AJ 25th Book.

كنوز الحياة البرية في قطر

منتجة في قناة الجزيرة الإنجليزية | ستيفاني ديكر كنوز الحياة البريةفيقطر

خلال التغطية، قابلت الباحث البيئي البحري الدكتور محسن اليافعي من جامعة قطر، الذي يعود الفضل له في التقاط أندر المشاهد الخلابة لقطعان بقر البحر من زوايا رأسية عالية باستخدام كاميرا مثبتة على طائرة مسيرة. ومع تشديد إجراءات الإغلاق في شهر إبريل بفعل الجائحة، أرسل الدكتور اليافعي إلي مقاطع لأسراب تضم الآلاف من طائر الغاق المائية النادرة، ومن طائر مالك الحزين كذلك. لقد كان شعوري لا يوصف حين مرّ مئات من طائر الغاق فوق رأسي خلال التصوير ساعة الغروب، قرب جزيرة مقابلة لساحل قطر الشمالي. حققت هذه التغطية صدىً واسعاً هي الأخرى، فلم يكن أحد يظن أن دولة

لم أكن أبداً لأعرف أن دولة قطر غنية بثروات الحياة البرية لولا التحاقي للعمل بقناة الجزيرة وانتقالي للعيش في الدوحة قبل خمس عشرة سنة. رحلة طويلة مع الشغف، بدأتها بالتزلج على الماء بالاستعانة بالمظلات الهوائية، حينها وقعت عيناي على أسراب طائر البشروش (الفلامنغو) المهاجرة. بعدها، شاهدت السلاحف البحرية، وأخيرا قطعانا من حيوانات الأطوم البحرية الشهيرة باسم (بقر البحر). كنت أول من سعى لتغطية خبر تجمعات أسماك حوت القرش على سواحل قطر قبل أكثر من عشر سنوات، حيث تواصلت معي إحدى شركات الطاقة التي تدير أبحاثاً حولها آنذاك، ولكن انشغالي بتغطية الأخبار العالمية خارج الدوحة حال دون إتمام القصة وتأخرها فترة من الزمن. ومن المفارقات، أنني اضطررت بسبب جائحة كورونا للتوقف عن السفر لفترة، وهنا سنحت الفرصة لتحقيق هذا الحلم بتغطية هذه القصص النادرة.

، مع ظهور الجائحة، حين قمت 2020 كانت البداية مطلع فبراير بتغطية تجمعات حيوان الأطوم (بقر البحر) بأعداد هائلة قبالة سواحل قطر، الأمر الذي ما زال يحير الكثير من العلماء والباحثين إلى يومنا هذا، حيث تعتبر سواحل قطر موطناً لثاني أكبر تجمع لهذا الحيوان في العالم، بعد أستراليا. واجهت التغطية عدة تحديات أبرزها مخاطبة الشركة القائمة على تطوير البحث حول الثدييات البحرية، إكسون موبيل. مما دفعني إلى التوجه إلى مقر البحوث الرئيسي لهم في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر. ولم يُسمح لي بالدخول، وبعد جهد جهيد وصلت أخيراً للمسؤولين المعنيين، وهذا جزء من مشاق الصحافة التقليدية. بدأت بتغطية قصة قطعان بقر البحر، وكنت محظوظة أن صادف ذلك موسم تجمعها في سواحل قطر. لقد كانت لحظات نادرة لم أكن أتصور أبداً أن أرى هذا الحيوان البحري عن قرب كهذا. والأهم من ذلك، هو أنه لم يكن لدى جمهور المشاهدين أي فكرة عن وجود كائنات كهذه في قطر.

233

232

Made with FlippingBook Online newsletter