AJ 25th Book.

مطاردة «شبيحة» الأسد

لم نيأس، وتابعنا البحث، أخبرت إياد أنني بصدد تشكيل فريق بحث بالاستعانة بصحفيين وخبراء مستعدين لخدمة هذا المشروع. بدأنا بتأسيس منصة نعمل عليها معاً، ثم قمنا بتوزيع المهام فيما بيننا في جمع البيانات ومتابعة الأدلة. بعدها، قسمنا الفريق إلى فرق أصغر تلتقي بصورة منتظمة لمناقشة ما تم التوصل إليه. مع ذلك، ظلت هناك حلقة مفقودة، يجب التعاون مع مصادر محلية في البلدان المعنية، التي تؤوي «شبيحة» النظام السوري. وجدنا أن الدكتور (ع. موسى) المتهم بارتكاب جرائم حرب لصالح نظام الأسد يعيش في ألمانيا. وسعيت لمخاطبة مجلة دير شبيغل، وأخبرني (جيف) أحد أعضاء فريقنا، أن بمقدوره إيصالنا إلى فيدليس شميد من فريق المجلة الأسبوعية. لقد أدهشني فيدليس بشجاعته وحماسه للتعاون معنا. يقول فيدليس: «كان اللقاء الأول مع محمود وفريق عمله في مدينة (لاهاي) لتصوير مقابلة حصرية ضمن الفيلم. وكان لي وللمجلة دور واضح في العمل، قد حددنا مكان إقامة علاء موسى وحصلنا على صورة واضحة له.»

مطاردة «شبيحة» الأسد منتج أولفي قناة الجزيرة الإخبارية | محمود الكن صحفيفي مجلة ديرشبيغل | فيدليس شميد

الهدف من ذلك هو تحديد القصص المدعومة بأدلة دامغة ترقى لمستوى بناء قضية ادعاء متكاملة أمام محاكم القضاء. وشرعت فورا في التواصل مع (قتيبة)، أحد ناشطي حقوق الإنسان السوريين. نظرنا 90 في قاعدة البيانات التي عكف على تجميعها لسنوات، وحددنا اسماً، ولكن لم يرق أيٌ منها للمعايير التي وضعناها. حاولت الاتصال بشهود عيان، لكنهم رفضوا الحديث خوفاً على حياتهم أو حياة أقاربهم داخل سوريا، مع يأسهم من بناء قضية استناداً إلى تقارير إعلامية، لاسيما أنه لم يعرف التاريخ شروع محاكم القضاء الجنائية في البت في جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أثارها فيلم وثائقي تلفزيوني.

كان لقائي الأول في تونس مع إياد، كبير منتجي إدارة البرامج في قناة الجزيرة الإخبارية. وخلال تناولنا للعشاء أخبرني قائلاً: «محمود، لقد شاهدت أعمالك الوثائقية السابقة، المحتوى جيد، ولكن تحتاج لبعض الدعم من حيث الصور والتوجه.» ولأني أتفق مع ما قاله لي إياد، كان ردي بالترحيب بأي دعم يأتيني من مهني خبير مثله. ثم أردفت بملاحظة أنه لكي نقوم بالعمل على الوجه الأكمل، نحتاج أن نتبنى منهجاً مغايراً، بأن نضع معايير لاختيار القضايا، وإجراء البحوث المناسبة، ثم البدء في التصوير. وافق إياد على دعم هذا المنهج غير المعتاد في الإدارة.

157

156

Made with FlippingBook Online newsletter