AJ 25th Book.

الجزيرة وتغطية محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا

وقتها التغطية المفتوحة، السؤال على الزميل عامر لافي عن مدى صحة الخبر. ركضت مباشرة إلى عامر لافي في الاستوديو، الذي لم يكن قد سمع بخبر سكاي نيوز عربية، بحكم أنّه على الهواء مباشرة منذ بدء التغطية، لأسمعه يجيب: «يصعب علينا حاليا تأكيدُ مثل هذه الأخبار، ولم تذكرها أي وسيلة إعلامية تركية، لكن بحكم معرفتنا بشخصية الرئيس التركي فمن الصعوبة تخيل صدقية هذا الخبر». وفعلاً صدق حدس عامر وكذب خبر سكاي نيوز عربية. لقد ظهر بعدها بقليل الرئيس التركي في بث عبر تطبيق (فيس تايم) على إحدى القنوات التركية متحدثًا بنبرة المتحدي للانقلابيين، وداعيا الشعب للنزول إلى الشارع لمقاومة الانقلابيين. بعد دقائق من هذا الظهور تغير مجرى الأحداث في كل تركيا، وصار

الجزيرة وتغطية محاولة الانقلاب الفاشلةفي تركيا مدير مكتب الجزيرة في تركيا | عبد العظيم محمد

اتصلت بالزملاء في أنقرة، حيث كان الزميل المعتز بالله حسن يتجول في شوارع المدينةِ لرصد أي مظاهرَ للانقلاب. ومن ثمّ اتصل بي الزميل عمر خشرم (رحمه الله)، وكان حينئذٍ في مهمة عملٍ في مدينة أوردو شمال غربي تركيا، وأخبرني أنه سيستأجر سيارة للعودة إلى أنقرة فورًا، بعد أنْ أوقف الجيش عمل مطارات تركيا. بدأنا على الفور تغطية الأحداث المتسارعة وتحركات الجيش، فعامر لافي أمام الكاميرا في الاستوديو، وعمر الحاج توجه بصحبة مصوّرٍ، وجهاز بث إلى ميدان تقسيم، الذي انتشر فيه الجيش، أمّا المعتز بالله حسن فقد توجه نحو مبنى البرلمان، الذي قصفته طائرة تابعة للانقلاب، وتحاول قوة أخرى قطع الطرق أمامه. كان الشعورُ السائدُ أنّ الجيش بدأ بالسيطرة على الأماكن الحيوية في البلاد، وخصوصا في اسطنبول. بث الانقلابيون أول بياناتهم عبر قناة (تي أر تي) الرسمية، ونقل لي الزميل عمر الحاج أنّ القوة العسكرية التي تتمركز في ميدان تقسيم لا يبدو عليها التوتر ومرتاحة في تحركاتها. كانت القنوات التركية، المؤيدة للحكومة والمعارضة لها، مرتبكة في نقل الأخبار، لكن فاجأتنا قناة (سكاي نيوز عربية) بخبر هروب الرئيس التركي بطائرة إلى ألمانيا. طرح مذيع الجزيرة، الذي كان يدير

، كنت جالسًا مع بعض الأصدقاء في 2016 من يوليو عام 15 في مساء أحد مقاهي (حي الفاتح) الشهير في اسطنبول، عندما وصلني خبر إغلاق جسر البوسفور. لم أهتمّ كثيرًا، فزحمة طرق اسطنبول وأزمة السير جزء طبيعي من الحياة هنا. لكن اتصالاً أعقبَ الخبرَ من أحد الزّملاءِ المصورين يقول: إنّ دبابة للجيش هي التي تقطع جسر البوسفور، أثارَ الاستغرابَ والفضولَ الصحفيّ لدي وأربكَ جلستنا كثيرًا. تحركت على الفور باتجاه مكتبنا القريب من ميدان تقسيم صحبة الزميل عمر الحاج. في الطريق كانت الصورة تتضح أكثر بالنسبة لنا، فقد تبين أن الجيش هو من يقطع الطرق والجسور الحيوية في اسطنبول. في هذه الأثناء كنت أتصل بالزملاء ليلتحقوا بنا إلى المكتب، ومعظمهم كانوا قد وصلوا بالفعل. وجدت أمامي الزميل عامر لافي، ومصور القناة الإنجليزية، أمّا الزميل المنتج نضال صيام فقد اتصل بي ليخبرني أنّه قد قطع إجازته السنوية، وأنه على بعد دقائق منا. تأكد الخبر بالنسبة لنا، وأكّدناه لإدارة الأخبار، وهو أنّ الجيش يحاول الانقلاب على الرئيس وحكومته، وبدأت الجزيرة تغطية مفتوحة للحدث.

117

116

Made with FlippingBook Online newsletter