صوت يستغيث
وفي صباح اليوم التالي توجهت إلى إحدى مكتبات الدوحة واشتريت كل المستلزمات المدرسية التي كانت سبب الخلاف وبعثتها عبر بريد قطر كهدية من موظف في قناة الجزيرة مباشر.. واستمرت تلك المبادرة -الهدية - حتى فتح الله أبواب الرزق على هذه العائلة وأصبح أحد الأبناء الثلاثة مهندسا يسهم بجزء كبير في دخل العائلة. بقيت هذه القصة سرا وترددت كثيرا في كتابتها لكنني رأيتها مناسبة عندما طلب مني أن أكتب عن لحظة معينة أثرت في نفسي وأحببت أن يطلع عليها الآخرون لأنها تعكس القيم التي غرستها فينا الجزيرة ومنها الاهتمام بالإنسان أينما كان.
تأكدت من أن الزوجة والأولاد أصبحوا رفقة أبيهم تحت سقف منزلهم وفي حماه، وذكرت الزوج والزوجة بأن العائلة هي اللبنة الأولى في بناء مجتمع متماسك. ورغم كل الخلافات الزوجية إلا أن التجربة المريرة التي عاشها الأولاد لبعض الوقت في الشارع يجب ألا تتكرر، لأنه شعور مدمر قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي ويهز ثقتهم بالعائلة والمجتمع. وبعد أن تبادلت مع الزوج بعض المعلومات الشخصية لأتمكن من إرسال ما وعدت به، أنهيت المكالمة مع المرأة المستغيثة وزوجها على أن أتصل بهم لاحقا. خضت معركة الإقناع لحل مشكلة عائلية بدافع تعزيز الصورة الإيجابية التي اختطتها الجزيرة منهجا لأدائها المهني منذ أن غاصت في بحر لجي لتعود بكل ما ينفع الناس، إلى درجة أن مشاهدة رأت في الجزيرة مباشر طوق نجاة بعد أن ادلهمت بها الخطوب وعصفت بعائلتها الصغيرة أنواء أزمة مالية أعمت بصيرة الزوج وحشرته في زاوية ضيقة. مرت تلك الدقائق صعبة لأنني كنت المنتج الوحيد الذي يحضر ويتابع كل تفاصيل البث المباشر وفي الوقت نفسه تعاملت بصدر رحب مع هذا الموقف الاستثنائي غير المتوقع.
301
300
Made with FlippingBook Online newsletter