أحلام شباب التحرير
بعيون يملأها التوجس ويكاد يلامسها لثام الوجه، وبصوت يشكك في كل شيء، استقبلنا دليل جولتنا التي ستنتهي بإعداد تقرير تلفزيوني خاص من داخل مبنى «المطعم التركي»، أو كما أصبحوا يسمونه «جبل أحد»، المطل على ساحة التحرير وسط بغداد. مرافقنا الذي استقبلنا، ولم نعرف اسمه وهويته الحقيقية ووصل إلى مسامعنا عدة أسماء ناداه الحاضرون بها، كان يقف منتظرا أمام بوابة المبنى الذي بات الأكثر شهرة وتحول لأيقونة مظاهرات تشرين .2019 في العراق عام بدا من صوته وملامحه أنه في بداية العشرينات، كأغلبية المتحصنين في المكان من محتجين قرروا اقتحامه لفرض السيطرة على منطقة ساحة التحرير من علٍ، فقد كانت قوات الأمن تستخدم شرفات ونوافذ المبنى لاستهداف متظاهري الساحة. رافقنا هذا الشاب في جولة تخللها الكثير من المشاكل، فقد بدا زعيما لمجموعة شابة وفية له، ومنافسا لمجموعات أخرى شككت في هويتنا وهدف حضورنا في مكان أصبح بمثابة قلعة أمنية يتخوف الموجودون فيها من اختراق البعض تحصيناتهم، ما قد يسبب اقتحام المبنى من قبل القوات الأمنية أو تسليم معلومات عن الشباب فيه، وهو ما سيؤدي لاعتقالهم واستهدافهم بالنتيجة. «من أنتم؟ وكيف تسمح لهم بالدخول إلى هنا؟ أوقفوا التصوير» قالها أحدهم بصوت غاضب. كنت قبل دخولي إلى هناك قد قررت عدم الحديث أو الرد على أي جمل من هذا القبيل بسبب تنبيهات
أحلام شباب التحرير مراسلة قناة الجزيرة في تركيا | فرح الزمان شوقي
251
250
Made with FlippingBook Online newsletter