رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

4 . ُالصة: الخ تنقسم البيئة االستارتيجية الفلسطينية إلى أربع دوائر جيوسياسية، تناوَل هذا الفصل تحديات اﻷمن القومي الفلسطيني المنبثقة من الدائرتين اﻷولى، والثانية. أما الدائرة اﻷولى، فهي الدائرة الفلسطينية، وهي الشعب الفلسطيني، الذي يعيش ظروفًا غير طبيعية، مقارنة بالشعوب المُتنعِّمة باالستقالل السياسي. لقد أفرزت التجارب اﻷليمة التي عانى منها الفلسطينيون حالة من التشوّه البنيوي، والمشكالت المتاركبة، التي أصبحت تشكّل تحديات جوهرية ﻷمنه القومي. وأبرز هذه التحديات: أزمة المشروع الوطني الذي يعاني انقسامًا سياسيًّا، وه شاشة النظام السياسي الفلسطيني، والدور الوظيفي الذي تمارسه السلطة الفلسطينية حسب اتفاقيات أوسلو، واﻷزمات التي تعصف بالهوية الوطنية الفلسطينية، وغياب العقيدة اﻷمنية الوطنيّة الموحّدة الموجِّهة لعمل اﻷجهزة اﻷمنية، والفساد المستشري في المؤسسات الفلسطينية، والهشاشة االقتصادية وما نَجَم عنها من ترد لألوضاع المعيشية، وحالة التشرذم القسري التي يعيشها الفلسطينيون في معازل جغ ارفية متباعدة، ووجود مشكلة العمالة والجاسوسية لصالح العدوّ، وانتشار الح واالنفالت اﻷمني، وتحديات ثانوية أُ خَ ر. فوضى الس وتتسم معظم هذه التحديات بكونها إمّا قسرية؛ فرضتها ظروف التشرّد وغياب وجود الدولة المستقلّة الحامية لألمن، وإما ناجمة عن ضعف وسوء تدبير القادة الفلسطينيين، ومشاكلهم الداخلية التي تعصف بمشروع التحرر الوطني الفلسطيني. أما الدائرة الثانية، فهي الدائرة "اإلسر ائيلية"، إذ تأتي أخطر التحدّيات لألمن القومي إلسارئيلي"، وممارساته الممنهجة. الفلسطيني، من وجود االحتالل "ا ومن أبرزها : احتالل معظم اﻷارضي الفلسطينية ووقوعها تحت السيطرة االستعمارية "اإلسارئيلية"، واالختالل المُفْرِط في ميازن القوة لصالح "إسارئيل"، والعنف " اإلس ارئيلي" المباشر والبنيوي تجاه الشعب الفلسطيني، والسياسات االستعمارية "اإلسارئيلية"، مثل الهيمنة على االقتصاد الفلسطيني، والحصار الخانق ضد قطاع غزة، وسياسات "اﻷسرلة" والتمييز العنصري واإلغارق في الفوضى ضد فلسطينيي الداخل المحتل، وسياسة التهويد ضد مدين ة القدس، باإلضافة للتطوّر التكنلوجي الهائل لدى "إسارئيل"، الذي يفاقم االختالل في ميازن القوة. وتستهدف التحديات "اإلسارئيلية" في أغلبها إنهاء الوجود السياسي للفلسطينيين، وتشويه هويتهم، وكسر إاردتهم، ومن ثم تبديد أية آمال بإقامة دولة مستقلّة لهم، وتتنوّع ف ي أشكالها ما بين عُنف مباشر صريح، وسياسات استعمارية ممنهجة بعيدة المدى. * * * هوامش الفصل الثاني:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

75

Made with FlippingBook Online newsletter