AJ 25th Book.

الجزيرة وحماية كوكب الأرض

محركات، رجال يصيحون، وصخور تتساقط. لقد كانت حفارات تعمل في جانب الوادي وأسطول من الشاحنات تقوم بنقل التربة والأنقاض بعيدا، لتعود من جديد. إنهم بصدد بناء سدٍ جديد، وهذا السد سيكون أكثر ضخامة. ساعتها شعرت بضآلة حجم طائر الحسيني، وأن لا قبل له ببناء من هذا الحجم.هذا المشهد ليس حكراً على تركيا، فهو يتكرر في الكثير من مناطق العالم، حيث يكون التنوع البيئي فريسةً للنشاط الإنساني وضحيةً للتنمية. إن الاستغلال الخاطئ لموارد الطبيعة ليس سببا في تدهور البيئة فحسب، بل في التغير المناخي وتفشي الأوبئة مثل -. إننا نعيش أزمةً بيئية. 19 جائحة كوفيد

الجزيرة وحماية كوكب الأرض منتجة برنامج «إيرث رايز» | أماندا بوريل

حضروا للعمل في موسم الهجرة. ساعدته في جمع بيانات هذا الطائر بأخذ عينة من ريشه. شرح لي كيف يقوم بالنفخ في صدر الطائر ليقيّم مستوى الدهون لديه، وكيف يشير لون جلد الطائر الوردي إلى نقص التغذية، وكيف أن مستوى البدانة لديه يحدد أهليته لقطع مسافات طويلة. شرح لي أيضاً كيف يمكن تحديد عمر الطائر من ريشه. يبلغ الطائر الذي بين يدي عاماً واحداً من العمر، وهو في أول رحلة هجرة له، ويعلم بالتحديد وجهته، تماماً كما فطره الله على ذلك. لجأ البروفسور سيكرجيوغلو إلى المحاكم أملاً في إنقاذ هذه البقعة الرطبة، وقدم كل ما جمعه من بيانات لتكون دليلاً على أهمية هذه البقعة للتنوع البيئي الغني وبالتالي يتعين حمايتها. توجهنا في المساء إلى وادي نهر أراس لمعاينة السد الذي تم تشييده بالفعل، ليتجلى أمام أعيننا الفارق بوضوح، فهنا لا توجد رقعة خضراء ولا توجد طيور. ومع امتداد المسير، لم نر سوى الطيور الجارحة تحلق فوق الصخور البركانية المحيطة. ولكن استوقفنا مشهد غريب، ترجلنا من السيارة لنراقب ما يحدث، غبار متصاعد من أسفل الوادي مصحوب بصوت

تتسارع ضربات قلب هذا الطائر الصغير الذي استقر في راحة يدي. من الصعب أن أتخيل أن هذا الكائن الضئيل الضعيف قد قطع آلاف الأميال في رحلة هجرته من إفريقيا إلى هنا. لقد وقع فريسةً في إحدى الشباك المحيطة بمرصد تعريف الطيور قرب مستنقعات نهر أراس أقصى شمال شرقي تركيا. (الحسيني) أو (المسهر) أسماء تطلق على هذا الطائر الفريد. بصفتي المنتجة المنفذة لبرنامج (إرثرايز) الحاصل على جوائز عالمية والذي يقدم حلولاً بيئية، جئت إلى هنا صحبة فريق العمل بعد أن سمعنا عن عالم الطيور البروفسور ساغان سيكرجيوغلو، الذي كرس حياته لحماية هذه البقعة الرطبة التي تمثل محطة رئيسية نوع 300 للطيور المهاجرة. قام هو وفريق عمله بتعريف أكثر من سلالة مهددة أو على وشك 21 من الطيور في هذا المرصد، منها الانقراض. ولكن هناك خطرا محدقا بهذه الكائنات، فقد شرعت الحكومة في بناء سد على النهر، لتغرق هذه البقعة بعد ذلك تحت مياه عمقها متراً، وبالتالي طيور مثل هذا الذي بين يدي، والتي تتوقف في 45 هذه المحطة خلال مسيرات الهجرة، ستصبح في حيرة من أمرها. عالم الطيور الآخر، خوان راميريز، واحد من مئات المتطوعين الذين

213

212

Made with FlippingBook Online newsletter