رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

3 . 5 . العنف "اإلسارئيلي" ضد اإلنسان الفلسطيني: تستخدم "إسارئيل" العنف المُباشر أداة أساسيّة في محاولتها إلخضاع الفلسطينيين، فقتلت نحو مئة ألف فلسطيني منذ بدء ال احت لها سنة ( 1948 ) ( 87 ) ، وقتلت وأصابت أكثر من مئة ألف آخرين في حربها على غزة ( 2023 - 2024 )، واعتقلت نحو مليون فلسطيني منذ سنة ( 1967 ،) تعرّضوا ال خ لها للتعذيب الجسدي والنفسي ( 88 ) ، و أضحى عنف المستوطنين في الضفة الغربية سلوكًا روتينيًّا، مستهدفًا سالمة الفلسطينيين، وممتلكاتهم، وأارضيهم، بدعم من حكومتهم وجيشهم. ( 89 ) كما تمارس نوعًا آخر من العنف البُنْيَوِي المنظّم )*( ، من خالل أدوات السيطرة االستعمارية "اإلسارئيلية"، من قبيل: تصميمها تصنيفات بيومترية (ذكية) للتمييز والتحكم في الفلسطينيين، سياسيا وإداريا؛ والسيطرة على حيّزهم االفتارضي (شبكات الهاتف واإل نترنت) ومارقبته؛ وتسليط وسائل التجسس والمارقبة عليهم؛ وابتازز بعضهم إلسقاطهم للتخابر اﻷمني معها، واستخدامها أدوات العقاب الجماعي، كهدم المنازل، والتجريد من الممتلكات، والتمييز العنصري، والتضييق االقتصادي، والحصار؛ السيما ال حصار الخانق على غزة. ( 90 ) إن اﻷثر المباشر لهذا العنف – بنوعيه - يت ضح في توليد شعور دائم بغياب اﻷمن الفردي لدى الفلسطيني، فأصبح دائم القلق، يخشى أن يكون الضحية القادمة للقتل أو اإلصابة أو االعتقال أو التهجير. لكن أخطاره على اﻷمن القومي الفلسطيني أبعد من ذلك بكثير، فهو ي هدف لتشجيع الهجرة إلى الخارج، ضمن ما يسمّيه "اإلسارئيليون" بـ "الهجرة الطوعية"، بهدف تغيير الواقع الديمغارفي والجغارفي، وتجزئ ة الفلسطينيين سياسيا ونفسيًّا، و تشويه وعيهم الوطنيّ، وكسر إارد تهم، ونزع رغبة المقاومة من نفوسهم، وفرض التبعية عليهم ، بما يخدم االحتالل، ويطيل أمده. 3 . 6 . الحصار الخانق لقطاع غزة وللتجمّعات الفلسطينية في الضفة الغربية: حظيت غزة - وما ازلت - بمكانة مهمّة في الصارع ضد االحتالل، ووصفها "إدوارد سعيد" "بجوهر القضية الفلسطينية"، الستيعابها كتلة مكتظة من الالجئين المضطهدين، المُصرّين على مقاومة االحتالل، ويرى أن فَهم الوضع على حقيقته فيها، يسهّل فهم التحديات أمام فلسطين. ( 91 ) والتحدّي اﻷبرز الذي يواجهه قطاع غزة هو التضييق اﻷمني واالقتصادي منذ ( 1967 ،) الذي تحوّل إلى حصار خانق منذ سنة ( 2006 ؛) بهدف حرمان حماس من ممارسة الحكم بعد فوزها في االنتخابات ، وتأليب السكان عليها، وإضعاف قدارت المقاومة فيها. ( 92 )

)*( العنف البنيوي: عنف غير مباشر، وبطيء، تمارسه جهات مؤسساتية (كالدول) ضد اﻷف ارد، يشمل: القمع واالستغالل والحرمان، ويكون غير مرئي، بعكس العنف السلوكي (المباشر). خريسان، " العنف البنيوي: دارسة في نظرية غالتونج لتفسير العنف"، ص 159 - 161 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

68

Made with FlippingBook Online newsletter