السر المبثوث
من بين التجارب التي اخترناها للعرض في الفعالية قصة اقترحها الزميل أدهم فوتشو، من قناة الجزيرة بلقان، تروي تجربته خلال ، كانت القصة بعنوان: «جسر 2011 فترة التخطيط لإطلاق القناة عام التلاقي»، قدم خلالها أدهم نبذة عن المصاعب والتحديات التي واجهتهم إبان العمل على إطلاق قناة إخبارية في منطقة ما زالت تلملم ركام حرب أهلية طاحنة، خلفت جرحا غائرا في قلوب أبناء عرقياتها المختلفة. كان حديث أدهم عن دور قناة الجزيرة بلقان في تقليص الهوة بين شعوبالمنطقة ملهماللحاضرين، فقد استطاعتقناة الجزيرة بلقان عرضمختلفالقضايا بمهنية وموضوعية، من دون قيود أو رقابة مسبقة، وجمعتغرفة أخبارها صحفيينمن الصربوالكرواتوالمسلمين تحت سقفواحد، وأصبحتتجربة الجزيرة بلقان اليوم مثالاً احتذت به مؤسسات إعلامية عالمية لإطلاق قنوات إخباريةفي المنطقة.
ويبرز دور هذا التنوع الإيجابي خلال الاجتماعات التحريرية اليومية التي تعقد لترتيب التغطيات ورصد الأخبار التي تعرض على الشاشة ويتم تناولها ضمن النشرات. فالمقترحات والمعلومات الأولية ترد من كل البلدان، وتفوق في ثرائها ومصداقيتها غالباً ما ينشر على وكالات الأنباء الدولية. هذا ما يضمن للجزيرة السبق أحياناً في عرض الخبر والوصول إلى تفاصيله، والتأكد من مصداقيته قبل الآخرين. لا تقتصر صور التنوع الإيجابي في الجزيرة على اختلاف جنسيات وثقافات العاملين فيها، بل ربما تكون الجزيرة أول مؤسسة إعلامية يدير منصة من منصاتها الرقمية الحائزة على جوائز عالمية مرموقة فريق كامل من النساء، فمنصة «كونتراست» المتخصصة في إنتاج المحتوى التلفزيوني والوثائقيات بتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز يتكون فريقها من زميلات أثبتن قدرة المرأة على إنجاز محتوى إعلامي رائد ومبهر من مناطق مختلفة من العالم. أذكر أننا، في قسم الاتصال المؤسسي، ارتأينا قبل أعوام إبراز هذا التنوع والاستفادة منه بتنظيم أول فعالية «تيدكس» في الشبكة، وطلبنا من موظفي الجزيرة ومراسليها الراغبين في المشاركة إرسال أفكارهم لاختيار أفضلها. كان اختيار قصة من بين عشرات التجارب والخبرات والقصص الإنسانية التي وصلتنا مهمة صعبة، فكلها قصص تستحق أن تروى، وخبرات لن يجدها أي طالب أو أكاديمي في أعرق كليات الصحافة والإعلام. كانت بين أيدينا عشرات التجارب الحقيقية التي عايشها زملاؤنا في بقاع شتى من العالم. لك أن تتخيل حجم الاستفادة الذي تجنيه مؤسسة إعلامية جمعت كل هذه الخبرات تحت سقف واحد.
381
380
Made with FlippingBook Online newsletter