رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

أما في البعد االقتصادي، تُ سبب المستوطنات (وما يتبعها من قيود على ال تنقّل ومصادرة ال موارد الطبيعية) بخسائر فادحة لالقتصاد الفلسطيني، ال تقل عن ( 874 ) مليون دوالر سنويًّا؛ أي ما يقارب ( 10 %) من الناتج المحلّي اإلجمالي في الضفة الغربية ، وفقًا لتقديارت ( 2014 .) ( 83 ) 3 . 4 . االختالل المفرط في ميازن القوة لصالح "إسارئيل": تحظى "إسارئيل" بتفوّق في القوة - كمًّا ونوعًا - مقارنة بجيارنها، فعلى صعيد القوة الصلبة يحتل الجيش "اإلسارئيلي" الموقع الخامس عشر عالميًّا، ويأتي بعد قوتين إقليميتين هما مصر وتركيا. ويخدم فيه نحو ( 810 ) ألف جندي (نظامي واحتياط)، ويمتلك تكنلوجيا عسكرية متطورة، السيما في مجاالت سالح الجو ، والمدرعات المحصّنة، وسالح السايبر، واالستخباارت. باإلضافة إلى السالح النووي، الذي يقدّره خبارء بنحو ( 115 ) أرسا نوويا. ( 84 ) أما قوتها الناعمة، فال تقل أهميّة في التأثير على سياسات الدول اﻷخر ، وتستفيد في ذلك من المجموعات اليهودية في العالم، خاصة في الدول الغربية، التي توظّف فيها خطابًا استشارقيًّا، ينعتها بالتفوق اﻷخالقي الديمقارطي مقارنة بشعوب الشرق اﻷوسط، التي تتهدّدها باإلبادة والفناء، كما تستغل تفوقها في مجالي التكنلوجيا والبحث العلمي، في تعزيز عالقاتها مع دول صاعدة؛ كانت تمثّل صديقًا تاريخيًّا للقضية الفلسطينية، مثل الهند، والصين، وغيرها. ( 85 ) وينعكس هذا االختالل المفرط في ميازن القوة بالسلب على اﻷمن القومي الفلسطيني، فتستخدم "إسارئيل" القوة المُفرطة في البطش بالفلسطينيين، بما يهدد أمنهم الفردي والجماعي. لكن اﻷخطر من ذلك نجاحها في تحقيق "الردع" والهزيمة النفسية لدى جزء منهم، وزرع اليأس من إمكانية توازن القوة معها، ومن ثم التشكيك في جدوى مقاومتها، فأصبحوا يميلون إلى التعايش مع االحتالل تارةً، أو حصر الكفاح التحرّري في "الكفاح الدبلوماسي " داخل مؤسسات ال يناطح المخرز". المجتمع الدولي، وشيوع مقوالت من قبيل "الكف كما نجحت في ردع الدول العربية واإلسالمية عن محاولة تقديم الدعم الكافي للفلسطينيين، ففضّل بعضها التعايش والتعاون معها، بدال من مواجهتها (مصر واﻷردن مثاالً)، وذهبت دول السترضائها، أ مال أن يساعدها ذلك في تحسين مكانتها لدى الواليات المتحدة اﻷمريكية (السودان مثاالً) ، فضال عن الدول التي توجهت نحو التطبيع الكامل (كاإلماارت، والبحرين، والمغرب). وقد نتج عن هذا انكشاف ظهر الفلسطينيين أمام عدوّهم "اإلسارئيلي"، وتجريدهم من اإلسناد والدعم ال كافي، الذي يأملونه من أمتهم العربية واإلسالمية. ( 86 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

67

Made with FlippingBook Online newsletter