الغداء الأخير
وكتب عن الفيلم كذلك جمال قاسم، وهو أستاذ دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية في جامعة غراند فالي ستيت في الولايات المتحدة: «بقيت عملية الاغتيال المأساوي للرئيس الحمدي في أكتوبر ، من المحرمات السياسية الغامضة طوال فترة حكم الرئيس 1977 السابق علي عبد الله صالح، حيث لم تحظ بأي تحقيق رسمي أو تناول إعلامي يسلط الضوء على ملابسات الاغتيال. لكن مع بث قناة الجزيرة لهذا الفيلم الوثائقي، أصبح الباب الآن مفتوحا لإجراء تحقيق رسمي حول قضية الاغتيال». وفي ذات السياق كتب الصحفي اليمني ومدير تحرير صحيفة الثورة سابقاً أن كل عناصر التحقيق الاستقصائي مكتملة في فيلم «الغداء
الغداء الأخير منتج برنامج «المتحري» | جمال المليكي
بدأت عمليات البحث والتقصي واستقر بي الأمر على وضع ثلاثة أسئلة يحاول الفيلم تقديم إجابة موثقة عنها، وهي: -كيف قُتل الحمدي؟ -لماذا بقي الحمدي حاضراً في الوجدان المجتمعي اليمني رغم محاولات النيل منه ودفن تاريخه؟ -لماذا كان الحمدي يشكل خطراً على المستوى المحلي والإقليمي وحتى الدولي؟ وذكرت في نهاية الفيلم أننا أوصلنا المشاهد إلى أقرب نقطة ممكنة من الحقيقة التي أُريد لها أن تختفي. تكمن أهمية هذا العمل في أنه يعتبر التوثيق الأول لقضية اغتيال عاما، ولذلك أحدث الفيلم صدى واسعا على 40 رئيس تمت قبل المستوى اليمني والعربي. ولأن الفيلم أنتجت منه نسخة بالإنجليزية فقد كتب عنه بعض الباحثين الأجانب وفي هذا السياق كتب عن الفيلم المؤرخ والأكاديمي الأمريكي ستيفن داي، والذي يعمل حاليا أستاذا لدراسات الشرق الأوسط في جامعة رولينز في فلوريدا: «إن الأدلة التي عرضها فيلم «الغداء الأخير» تعتبر أدلة دامغة؛ وبالتالي سيبقى هذا الفيلم لسنوات عديدة بمثابة التحقيق الأمثل بشأن . وفضلا عن ذلك؛ 1977 قصة جريمة اغتيال رئيس الدولة باليمن عام الفيلم صُنع بمهارة فائقة وتم تحريره باحترافية».
ظلت صورة الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي حاضرة في سنة على مقتلة، ورغم العمل 40 الوجدان الشعبي رغم مرور الممنهج من قبل النظام الذي حكم بعده على دفن تاريخ الرجل وطي ذكره.. كان التمثل الأبرز لهذا الصمود في الوجدان اليمني .2011 عندما أصبحت صور الحمدي أيقونة من أيقونات ثورة فبراير لم تكن فكرة استدعاء شخصية الحمدي هي الدافع الوحيد للعمل على الفيلم الاستقصائي الذي أنتجته عنه؛ فملابسات الجريمة وغموضها وأثرها على المشهد السياسي اليمني يجعل التحقيق فيها أولوية لأي صحفي أو مؤسسة إعلامية. فقد حرص منفذو الاغتيال على تصميم مسرح للجريمة بينت الأيام أنه كان مفبركاً، ومثلت هذه الجريمة سابقة خطيرة لم يعتدها المجتمع اليمني، فقد استدرج الرئيس وأخوه إلى مأدبة غداء، واغتيلا غيلة، في تجاوز للأعراف اليمنية السائدة. ولم يكتف المنفذون بذلك بل عملوا على تشويه صورة الحمدي وتاريخه من خلال وضع جثته وجثة أخيه بجوار فتاتين فرنسيتين استطاع الفيلم أن يكشف زيف شخصيتيهما من خلال الشهادات والوثائق. وكمنتج يمني للأفلام الاستقصائية شعرت بالواجب المهني والوطني عاما، 40 لكشف الغموض الذي أحاط بالحادثة، واستمر لأكثر من
153
152
Made with FlippingBook Online newsletter