AJ 25th Book.

سيف دموقليس

وأدى خطأ في ترجمة شعار شركة (بيبسي) للمرطبات «جيل بيبسي الجديد» إلى خسائر بملايين الدولارات لحقت بمبيعاتها في الصين بعد أن أصبحت الترجمة الصينية للشعار الجديد: «بيبسي تُحيي الموتى». إن تجربتي في العمل مع الجزيرة أكثر من مجرد تجربة مهنة، إنها رسالة في المقام الأول. ولأن الجزيرة دوماً مع الإنسان، فقد منحتني هذه التجربة الفرصة لأكون أكثر إنسانية، وعلمتني أن أبحث أكثر خشية الوقوع في الخطأ.

سيف دموقليس مترجم فوريفي قناة الجزيرة الإنجليزية | مصطفى بركات

e y e، sprin g ، = تبدأ الصعوبة من تحديد المفردة السليمة (عين ). بعد ذلك تأتي الفوارق الفنية والقانونية d i g nitar y ، propert y ، sp y ، أم تشهير شفهي li b el = بين المفردات المتشابهة (تشهير مكتوب = ، أم استدعاء شاهد s umm ons = )، (استدعاء متهم slan d er = )، وهكذا وأخيراً والأهم تأتي الفوارق الثقافية. فإذا قال s ub poena متحدث مثلاً (لا يلدغ المؤمن من جُحر مرتين) فإن ترجمتها الحرفية لن تعطي المعنى السليم لدى المتلقي باللغة الإنجليزية. وبدلاً عنها يُستعاض .)on c e b itten, twi c e s hy بمثل له نفس الوقع باللغة المستهدفة ( إضافةً إلى ذلك، يمكن أن يكون لأي خطأ في الترجمة أبعادٌ كارثية، والأزمات التي نتجتعن أخطاء الترجمة عديدة، أسوق إليكم بعضاً منها. ،1977 خلال خطاب للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في بولندا عام سُئل عن آماله تجاه بولندا، فجاءت نسخة المترجم البولندي على النحو التالي: «حين تخليت عن الولايات المتحدة (وكان يقصد حين غادرت) هذا الصباح، أردت معرفة شهوات البولنديين.» (وكان كارتر يشير إلى معرفة تطلعات الشعب البولندي تجاه المستقبل).

في كل مرة أضع السماعة وأواجه الميكروفون للبدء في الترجمة الفورية لأي حدث، يتردد في عقلي صدى اليمين الذي أديته أمام القاضي بصفتي مترجماً محلفاً: «أقسم بالله العظيم.... بكامل الدقة والتمام والحيادية»، وكأن سيف دموقليس مسلط على رأسي. لقد كانت أطول وأقصر جلسة ترجمة في حياتي. ثلاثون ثانية فقط مرت وكأنها الدهر. إنها لحظة إعلان عمر سليمان تنحي حسني مبارك عن منصب الرئيس في مصر ولأني مصري، ولدت وترعرعت في عهد دكتاتوريات عسكرية متعاقبة، تمكنت بصعوبة من أن أكبح مشاعري أو أوقف دموعي في تلك اللحظة. بعدها مباشرةً وجدت نفسي أركض خارج مقصورة الترجمة، تعلو وجهي ابتسامة عريضة، أعانق كل من يقابلني من شدة الفرح. يتساءل كثيرون: هل الترجمة علم أم فن؟ والإجابة بالنسبة للمترجم هي أنها الاثنان معاً، فهي حرفة تنطوي على دراسة ومهنية، ولكنها تُؤدى بمهارة فنية. فهي تماماً مثل فن النسج أو الرسم، فعلى المترجم أن يستخدم معرفته اللغوية ومهاراته العقلية لبناء معنىً دلالي من خلال نقل الرسالة المترجمة بكل أمانة، بنفس النغمة وبذات الإحساس، دون إفراط أو تفريط.

387

386

Made with FlippingBook Online newsletter