ج- أفكار "جان جاك روسو" )*( : التي تدعو للتوسع الجغارفي والديمغارفي، بما يضمن أكبر رقعة جغارفية، متنوعة التضاريس والموارد، وأكبر عدد من السكان. وتعمل "إسارئيل" على تحقيق ذلك من خالل السياسات االستيطانية، وسياسات التهجير القسري للفلسطينيين، وتشجيع الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين. إن القارءة المعمّقة لمفردات نظرية اﻷمن القومي "اإلسارئيلي"، والفكر الجيوبوليتيكي "اإلسارئيلي"، وتطبيقاته على أرض الواقع، تكشف عن الطبيعة العدوانية التوسّعية التي تهيمن ؛ آلخرين على العقل "اإلسارئيلي"، وأن تشييد أمنها يقوم على انتهاك أمن ا فلسطينيين وعرب. وتوضح أن سياسات "إسارئيل" تجاه الفلسطينيين، ممنهجة، وليست ردّات فعلٍ، وتكشف حجم خطورتها، التي تسعى لتصفية الوجود الفلسطيني على المدى البعيد، وتؤكد عدم جدّيتها في تحقيق أي تسوية سياسية تعطي الفلسطينيين دولة مستقلة ذات سيادة. كما توضّح أن وجودها ليس خطًار على الفلسطينيين وحدهم، بل مصدر تهديد لكل الدول العربية. إن هذه ال قارءة، تُسهّل إدارك حجم التحديات "اإلسارئيلية"، ومآالتها، ودرجة خطورتها على اﻷمن القومي الفلسطيني، على النحو التالي:
السيطرة "اإلسارئيلية" على األرض الفلسطينية:
3 . 3 .
تمثّل اﻷرض جوهر الص ارع الفلسطيني – "اإلس ارئيلي"، و سعت "إس ارئيل" منذ نشأتها للسيطرة على أكبر م ساحة ممكنة منها ، وفق منطق "أرض أكثر، وسكان أقلّ"، مستخدمة االحتالل العسكري (عقب الحروب) تارةً، وعمليات االستيطان ( 74 ) تارة أخرى، ونجحت في بسط سيطرتها المباشرة على ( 85 %) منها، ( 75 ) ، والبقية بشكل غير مباشر ( 76 ) ؛ مما شكّل – وما ازل – واقعًا جديدًا على اﻷرض، يخلق تحديات وجودية لألمن القومي الفلسطيني، وي آلتي: مكن إدارك أبعادها على النحو ا في البعد السياسي، وهو األخطر: نجحت "إسارئيل" في تكريس وجودها على اﻷرض المُحتلة قبل سنة ( 1967 )، فلم يعُد المجتمع الدولي يستوعب الحديث عن الحق التاريخي للفلسطينيين في كامل أرضهم االنتدابية، بل يحص ر الصارع في اﻷارضي المحتلّة بعد هذا التاريخ، وهو ما يعني التسليم المُسبق بضياع ( 78 %) من اﻷرض الفلسطينية.
)*( جان جاك روسو ( Jean-Jacques Rousseau :) ( 1712 - 1778 )، فيلسوف سويسري ، أثرت أفكاره في الثورة الفرنسية، وفي تطوير الشت اركية والقومية ا ، ويمثل كتابه " العقد االجتماعي" حجر الازوية ل لفكر السياسي واالجتماعي الحديث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
65
Made with FlippingBook Online newsletter