كورونا في ووهان
يقول وانغ: «لم نكن ندرك حينها مدى خطورة هذا الفيروس، اعتقدنا . اضطر خالي إلى ترك 2003 أنه يشبه فيروس سارس الذي ظهر عام عمله ليتفرغ للاعتناء بجدتي، لكن سرعان ما انتقلت إليه العدوى. فالمستشفيات كانت تشهد نقصا حادا في الأسرة، لذلك بقيا كلاهما في البيت. وجاء قرار الإغلاق الشامل والحجر المنزلي الإجباري ليزيد الحال سوءا.» يضيف وانغ: «قضيت في الحجر المنزلي نحو أربعة أشهر، فقدت خلالها وظيفتي، وأعيش حاليا على الإعانات الحكومية. ما زلنا في هذا الحي ممنوعين من الخروج بسبب تسجيل عدد من الحالات التي شفيت من الفيروس لكنها بعد ذلك انتكست من جديد. بعد أن تنتهي هذه المحنة، سوف أغادر ووهان للبحث عن عمل وبداية حياة جديدة، فذكريات من فقدتهم من أقارب وأصدقاء في ووهان كثيرة، لذلك أفضّل الابتعاد لفترة من الزمن لعلّ ذلك يساعدني على تجاوز ما مررت به». قررت السلطات الصينية إغلاق 2020 في الثالث والعشرين من يناير مليونا، بحيث يمنع الدخول 11 مدينة ووهان البالغ عدد سكانها إليها أو الخروج منها إلى أجل غير مسمى. وجاء القرار بالتزامن مع فرض حجر صحي شامل على المواطنين وإغلاق المتاجر وتعليق عمل وسائل النقل العامة. وجاء الإعلان قبل ست ساعات فقط من تنفيذه، الأمر الذي دفع بملايين المواطنين إلى الهرع نحو محطات القطارات والطرقات السريعة للهروب قبل الإغلاق. كان «وو لاي» وزوجته من بين الهاربين. لكنه لم ينجح في الخروج من المدينة، فحركة المرور كانت خانقة. وتفيد الأرقام الرسمية في ملايين شخص من ووهان نجحوا بالفعل في الخروج 5 الصين بأن نحو قبل الإغلاق.
كورونا في ووهان مراسلة الجزيرة في الصين | شيماء جو إي إي
كان آخر المستشفيات التي تضم مصابين بالفيروس في حالة حرجة. كنا مضطرين للمشي سيرا على الأقدام حاملين معدات التصوير الثقيلة بعد رفض سائق السيارة التي استأجرناها الاقتراب من محيط المستشفيات. «وو يوو» شاب في الثانية والعشرين، تطوع خلال فترة الإغلاق الشامل في ووهان ليقوم بدراجته الكهربائية بتوصيل الأدوية ولوازم الحياة اليومية إلى بعض الأسر، وخاصة كبار السن ممن لا عائل لهم. حدثنا قائلا: « نشرت إعلانا على منصة ويتشات (منصة تواصل اجتماعي صينية) ذكرت فيه بأنني أتطوع لتوصيل الأدوية والكمامات وحفاظات الأطفال وغيرها من لوازم الحياة اليومية لكل من يتواصل معي، وأتحمل التكاليف لمن لا يقدر على دفعها. أذكر أنني قمت في إحدى الليالي بتوصيل مسكنات للألم إلى إحدى الأسر. وما إن تجاوزت بوابة البناية حتى سمعت صرخات سيدة، اتضح أنها كانت تعاني آلام المخاض لساعات. لكنها فضلت الولادة في البيت خوفا من انتقال العدوى إليها من المستشفيات.» من وراء سياج المجمع السكني قابلنا «وانغ تشو»، شاب ثلاثيني فقد جدته وخاله بسبب الفيروس. روى وانغ تجربته مع الوباء والتي ، عندما تم تأكيد إصابة جدته وعدد من 2020 بدأت منذ يناير .19 سكان الحي بفيروس كوفيد
، باردة وخالية 2020 محطة قطارات ووهان مساء الأول من إبريل إلا من عدد من موظفي الصحة يلبسون سترات بيضاء وأقنعة واقية. كانوا في استقبال ركاب الرحلة الوحيدة القادمة من العاصمة الصينية بيجين، والتي كان أعضاء فريق الجزيرة الوحيدين على متنها. استمرت إجراءات التصريح بالدخول أكثر من ثلاث ساعات، مررنا خلالها بمراحل كثيرة ومعقدة شملت فحصنا رغم إجرائنا لاختبار في بيجين، بالإضافة إلى فحص المعدات التي كانت 19 فيروس كوفيد بحوزتنا. في طريقنا إلى الفندق الوحيد الذي كان مفتوحا في ووهان لاستقبال وسائل الإعلام، كانت الشوارع أشد بردا وسكونا. كانت تمزق ذلك الصمت الرهيب صافرات الإنذار المنبعثة من سيارات الإسعاف التي تمر مسرعة بين الفينة والأخرى بينما تواصل شاحنات التطهير عمليات تعقيم طرقات المدينة خلال ساعات الليل. ذروة تفشي الوباء عندما أعلنت 2020 شهدت ووهان في فبراير وفاة في 200 ألف إصابة مؤكدة وأكثر من 14 سلطات الصحة تسجيل يوم واحد. خلال تغطيتنا، حاولنا الدخول إلى مستشفى ووهان المركزي، لكن السلطات منعتنا حتى من الاقتراب لأكثر من خمسين مترا. توجهنا إلى مستشفى رينمين بالمدينة، وهو أحد المستشفيات الرئيسية بووهان.
169
168
Made with FlippingBook Online newsletter