AJ 25th Book.

الطبيب الذي يريد أن يصبح صحفيا!

كان قرار ترك الطب والانتقال للصحافة كبيرا، تتلمذت في مدرسة الجزيرة، وتعلمت كيف أحيل المعلومة الطبية المتخصصة إلى كلمات سهلة جزلة، تصل للقارئ والمتابع والمشاهد. تعلمت أن أفكر دائما في الجمهور، فنحن هنا من أجله، وعلينا أن نجيب على استفساراته وأسئلته، بلغة سهلة وكلمات مختصرة. علينا أن نعطيه المعلومة الموثوقة، التي تنعكس إيجابا على صحته وصحة عائلته، على صحة الإنسان، فالجزيرة جعلت الإنسان في قلب رسالتها، ونحن على هذا الدرب نسير.

الطبيب الذي يريد أن يصبح صحفيا! المحرر الطبي بموقع الجزيرة نت | الدكتور أسامة أبو الرب

كنت في بيت أحد أصدقائي بمدينة إربد الأردنية عندما شاهدت قناة ، كنا نتسامر، ولكنني تركت 1998 الجزيرة لأول مرة، كان ذلك في عام السمر وركزت حواسي مع التلفاز، وبعد أن غادرنا قلت لنفسي»: هذا شيء مختلف!». مضت الأيام، وتخرجت من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وبدأت العمل جراحاً للأسنان. ولكنني أيضا كنت أكتب، فلطالما عشقت الكتابة، ووجدت أن هناك فجوة كبيرة فيما يجب أن يغطيه الإعلام عن صحة الناس، وقررت أن ألج هذا المعترك. صحة الناس قيمة عظمى، والإعلام قادر على التغيير، والجزيرة كانت هي من صنع التغيير في عالمنا العربي، جاءت الجزيرة لتكون متميزة، جاءت الجزيرة لتعطينا المنبر والقلم، وأدركت أن حلمي أن أكون في الجزيرة. هذا الحلم دفعني للعمل في الإذاعة، وواصلت الكتابة. ثم جاءت اللحظة التي انتظرتها: كنت أتصفح موقع الجزيرة نت، وكان هناك إعلان لتوظيف صحفيين في الموقع، فقمت بالتقديم وإرسال سيرتي الذاتية عبر الإيميل. مضت أشهر، ثم تلقيت إيميلا بتحديد موعد الامتحان الكتابي. كان الأمر مذهلا! وقلت لنفسي أن لا شيء يحدث عبثا.

شاركت في الامتحان الكتابي، وفي اليوم الثاني تم طلبي للمقابلة، ثم أبلغت بالتعيين! كنت أشعر بالسعادة الغامرة، وكان الأمر حلما يتحقق. وحياتي لم تعد أبدا كما كانت، فأنا الآن صحفي في الجزيرة، رسالتي تصل الملايين من جمهورنا العربي. والدي -وهو مهندس- حفظه الله، كان يؤمن أنني متعدد القدرات والمواهب، وشجعني على كتابة مؤلفي الأول، وشجعني على العمل الإعلامي. والدتي حفظها الله -وهي طبيبة أسنان أيضا- قالت لي: عش حلمك! ولكنها اشترطت أن أتابع عملي في الطب ودراساتي العليا، فالشخص الناجح في مهنته، قادر على النجاح في أي شيء. مارست طب الأسنان عشر سنوات، وتابعت الكتابة العلمية والأدبية، ، أعطتني الجزيرة 2013 ثم انتقلت للعمل في الكويت. وفي عام الفرصة لأعيش الحلم، فانضممت إليها محررا للشؤون الطبية.

375

374

Made with FlippingBook Online newsletter