رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

فعلى سبيل المثال؛ و وفقًا لمعطيات سنة ( 2020 ،) بلغت جارئم القتل أو الشروع فيه، في مناطق السلطة الفلسطينية ( 308 ) جريمة، بمعدّل ( 6.4 جريمة لكل 100 ألف من السكان)، بما يفوق متوسط المعدّل العالمي الذي يقارب ( 5.7 لكل 100 ألف من السكان)، وتركّز العدد اﻷكبر منها في الضفة؛ بنسبة تقارب 14 : 1 مقارنة بغزة. ( 57 ) وتُرجع إل الهيئة المستقلّة لحقوق ا نسان، أسباب تفاقم هذه الظاهرة في الضفة، إلى ضعف ثقة المواطن بمنظومة العدالة، وتارخي أجهزة إنفاذ القانون في مالحقة المجرمين، والخالفات بين أن الح. وتؤكد أعضاء الحزب الحاكم، واستغالل مناطق "ج" في ترويج الس معظم المخالفين للق انون، هم إما أشخاص ذوو نفوذ في السلطة الفلسطينية وأجهزتها اﻷمنية، أو مقرّبون منهم. ( 58 ) وتلعب "إس ارئيل" دوًار مهمًّا في تأجيج هذه الظاهرة؛ إلشغال الفلسطينيين بالنازعات الداخلية، وحرف أنظارهم عن االستيطان والقضايا الوطنية الكبرى. ( 59 ) ومن الالفت للنظر؛ توجّه بعض اﻷدبيات الفلسطينية التي تناولت الظاهرة إلى إدارج "سالح ؛ ألمن القومي الفلسطيني المقاومة" ضمن "فوضى السالح"، ومن ثَم اعتباره مناقضًا ل لكونه يكسر احتكار السلطة الفلسطينية لحيازة الس - الح وهي أهم خصائص الدولة الحديثة )*( - ويخالف برنامجها السياسي، ويعمل وفق أجندات قوى إقليمية، ويشكّل "عائقًا أمنيًّا" يحول دون تطبيق القانون على المجرمين، على حد وصفها. ( 60 ) وهو تحليل يعتريه الكثير من المغالطات ، لألسباب التالية: أ- من حيث وحدة التحليل: أشار الكتاب سابقًا إلى ضرورة التفريق بين "أمن الشعب الفلسطيني"، و"أمن السلطة الحاكمة"؛ التي ال يصح اعتبارها المرجعية التحليلية لألمن الفلسطيني؛ لكونها ال تمثّل كل مكونات الشعب الفلسطيني؛ لذا يبقى الشعب الفلسطيني، هو الوحدة التحليليّة اﻷشمل لألمن. ( 61 ) ب- ومن جانب نظرية احتكار العنف: يشير "فيبر" إلى أن احتكار السلطة الحاكمة للعنف أمر مطلوب؛ لكنّه مرهون باالستناد إلى شرعية مستمدة من رضا مواطنيها، وفقًا للفلسفة التعاقدية، ويسمّيه "العنف الشرعي" ( 62 ) ؛ وهو اﻷمر المفقود لدى السلطة الفلسطينية، التي تعاني من أزمة تآكل شرعيتها ، مقابل الشرعية الشعبية المتازيدة للمقاومة المسلّحة، وفقًا للعديد من استطالعات الأري. ( 63 )

)*( يُعرّف المف كر اﻷلماني الكبير فيبر ( Max Weber ( ) 1864 - 1920 ) ا لدولة ب أنها: الجماعة اإلنسانية التي تنجح في احتكار العنف الطبيعي بشكل شرعيّ، داخل إقليمها. فيبر، العلم والسياسة بوصفهما حرفة ، ص 263 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

61

Made with FlippingBook Online newsletter