رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

وهو مرهون أيضًا بتكفّل الدولة بحماية شعبها من العدوان الخارجي، وهو ما تعجز عنه السلطة الفلسطينية ، بل على نقيض ذلك؛ نجد أن العديد من الدول - حين تعجز عن حماية شعبها م ن الغزو الخارجي- تتعمد "تسليح الشعب"، وتكوين وحدات شعبية للمقاومة، كما تفعل أوكارنيا في مواجهة الغزو الروسي. ( 64 ) ج- من حيث عالقة سالح المقاومة بالجريمة: تُظهر تقارير الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني لسنة ( 2020 )، قلّة الج ارئم المسلّحة في قطاع غزة؛ المكتظّ بأسلحة المقاومة، فلم تزد عن ( 20 ) جريمة ؛ في حين ترتفع هذه الجارئم بشكل حاد في الضفة الغربية؛ التي تفتقر لوجود بُنية عسكرية كبيرة للمقاومة، وبلغت ( 288 ) جريمة ، وهي في تازيد مستمر؛ مما يشير إلى ب ارءة سالح المق اومة من التسبب باالنفالت اﻷمني. ( 65 ) ال و شك أن ظاهرة ا نف ت اﻷمني ال ال تُقوّض اﻷمن الشخصي للمواطن الفلسطيني، وتضرب اﻷمن المجتمعي، فهي تهدد السلم اﻷهليّ، وتشجّع اﻷف ارد والعائالت نحو أخذ ا لقصاص الحهم، بس بد من ال االحتكام للقانون، وتُشغل المجتمع عن قضاياه الوطنية الكبرى، وتُحوّل عناصر أجهزة اﻷمن من ح اُرس ل إلى ألمن، مُنتهِكين له. كما أن هذه الظاهرة ليست مرتبطًة بالضرورة بوفرة الس الح، فالفلسطينيون في الضفة ال الغربية وغزة، من أقل شعوب العالم اقتناء للس ح )*( ، وعليه فإن ضعف منظومة العدالة هي السبب الفعلي لهذه الظاهرة. 2 . 11 . تحديات أخر: اهتم الكتاب - فيما سبق - بمناقشة التحديّات الداخليّة "الرئيسة" لألمن القومي الفلسطيني، التي تمس بالمصالح والقِيَم القومية. أما التحديّات "الثانوية"، فهي كثيرة متنوّعة، وهي وإن كانت مُهمّة وخطيرة، إال أنها أقل تأثيار، وال تستهدف المصالح القومية بشكل مباشر وعاجل، لذا لم يناقشها الكتاب. وقد أسهب اللواء مصباح صقر )†( في مناقش ة هذه التحديات، في كتابه "انكشاف اﻷمن القومي الفلسطيني"؛ ومن أهمّها: ؛ الجتماعي تحدّيات اﻷمن ا مثل: غياب العدالة، والتفاوت االجتماعي، وبروز ظواهر اجتماعية غريبة، وتقدّم الوالء العشائري على الوطنيّ، واالزدحام السكانيّ، ومشكالت التركيبة االجتماعية للسكان، إلى إلضافة با تحديات أخر تستهدف اﻷمن الصحّي والتربوي والتعليمي، أ و تمسّ بأمن المعلومات واﻷمن البيئي. ( 66 ) )*( وفقًا لتقرير دولي صادر عن مركز " مسح اﻷسلحة الصغيرة" بجنيف، سنة ( 2018 ): يحتل الفلسطينيون المدنيّون في غزة والضفة المركز ( 174 ) عالميًّا، من حيث معدّل اقتنائهم لألسلحة الصغيرة (خارج إطار اﻷجهزة اﻷمنية والعسكرية الحكومية)، و المركز قبل اﻷخير عربيًّا، وتُقدّر بـ ( 56,000 ) قطعة سالح؛ بمعدّل ( 1.1 قطعة لكل 100 شخص)، وهي نسبة قليلة جدًا مقارنة بالشعوب، فالشعب اﻷمريكي – مث - ال يقتني أسلحة بمعدّل ( 120 قطعة سالح مقابل كل 100 شخص ). لالستازدة، انظر: Karp, Global Firearms Holdings )†( اللواء مصباح صقر ( 1934 ا): آل- ن قيادي سابق في حركة فتح، و مؤسس جهاز اﻷمن الوقائي وأول قائد له، عزله الرئيس عرفات لمواقفه الارفضة العتقال المعارِضين، ثم عمل كسياسي مستقلّ، و رئيس تجمّع حكماء فلسطين، وله عدّة كتابات حول اﻷمن الفلسطيني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

62

Made with FlippingBook Online newsletter