فيضيافة تنظيم الدولة!
بعد عودتي من مناطق تنظيم الدولة، طرحت أسئلة كثيرة على نفسي ورددت بأجوبة شحيحة، فعلامات الاستفهام تملأ وجوه الجميع!، كيف تمكنت مجموعة مسلحة صغيرة من السيطرة على مدينة بحجم الموصل ومن ثم على أكثر من ثلث مساحة العراق؟!، فما تحدّث أحدهم عن سقوط المدينة التاريخية وما تبعها من أحداث وسيطرة التنظيم لأكثر من سنتين ونصف السنة على ست مدن رئيسية عراقية، إلا وأعطى تجليات تحليلاته، حتى نحن معشر الصحفيين خضنا في تساؤلات عديدة وتشعبنا في احتمالات واستنتاجات لا تنتهي. المعطيات كثيرة عن تخاذل قادة أمنيين وعسكريين وسياسيين في حادثة السقوط. ربما سكت الصحفيون عن قصد عما لديهم من معلومات!، ومن يجرؤ على الخوض في أمر من دون وجود أدلة دامغة تقنع الجمهور المتلقي، وتقنعنا نحن معشر الصحفيين؟!.
الطريق، اتصلت بمسؤولي المباشر في الدوحة، الذي كان معنا في كل حركة، معلنًا له انتهاء المهمة وألا عودة إلى هؤلاء الذين كانوا يقولون لي بين وقت وآخر: «أنتم -الجزيرة- أحسن المنافقين»!، هكذا كانت نظرة تنظيم الدولة «الإسلامية» لقناة الجزيرة، وليس كما يعتقد البعض. في اليوم التالي، تلقيت اتصاً مفاجئاً من «أبو الحسن» يعتذر فيه عما حدث!، قائ ً: «القيادة فوق لا يريدونكم»، وأن ما حصل كان خارجاً عن سلطته. كانت فرصة لي أن أصرخ فيه عبر الهاتف: أنتم ضد الجزيرة وتريدون شرًا لها، بدليل أنكم تحتجزون منذ يومين فريق قناة الجزيرة في تكريت المكون من ثلاثة أشخاص هم: المراسل أيوب رضا، والمصور إحسان العزاوي والسائق فيصل الناهي، وحددت له مكان احتجازهم. فوجئ بما قلت وأنكر معرفته بالأمر، المهم أنه بعد خمس ساعات من هذه المكالمة أفرج عن فريق الجزيرة، ولا أعلم إن كانت هذه المكالمة سبب إطلاق سراحهم أم أن جهودًا أخرى ساعدت على ذلك.
195
194
Made with FlippingBook Online newsletter