منذ بداية تأسيس "إسارئيل"، وهي تنظر إلى وجود الفلسطينيين داخلها على أنه أمر سيء عمومًا، فتارهم امتدادًا للشعوب العربية، وتخشى من عملهم كـ "طابور خامس"، ومنذ ذلك الوقت، وهم يعانون من سياسات "إسارئيلية" ممنهجة، تهدد أمنهم الفردي والجماعي، من أبرزها: سياسات "اﻷسرلة"، والتمييز العنصري، واإلغارق في الفوضى. )*( و "األسرلة": هي إجارءات تقوم بها "إسارئيل" تجاه فلسطينيي الداخل المحتل والقدس؛ بهدف ربطهم بها، ومن ثَم زيادة انتمائهم لها، ودمجهم فيها، وكبح تطلعاتهم الوطنية والقومية؛ من خالل فرض مناهج تعليمية تخدم المصالح "اإلسارئيلية"، وتشجيع انخارط الفلسطينيين في اﻷحازب "اإلسارئيلية"، والمشاركة في انتخابات الكنيست، وغيرها من اﻷساليب. ( 104 ) والغاية من االندماج ليست تحويل الفلسطينيين إلى مواطنين متساوي الحقوق مع اليهود في "إسارئيل"؛ التي تسعى يومًا بعد يوم ﻷن تكون "دولة يهودية"، بل الهدف هو تحييد االنتماء للهوية العربية والوطنية الفلسطينية لديهم، دون نشوء هوية بديلة عنها؛ ولذلك فالمقصود هو "أسرلة الوعي السياسي والقومي"، وليس "أسرلة الواقع"، فهو متأسرل بالكامل. ( 105 ) أمّا التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، فيهدف إلى المحافظة على التفوق "اليهودي" في "إسارئيل"، من خالل التمييز في فرص العمل، واﻷجور، والسكن، وضعف قطاع الخدمات في البلدات العربية. وتضاعفت جوانب التمييز خالل جائحة كوفيد ( 19 ) سنة ( 2019 .) ( 106 ) كما تنتهج "إسارئيل" سياسة "اإلغارق في الفوضى" ضد التجمعات العربية داخلها، فتسهّل وتشجّع المشاكل االجتماعية واﻷمنية فيها، مثل انتشار المخد ارت، والجريمة المنظّمة التي تتصاعد عاما بعد عام، حتى أصبحت تفوق مثيالتها في المناطق اليهودية بنحو ثمانية أضعاف، وبلغ عدد ضحاياها نحو ( 1700 ) قتيل فلسطيني في العشرين سنة اﻷخيرة. ( 107 ) وتشير المعطيات إلى وجود نح و ثماني عصابات للجريمة المنظمة، تنشط في الوسط العربي، وتحظى بتواطؤ أجهزة اﻷمن "اإلسارئيلي"، وتتركز جارئمها في منطقتي الوسط (يافا، اللد، الرملة)، والمثلث الجنوبي (كفر قاسم، الطيرة، الطيبة)، وتُنفّذ معظمها بالسالح الناري، وأغلب ضحاياها من فئة الشباب، كما استهدفت شخصيات قياديّة عربية. ( 108 ) وإجم اال، فإن فلسطينيي الداخل المحتل يعانون من غياب أمنهم الفردي والجماعي، ويتعرّضون لما ي وصف بـ "اغتيال جماعي" ي ستهدف هويّتهم. ( 109 ) )*( انظر مثال: محضري اجتماعين لحزب مباي "اإلسارئيلي" الحاكم مع مؤسسة الهستدروت "اإلسارئيلية" سنة ( 1950 )، أسّسا لسياسات التمييز العنصري ضد فلسطينيي الداخل المحتل، ودارت المداوالت فيهما حول تحويل التربية والتعليم والتشغيل إلى أدوات للتأثير على وعيهم، بهدف زيادة والئهم "إلسارئيل"، وعزلهم عن بقية الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وإبقاء قضية وجودهم مفتوحة، أمال في ، الً. مصالحة إمكانية التخلص منهم مستقب "س ياسة "إسرائيل" حيال المواطنين العرب" ، ص 7 - 10 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
71
Made with FlippingBook Online newsletter