توفير المعرفة للجمهور
-وأخيرا كتاب «الجهاديون المغاربة» بألفي قارئ. هذه العينة تعطينا فكرة عن حجم الإقبال الذي بدا مضاعفا في أكثر الكتب قياسا بالنسخ الورقية. وإذا انضم إلى ذلك التوزيع الذي يتم بأدوات أخرى كالواتساب، أو على منصات أخرى كحسابات التواصل الاجتماعي التي عرضنا عليها هذه الكتب، فسندرك أن هذه الطريقة في التوزيع فاقت التوقعات فعلا. والطريف أن كثيرين ممن يطلعون على النسخة الـ «بي دي أف»، يصرون على اقتناء النسخة الورقية، مما يجعل الثانية إعلانا للأولى، ولا يضر الموزع الورقي ذلك شيئا، فهو من وراء النسخ الإلكترونية يحصل زبائن ما كان له أن يلقاهم لولا اطلاعهم هناك على وجود النسخة الورقية التي يوزع. لقد كان التفكير الذي قادنا إلى هذه التجربة التي خاضها بعدنا آخرون مشكورين، هو ما ألفناه في الجزيرة من بذل لنشر المعرفة وامتناع عن أي استثمار فيها أو متاجرة مادية تجعل المادة تصل للقارئ بأي ثمن مهما كان بخسا. فرسالة الجزيرة تقوم على خدمة المعرفة وتوصيلها بالسبل المتاحة لمن يرغب. وبهذه التجربة انتقلنا بالمعرفة وأدواتها إلى الجمهور في مخادعهم التي يبحثون فيها عن أنيس، وصدق المتنبي حين قال: أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتابُ.
والترحيب من الكتاب بهذه الصيغة التي أغنت عن انتظار مواعيد الطباعة والسحب والجمركة والمعارض وغيرها. أصبح الكتاب يتحول إلى منشور بضغطة زر بعد انتهاء مراحل التحرير والتدقيق اللغوي والتخزين مباشرة. وبمراجعة الإحصائيات على الموقع الإلكتروني للمركز، نجد أن الكتاب نسخة ربعها للتوزيع، اطلع عليه 2000 الذي كنا لا نطبع منه إلا أضعاف ذلك قراء ومنزلين لنسخ رقمية منه. لنأخذ مثلا الكتب العشرة الأولى التي سجلت أرقاما قياسية في الأشهر الأولى: -كتاب «تنظيم الدولة الإسلامية، النشأة والتأثير والمستقبل»، حظي بقرابة تسعة آلاف نسخة؛ -وتلاه في العدد كتاب «إدارة الصراعات وفض المنازعات: إطار نظري»، فقد حظي بقرابة ثمانية آلاف نسخة؛ -ثم كتاب «الحرب العالمية الأولى وأثرها في فلسطين: إرث مئة عام» الذي نسخت منه أكثر من سبعة آلاف وخمسمائة نسخة؛ -يليه «سُلطة الإعلام الاجتماعي» الذي حازته قرابة سبعة آلاف؛ -بينما حظي كتاب «الطريق إلى سايكس-بيكو: الحرب العالمية الأولى بعيون عربية» بزهاء ستة آلاف قارئ؛ يناير» 25 -ويليه كتاب «العلاقات المصرية-الإسرائيلية بعد ثورة بزهاء خمسة آلاف؛ -ويضارعه كتاب «اللوبي الصهيوني والرأي العام في بريطانيا» الذي زاد على خمسة آلاف قليلا هو الآخر؛ -وحظي كتاب «النخبة الإسرائيلية الجديدة» بزهاء ثلاثة آلاف قارئ؛ -ويقاربه كتاب «البيروقراطية الإدارية وآليات التدبير السياسي في قارئ؛ 2500 اليابان» بقرابة
، وتأتي الخطة الثالثة 2021 الخطوة اكتملت كذلك في شهر يونيو قريبا بإذن الله، وهي قراءة كتب المركز على برنامج كندل المعروف. لقد توقفت معارض الكتب وقل الإقبال على المكتبات، فكان السؤال: لم تتكلف المؤسسة طباعة الكتب في هذه المرحلة؟ خلافا لما عرفه عنه الناس من إصدار زهاء عشرة كتب في العام، لم كتبا ورقية جديدة، بناء على تعليمات 2020 يصدر المركز خلال عام الإدارة العليا التي ترى أن الصرف على كتب يكون مصيرها الركن في المخازن لا جدوى منه. وهنا انتقلنا إلى النشر الإلكتروني. لقد نشرنا العدد المطلوب بالصيغة نفسها على الموقع مع الكتب السابقة. تفاجأنا بالإقبال من الباحثين
مطالعة وتنزيل مكتبة المركز على حواسيبهم أو هواتفهم الذكية. ثم كان لقاء آخر، وبشكل عابر مع الدكتور محمد المسفر، فأخبرته أن الطلبة لم يعودوا بحاجة لمراجعة المركز لاستلام نسخة من كتابه المرجع في العلاقات الخليجية، وعليهم أن يكتفوا بتنزيله أو مطالعته على هواتفهم. كم كانت فرحة الرجل عظيمة أن علم أن آلاف النسخ من كتابه قد وصلت إلى أيدي الباحثين وهو الذي كان يعول على مئات تبيعهما دور النشر من النسخ الورقية. تلك كانت الخطوة الأولى، والتي انتهت بالتوفيق إلى ما أردناه، والحمد لله. أما الخطوة الثانية فكانت إنشاء تطبيق خاص بالمركز يكون من ضمن خدماته تصفح جميع منشورات المركز. هذه
349
348
Made with FlippingBook Online newsletter