جهودًا واعية ومتكاملة لحمايتها. 2 . 5 . غياب العقيدة األمنية الوطنية الموحّدة: يُؤخذ على الحركة الوطنية الفلسطينية عدم تطويرها عقيدة لألمن القومي الفلسطيني (بالمعنى اﻷكاديمي) )†( . وفي ظل غيابها، كانت الوثائق الوطنية هي المُوجِّه لعمل اﻷجهزة اﻷمنية الفلسطينية في مرحلة الثورة (مثل: الميثاق الوطني، والنظام اﻷساسي لمنظمة التحرير، ووثيقة إعالن اال ستق ، الل) إلى أن أُسست السلطة الفلسطينية سنة ( 1994 )، فأصبحت المالحق اﻷمنية التفاقيات أ وسلو وتوابعها، هي المُوجِّه لها. ( 28 ) وتكمن خطورة هذا الغياب، في إفساحه المجال للتدخالت الخارجية في توجيه اﻷجهزة اﻷمنية، كما حصل سنة ( 2007 )، حين أُعيد هيكلتها في الضفة الغربية، بإشارف المنسّق اﻷمني اﻷمريكي الجنارل كيث دايتون، وفق عقيدة أمنية تُجرِّم المقاومة، وتحمي "إسارئيل"، عُرفت باسمه "عقيدة دايتون" ( 29 ) ، و ما ازلت تنتهجها. وعلى نقيضها، تعمل أجهزة اﻷمن في قطاع غزة، ضمن عقيدة تحمي المقاومة، وتالحق ال متعاونين مع "إسارئيل". ( 30 ) كما يَحرِم الفلسطينيين من اﻷداة الالزمة لترتيب أولوياتهم واستارتيجياتهم اﻷمنية ( 31 ) ، ويسمح بتحويل أهم أدوات اﻷمن القومي الفلسطيني (اﻷجهزة اﻷمنية) إلى أدوات الختارقه، من خالل تسخيرها لمحاربة المقاومة الفلسطينية وحماية أمن "إسارئيل"؛ مما دفع الكثيرين للتساؤل حول جدوى وجودها، بل ودعوة البعض إلى تفكيكها. ( 32 ) )*( التطبيع: المشاركة الطّوعية في أي نشاط مع "اإل س ارئيليين "، طالما أنهم ال يعترفون بالحقوق اﻷساسية الفلسطينية بموجب القانون الدولي، وال يشكّل النشاط شكال من النضال المشترك ( co-resistance " الحتالل ) ضد ا اإلس ارئيلي". "تعريف التطبيع"، المقاطعة BDS ، 17 / 11 / 2020 . https://bit.ly/3pUU6Ta )†( العقيدة األمنية: مجموعة القواعد والمبادئ والنظم، المنظّمة والمتاربطة، التي توجه سلوك الدولة اﻷمني، محليّا ودوليّا، وتُحدّد كيفية استخدام القوة القومية (بكافة أشكالها وأدواتها) وتوظيفها لتحقيق اﻷهداف االستارتيجية. فهمي، دراسة االستراتيجية ، ص 32 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
56
Made with FlippingBook Online newsletter