فلسطين: قضية نضال ضد الاحتلال
ويقع هذا المبنى في قلب الأحياء المدنية والسكنية، حيث تعيش مئات العائلات مع أطفالهم. إلا أن كل هذا لم ولن يردع الجزيرة وصحفييها عن مواصلة حمل شعلة الحقيقة. فقد واصل صحفيونا بمجرد إخلائهم للمبنى تغطية القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وخرجنا في بث حي مباشر ل ُي العالم بأسره ما قامت وما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات. لا تقتصر انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي على ما جرى هذا العام، ،1948 بل هي سلسلة من الجرائم والانتهاكات المتواصلة منذ عام ورغم كل هذا، لم تفتر عزيمة الملايين من الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة وفي العالم لمواصلة النضال ضد الاحتلال لنُصرة قضيتهم العادلة. ونحن على يقين أن هذا اليوم آت: يوم تتحرر الأراضي الفلسطينية المحتلة، وينعم أهل الداخل بالحرية ويعود فلسطينيو الشتات إلى وطنهم. إنها في نهاية المطاف، قصة نضال شعب ضد المُحتل الغاصب.
ورغم أن حكاية فلسطين تُدمى القلوب، فهي في الوقت ذاته قصة كفاح ونضال، تجسد إرادة شعب يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من ستة عقود، ويسعى إلى نيل حقه في الحرية والسيادة رغم التحديات الهائلة التي لا يمكن تصورها. قضية فلسطين قضيةٌ تجمع الملايين من الذين يتوقون لإرساء قيم العدل والحرية في العالم، وتعزيز حقوق الإنسان، ويناضلون من أجل إنهاء الاحتلال الهمجي الذي يُقوض أي معنىً للحياة الإنسانية. منذ انطلاقة الجزيرة، كانت رؤيتها واضحة: السعي وراء الحقيقة وأن تكون «صوت من لا صوت له»، وجعل الإنسان في بؤرةِ محتواها الإعلامي، مع تحري الدقة والموضوعية والالتزام بالقيم الإنسانية. وأخذت الجزيرة على عاتقها مهمة نقل صوت الفلسطينيين دون انحياز، رغم أن هذا الصوت قد لا يروق للكثيرين، وأن تكون منصة للرأي والرأي الآخر. نسعى دوماً في الجزيرة إلى نقل الحقيقة بكل جرأة، رغم الصعوبات التي نواجهها في ذلك المسعى. لهذا نعرض على شاشتنا ما يجري حين تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المباني والأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين في غزة المحاصرة، وننقل الاحتجاجات السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي ومظاهرات التأييد للفلسطينيين في العالم. ، نقلنا للعالم كيف قام الاحتلال الإسرائيلي بقصف 2021 في شهر مايو قطاع غزة بوابل من الصواريخ بذريعة ملاحقة حركة حماس وغيرها. وكانت ردة فعل دول وشعوب العالم هذه المرة مختلفة. لم يكن الاحتلال الإسرائيلي يتوقع هذا التأييد الحاشد للقضية الفلسطينية،
وكأن العالم قد استفاق أخيراً من سباته، وأدرك حقيقة النظام العنصري الذي تفرضه إسرائيل في الأراضي المحتلة. ومن الواضح أن هذا التغير الواضح في رؤية العالم لهذه القضية كان بعض الفضل فيه يعود إلى التغطية الميدانية الحثيثة والمعمقة للجزيرة. رسالتنا هي نقل الحقيقة للعالم، سواء في فلسطين أو غيرها، وأن ننقل الخبر كما هو بكل حياد وموضوعية ودون تحريف. لكننا في بعض الأحيان ندفع ثمناً لهذه الرسالة، فقد أصبحت الجزيرة وصحفيوها هدفاً للاعتداءات. وقدمت الشبكة شهداء سقطوا خلال تأدية رسالتهم، وتعرض المبنى الذي يضم مكاتب الجزيرة ووسائل إعلام أخرى في غزة، للقصف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
357
356
Made with FlippingBook Online newsletter