رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

وقد حاربتها الفصائل الفلسطينية بشدّة، فخالل االنتفاضة الفلسطينية اﻷولى ( 1987 - 1994 ) قامت بتصفية نحو ( 942 ) متهمًا بالتعاون مع "إسارئيل"، في حين بقي دور السلطة الفلسطينية هزيال، وانحصر عملها خالل الفترة ( 1994 - 2004 ) على التحقيق مع العمالء واحتجاز بعضهم، ثم طوّرته (إبان االنتفاضة الثانية) إلى محاكمة أعداد قليلة، لم تزد عن ( 48 ) عمي ؛ ال مما يشير إلى أن عملها لم يخرج عن إطار التظاهر أمام شعبها، ومحاولة إثبات الوجود. ( 51 ) ويفسَّر ذلك بخوفها من إغضاب "إسارئيل"، أو قطع التمويل من الدول الغربية ( 52 ) ، والتازمًا باتفاقيات التسوية السياسية التي تنص على منع مالحقة "المتعاونين" مع السلطات "اإلسارئيلية"، أو إيذائ هم بأي شكل؛ مما منحهم حصانة خاصّة. ( 53 ) ورصدت دارستان مخاطر هذه المشكلة ، التي تكشف عن حجم التهديد الذي تشكّله على اﻷمن القومي الفلسطيني، ومن أهمها: اختارق فصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية، وتنفيذ أو المشاركة في تنفيذ عمليات االغتيال ضد كوادرها، وإثارة المشاكل بين أبناء المجتمع، وتسريب اﻷارضي والعقاارت للمؤسسات التهويدية، ونشر االنحالل اﻷخالقي والمخدارت، وتجنيد وإسقاط اآلخرين، وخلق طابور خامس لن شر اإلشاعات وأجواء ا ، إلحباط والتجسس على اﻷسرى الفلسطينيين داخل السجون "اإلسارئيلية". ( 54 ) ويشير موقع المجد اﻷمني (المقرّب من المقاومة) إلى تضاعف عدد العمالء في الضفة الغربية؛ بسبب الحرب االستخبارية "اإلس ارئيلية"، في ظل غياب المكافحة الفلسطينية لهذه المشكلة، إضافة ﻷسباب أخر ، وفي المقابل؛ يشهد قطاع غزة انحسا ًار نسبيًّا في عددهم في السنوات اﻷخر، نتيجة الجهد اﻷمني المبذول في مكافحة هذه المشكلة. و من مؤشارت هذا االنحسار: اعتارفات عمالء اعتقل تهم أجهزة اﻷمن ، وطريقة العمل التي عملوا بها - قبل انكشافهم - ، والضعف االستخباري "اإلسارئيلي" الذي ظهر خالل حروبها على غزة، ولجوء الشاباك لتجنيد عمالء جُدد من خالل مواقع االنترنت، إضافة إلى تلميحات قادة "إسارئيليين" إلى صعوبات في عمل الشاباك داخل غزة. ( 55 )

2 . 10 . فوضى السالح و"االنفالت األمني":

وهي ظاهرة انتشرت في الضفة الغربية وقطاع غزة سابقًا، وتصاعدت وتيرتها بشكل كبير في الضِّفة في السنوات اﻷُخَر ، فتازيد استخدام السالح في المشاجارت والمناسبات، وظهر ما يوصف بسباق تسلّح بين المواطنين والعائالت ، ووصل معدّل الجارئم فيها مستويات خطيرة. ( 56 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

60

Made with FlippingBook Online newsletter