ماذا فعل الإنسانفي الأرض؟
العظيمة بفعل المُناخ» أن ارتفاع مستوى مياه البحر سيؤدي في غضون ثلاثين عاماً فقط إلى غرق جميع مدن وقرى دلتا النيل التي تعد سلة الغذاء في مصر. لهذا أطلق بعض الصحفيين على ما يجري في كوكبنا وما يتمخض عنه من تغيرات بيئية ومُناخية اسم «قضية العصر.» لا شك أن الجزيرة في وضع يؤهلها بجدارة لتغطية جوانب قضية العصر هذه، ويُعزى ذلك لسببين على أقل تقدير. أولهما أن رسالة القناة تركز على تغطية الجانب الإنساني في كل خبر أو حدث، وتحرص على أن تكون دائماً صوت المستضعفين والمهمشين، «صوت من لا صوت لهم». هذه الرسالة تتناغم بشكل واضح مع قضية
ماذا فعل الإنسانفي الأرض؟ مدير قناة الجزيرة الإنجليزية | جايلز تريندل
ومع تولي جو بايدن منصب الرئاسة في الولايات المتحدة مطلع العام ، أقرت الإدارة الأمريكية بأزمة المُناخ ووصفتها «بالتهديد 2021 الوجودي». ويبدو أن قضية المُناخ تلعب دور اليد الخفية وراء بعض القضايا السياسية. فمثلاً، في الأعوام العشرة التي سبقت الحرب في سوريا، بسبب هجرة 50% ارتفعت كثافة المدن السكانية لهذا البلد بواقع السكان إلى المدن الكبرى هرباً من خطر الجفاف. وأشارت بعض التقارير إلى أن هذا النوع من النزوح الداخلي كان سبباً مباشراً في القلاقل المجتمعية المتزايدة التي أدت إلى تفجر المظاهرات وبالتالي اندلاع الحرب هناك. ومن المتوقع أن ترتفع حركة الهجرة والنزوح عبر العالم أضعافا مضاعفة في السنوات المقبلة، سواء بسبب اتساع مساحات الأرض القاحلة غير الصالحة لاستقرار الإنسان، أو بسبب ارتفاع مستويات مياه البحر الذي سيؤدي إلى غرق مدن كثيرة. 25 تشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة إلى توقعات تتراوح بين مليون إلى مليار مهاجر بفعل العوامل البيئية والمُناخية بحلول عام . وتوقع تقرير ورد في صحيفة (نيويورك تايمز) بعنوان: «الهجرة 2050
لأكون عضواً في لجنة التحكيم 2021 تلقيت الدعوة في شهر يونيو لجوائز مهرجان تحالف «التغطية الإعلامية لقضايا المُناخ»، الذي يهدف إلى تكريم الصحفيين والمؤسسات الإعلامية والإعلاميين الذين أنجزوا تغطيات مميزة لقضايا المُناخ بكل أبعادها. وأبهرني حجم وعُمق التغطية الإعلامية للقضية من طرفي العديد من الأسماء البارزة في عالم الصحافة والإعلام، إلا أن التقارير الإعلامية التي تعرض ما يحدث لكوكبنا الأرض كشفت عن أمور لا تُبشر بالخير. أكدت التقارير والتجارب العلمية أن حرارة كوكب الأرض في ارتفاع وصل إلى مستوياتٍ حرجة، بما يُنذر بسلسلة من الظواهر والحوادث الخطيرة التي لا يمكن التحكم في عواقبها، منها على سبيل المثال لا الحصر، الجفاف وموجات الحر الشديد والحرائق البرية، ناهيك عن الأعاصير والفيضانات. لهذا وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوضع بأن العالم بات يتجه حتماً إلى ارتفاع درجات حرارة كارثي خلال هذا القرن.
27
26
Made with FlippingBook Online newsletter