الجزيرة نافذتيعلى العالم
لم أكن قد بلغت بعد السابعة، عندما دخل علينا والدي حاملاً معه جهازا، طالما سمعنا به، وعما يفعل، وطالما انتظرنا وصوله. ، وبعد أن انتهى التقني 1997 في ذلك المساء الصيفي الحار من سنة من تركيب الصحن اللاقط وجهاز الاستقبال، أخبرني الرجل أن بإمكاني مشاهدة الرسوم المتحركة على مدار اليوم، شكل هذا الخبر للطفل الذي كنته مصدر سعادة كبيرة، فالآن بإمكاني دون انقطاع مشاهدة ما كانت القنوات المحلية تجود به علينا في اليوم مرة أو مرتين. لكن مع مرور الأيام، وجدتني أنجذب بشكل تلقائي إلى قناة جديدة يحكي عنها والدي لضيوفه بحماس شديد، وكيف أنها تحدت المألوف، وغيرت المشهد الإعلامي منذ ذلك الوقت المبكر، أدركت أن حلمي أن أكون صحفيا، وليس أي صحفي، بل صحفيا في قناة الجزيرة. فلها أدين بوعيي، لقد ساهمت الجزيرة بشكل كبير في تشكيله، وكانت نافذة طفل أمازيغي، يسكن واحة في أقصى الجنوب الشرقي للمغرب، على العالم. في سن مبكرة ساعدته شاشتها على فهم أزمات سياسية معقدة، وفتحت آفاق تفكيره على عوالم بعيدة عن واقعه الصحراوي القاسي. هذا في وقت لم تكن كلمة الإنترنت قد دخلت مجال التداول العام، في منطقتنا على الأقل.
الجزيرة نافذتيعلىالعالم مراسل قناة الجزيرة الإخبارية | يونس آيت ياسين
371
370
Made with FlippingBook Online newsletter