رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

2 . 1 . حول التركيب الجيوسياسي إلقليم الشرق ا : ألوسط يتكوّن اإلقليم أساسًا من "العالم العربي"، المُقسّم سياسيًّا إلى ( 22 ) دولة، معظمها هشّة، غارقة في مشاكلها السياسية واالقتصادية واﻷمنية، ولكل منها نظامها وأداؤها السياسي الخاص بها، ورغم وجود إطار مؤسسي يجمعها هو "جامعة الدول العربية"، إال إنّها لم تزل مجرّد مظلّة هشّة، ال تصنع نظامًا إقليميًّا فاعال يتمتع بإاردة حقيقية مستقلّة، وصالحيات فوق قُطرية. ويضم اإلقليم – إضافة للعالم العربي - ثالث دول، تملك كل منها مشروعًا توسّعيًّا بطبيعته: ( 7 ) أ- "إس ارئيل": وتمتلك مشروعًا استعماريًّا صهيونيًا، ذا قوة عسكرية واقتصادية كبيرة، ودعم في الستعمارية غربي واسع، وتعتمد على استارتيجيات إلحكام سيطرتها ا فلسطين، أخر الست ارتيجيات ومواجهة مشكالت اﻷمن الجاري "لدولتها"، إضافة للهيمنة على اإلقليم، باعتباره جزءًا من مجالها الحيويّ، منها: "البلقنة"، و"شدّ اﻷطارف"، و"تكثيف االستيطان". )*( ب- إي ارن: دولة إسالمية شيعيّة، بجذور قوميّة فارسيّة، تطمح إلى فرض نفسها كقوة تصحيحيّة )†( في إلقليم، وتوظّف ا لذلك أدواتها الصلبة والناعمة، فضال عن دعمها للدول والجماعات الحليفة لها ، وتحديدًا في العارق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والبحرين، وفلسطين، وأفريقيا، وتشكّل خصمًا مهمًّا للمشروع "اإلسارئيلي" واﻷمريكي في اإلقليم. ( 8 ) ج- تركيا: جمهورية علمانيّة، بجذور إسالمية سُنية، وقومية تركية، وهي قوة عسكرية واقتصادية وحضارية مهمّة، تسعى إلى التحول إلى دولة محورية إقليميًّا، وإحياء الروابط الدينية والتاريخية بينها وبين ال عالم العربي، فتدعم القضية الفلسطينية، وتحافظ في الوقت ذاته على تعاون اقتصادي واستخباري مع "إسارئيل". ( 9 ) وتسود اإلقليم حالة من االضطارب اﻷمني؛ إذ شهد تحوالت سياسية كبيرة، وصارعات على النفوذ - تغذّي بدورها حروبًا أهلية - إضافة لسباقات التسلّح الهائلة، وغيا ب معايير الحرب وآليات فض النازع. ( 10 ) )*( يُقصد بـ " البلقنة ": محاولة تفتيت الدول إلى دويالت على أسس عرقية وطائفية ومذهبية، بافتعال وتغذية الحروب اﻷهلية، كما حدث في منطقة البلقان سابقًا، ومن أوائل دُعاتها مؤسس الصهيونية التصحيحية (جابوتنسكي). أمّا مخطط " شد األطراف إل " فيهدف قحام الدول الواقعة في أطارف الوطن العربي في صارعات جانبية مع جي ارنها ، إلشغالها ومن وارئها دول القلب العربي (خاصة مصر وسوريا) في صارعات جانبية بعيدًا عن الصارع الرئيس بين العرب و"إسارئيل". في حين يهدف مخطط " تكثيف االستيطان " إلى تكريس االحتالل "اإلسارئيلي في الضفة والجو ؛ الن بما يخلق واقعًا جديدًا يصعب تغييره مستقبالً. سويلم، "اﻷهداف القومية اإلسارئيلية وا ستارتيجيات تنفيذها". )†( الدول التصحيحية ( states revisionist :) هي الدول التي ترى في النظام الدولي الحالي تهديدًا لها ؛ ولذلك تستخدم القوة العسكرية لتغيير الوضع القائم، ليتحوّل لصالحها؛ على نقيض "دول الوضع الارهن"، التي تسعى للحفاظ على توازن القوى الحالي. ميرشايمر، مأساة سياسة القوى العظمى ، ص 3 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

87

Made with FlippingBook Online newsletter