عندما تتخلق ثورة
الانتقالية، لكن مصدر الدموع كان هذه المرة من ركاب القطار عندما مروا بساحة الاعتصام التي شهدت مقتل الثوار حين فض الاعتصام. عاد القطار هذه المرة في 2019 ديسمبر/كانون الأول 19 لكن في رحلة عكسية من الخرطوم إلى مهد الثورة في عطبرة في مظهر احتفالي لرد الجميل لمنجم الثورات. أكثر التغطيات التي لمسنا فيها امتنان السودانيين لمنصات الجزيرة يونيو/حزيران وحتى 3 كانت تلك التي غطت فترة فض الاعتصام في .2019 يونيو/حزيران 30 مليونية ولنحو شهر، قلب المجلس العسكري ظهر المجن، بقطع الإنترنت وفرض حالة الطوارئ، وجيّش التلفزيون الرسمي لبث وثائقيات مثل «خفافيش الظلام» لتشويه الثورة، كما انبرت قنوات إقليمية لتدافع عن العسكريين. ووقتها لم يكن للثوار من ملاذ للعمل الثوري الذي تمثل في العصيان يونيو/حزيران سوى 30 المدني والإضراب العام ومن ثم مليونية وسيلتين: حوائط الجدران ومنصات الجزيرة. كانت محنة للثورة السودانية وأنصارها آثرت فيها الجزيرة الوقوف إلى جانب المهنية والموضوعية، وعبرها تابع السودانيون الحقيقة مجردة كما هي، وعبر منصاتها تعرفوا على نداءات تحالف الثورة، يونيو كفة الثورة من جديد ووضعت حدا 30 حتى رجّحت مليونية لمغامرات العسكر.
طوعته الجزيرة نت 2019 فبراير/شباط 14 وحتى عيد الحب في للثورة وظل عنوانا صدرنا به تقريرا عن المناسبة من أحب العناوين إلى نفسي: «الثورة أنثى.. وعيد لحب السودان والكمامة بدل 2019 إبريل/نيسان 6 الوردة».تشكل ميدان الاعتصام مع مليونية التي كانت يوما فارقا، إذ حول الموكب وجهته من القصر إلى القيادة العامة للجيش هذه المرة. وحتى بعد عزل البشير، كان الاعتصام ملهما للعمل الصحفي بمتاريسه وحراسه، وعكست الجزيرة إيقاعات جمهورية أعالي النفق، حيث كان ثوار يضربون الجسر الحديدي للسكة الحديد أعلى منطقة الاعتصام طيلة أيام الاعتصام كأرقاء سفينة يعبئون محركاتها بالفحم للإبحار نحو شاطئ الحرية. ومع رصد كل ما يدور داخل ميدان الاعتصام، الذي أحاط بقيادة الجيش كإحاطة السوار بالمعصم، تابعت الجزيرة نت تطورات التفاوض الماراثوني بين تحالف قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري. مثلما كان القطار حاضرا في ذكريات السودانيين وحنينهم، فرض القطار نفسه كأيقونة في الثورة، حيث أطل أول قطار لعطبرة على ليثبت الثوار في ساحتهم. 2019 إبريل/نيسان 23 ميدان الاعتصام في وبالصور والفيديو وثقنا كيف استقبل المعتصمون بالدموع قطار عطبرة الذي جاء يتهادى من حيث أشرقت الثورة، فكان الهتاف: «شرقت شرقت.. عطبرة مرقت» كانت قيمة العمل الميداني بمعايشة أحاسيس لا يحسها إلا من كان في خضمها. أطل قطار عطبرة للمرة الثانية على 2019 أغسطس/آب 18 وفي ثوار الخرطوم بالتزامن مع مراسم التوقيع النهائي على وثائق الفترة
249
248
Made with FlippingBook Online newsletter