رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

2 . 8 . التجزئة الجغارفية القسريّة للشعب الفلسطيني: أسفرت تجربة الهجرة القسرية للفلسطينيين التي ارفقت حربي ( 1948 ، و 1967 ) إلى تقطيع أوصال الشعب الفلسطيني، وترك زه في مناطق جغارفية متباعدة، مقطّعة اﻷوصال، فأكثر من نصفهم ( 7 مليون) يستقر في الشتات (خارج فلسطين)، ويتوزع الباقون ما بين ( 2.1 مليون في غزة، و 3.2 مليون في الضفة الغربية، و 1.7 مليون في الداخل المحتل سنة 1948 .) ( 45 ) لقد نجم عن هذه التجزئة الكثير من التحديات للفلسطينيين، منها: خَلق انقسام نفسيٍّ، فازد تأثّر الغزيّين سياسيا واستارتيجيا بمصر، أما في الضفة والقدس فازد ارتباطهم باﻷردن، وازدت احتماالت التدخل الخارجي في الشؤون الفلسطينية الداخلية، وصعّبت ضمان أمن الجاليات الفلسطينية في الخارج، وساعدت القوى الخار جية على االستفارد بكل منطقة جغارفية على حدة، بدل التعامل مع الفلسطينيين ككل. ( 46 ) وظهر نوع من التباين في اﻷولويات الوطنية بين التجم عات الفلسطينية، التي بات لكل منها اهتماماته ، وأولوياته الخاصة (47) ، وتضرّرت الهوية الوطنية ال سيما لدى فلسطينيي الداخل المحتل، كما أسلف الكتاب سابقًا. وساهم التباعد الجغارفي - وما يتبعه من صعوبات في التنقل والسفر، السيما لقادة فصائل – إلسارئيل" المقاومة المطلوبين " في منع أو تقليل لقاءاتهم، السيما بين مناطق الضفة وغزة والخارج؛ مما أوجد نوعًا من التباعد الفكري حول القضايا الوطنية والميدانية، وصعّب عملية اتخاذ القارر الموحّد، سواء على المستوى الوطني، أو داخل الفصيل الواحد – في بعض اﻷحيان -؛ مما يضع تعقيدات إضافية أمام العمل الوطني الموحّد. ( 48 ) 2 . 9 . مشكلة العمالة والجاسوسية: وهي مشكلة مشهورة تاريخيّا، تعاني منها كل الدول، الس يما تلك الخاضعة لالحتالل اﻷجنبي. و "الجاسوس" هو الجهة أو الشخص الذي يجمع المعلومات سًّار، لصالح العدوّ، أما "العميل" (أو المتعاو ن) فأخطر منه، إذ يخدم العدوّ، بتنفيذ سياساته السياسية واالقتصادية واالجتماعية (بشكل مباشر أو غير مباشر)، مستغال موقعه ومكانته. ( 49 ) وتُ ولِ ي "إسارئيل" اهتماما خاصّا بهذه المسألة ؛ انطالقا من حاجتها إلى "اإلنذار المبكر" (وهو أحد مبادئ نظريّتها اﻷمنية)، ورغم تطوّر تكنلوجيا جمع المعلومات لديها، إال أنها ما ازلت تعتبر المصادر البشرية اﻷكثر أفضلية وموثوقيّة، واﻷسهل تحليال وتفسيًار، واﻷقل خطأً. ( 50 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

59

Made with FlippingBook Online newsletter