الموصل والحاجة سناء
كان بودي أن أذكر اسم السيدة والجهة التي تواصلت معي، لكنني، وبسبب الوعد الذي أعطيته لها ونزولا عند رغبتها، لن أبوح بهذه التفاصيل. تقرير الحاجة سناء كان يروي قصة من بين عشرات أو مئات القصص المؤلمة التي مرت بنا، ليس فقط في الموصل بل في مناطق مختلفة من العراق. هذه القصص تظهر الجانب الآخر من الحدث، الجانب الإنساني البعيد عن الشاشة. كل هذه القصص تجعل عمل الصحفي في مناطق الحرب مهمة صعبة جدا وشاقة أيضا. فالصحفي إنسان يتأثر بما يدور حوله، لكن عليه أن يضع كل هذه التفاصيل جانبا، ويحرص على المهنية والأمانة في نقل الحدث، بعيدا عن العاطفة.
مسؤولا كبيرا شاهد التقرير وتأثر بحال الحاجة سناء، ويريد التكفل بها وبعائلتها. فرحت جدا، وكأن الموضوع يعنيني شخصيا. وفعلا بادرت بالتواصل مع الأشخاص المتعاونين الذين ساعدونا على الوصول إلى السيدة للحصول على رقم هاتف يمكن من خلاله التواصل معها، وأرسلته للسيدة التي اتصلت بي. وعرفت بعد ذلك أنهم قاموا فعلاً بالتواصل معها لمساعدتها.
وكنا نسعى لاقتناص بعض تلك القصص التي تعكس حقيقة ما حصل للأهالي. وكانت جميعها قصصا مؤلمة جدا. الشيء المفرح الوحيد بعد إنجاز هذه القصص، أننا كنا نتلقى اتصالات من خيرين، بعد عرض التقرير على الشاشة، يسألون عن كيفية الوصول إلى هؤلاء الناس لمساعدتهم. وفي قصة الحاجة سناء، وردني اتصال من دولة خليجية بعد أيام من عرض التقرير. قالت المتصلة إنها تعمل في منصب مهم جدا في تلك الدولة، وقالت لي إنها تسعى إلى الوصول إلى الحاجة سناء، لأن هناك
139
138
Made with FlippingBook Online newsletter