1 . مقدمة: تتسم الدول الصغيرة عمومًا بضعف نسبي في مناعتها القومية، لذلك يتعرّض أمنها القومي لدرجات متباينة من التأثّر واالنكشاف أمام التحديات الخارجية، فيتأثر بالتطوارت اإلقليمية والدولية من حوله. وعندما تكون الدولة محتلة من عدو خارجي (كما في الحالة الفلسطينية )، يتازيد هذا االنكشاف، ويتجلّى التأثير اإلقليمي والدولي في أوضح صوره، وهو ما يوضحّه هذا الفصل. ويتناول المبحث اﻷول الدائرة اإلقليميّة؛ المتمثّلة في إقليم " الشرق اﻷوسط" ، الذي تنتمي له فلسطين؛ ويستعرض التركيب الجيوسياسي لإلقليم، وأهم التحدّيات القادمة من هذا اإلقليم الملتهب، وبيان أثرها على اﻷمن الفلسطيني. ومن أهم هذه التحديات، تفكك اﻷمن القومي العربي، وتحول الدول العربية نحو مقاربات اﻷمن القُطري لكل دولة، وموجات التطبيع مع "إسارئيل"، وما يش تمله التطبيع من أنظمة تعاون أمني مع "إسارئيل" يستهدف المقاومة الفلسطينية، إضافة إلى التدخّالت اإلقليمية المستمرة في الشؤون الداخلية الفلسطينية، وغياب اﻷمن اإلنساني للفلسطينيين الموجودين في الدول العربية، و ظاهرة الفكر المتطرّف الموجودة في اإلقليم. فيما يدر س المبحث الثاني: التحدّيات المتولّدة من الدائرة الدولية ؛ التي ال تقل أهمية عن التحديات اإلقليمية، ومن أهمّها: غياب الحليف االستارتيجي القوي القادر على موازنة القوة لصالح الفلسطينيين، في مقابل التحالف الوثيق بين الواليات المتحدة اﻷمريكية و ال "إسارئيل"، والتدخ ت الدولية في القضية الفلسطينية. باإلضافة إلى تحدّيات أخر؛ ناشئة من طبيعة النظ ام الدولي الحالي أحادي القطبية؛ الذي يقيّد حرية تحرك الدول الصغرى، و عجز القانون الدولي عن حماية الفلسطينيين، وتجريم المجتمع ال دولي لحركات المقاومة الفلسطينية، ثم يختم بالتحديات الناشئة عن تطور الحياة البشرية، على صعيد العولمة، والتغيّر المناخي.
*
*
*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
84
Made with FlippingBook Online newsletter