عامانفي قمرة القيادة
وفي كل ركن وخلف كل كاميرا أو أمامها، في المكاتب وقاعات التدريب وورش العمل ومنتديات الدراسات، كانت هناك قصة ملهمة أبطالها زملاء آمنوا برسالة الجزيرة ورؤيتها. كنت أرى كل يوم الإصرار في أعين كل من عمل في الشبكة، وعانقت الشجاعة والثبات في قلوبهم. لقد كانوا بحق فرسانا يذودون عن حق الناس في المعرفة، ويقفون إلى جانب الإنسان حيثما كان. ومن أجل ذلك دفع بعضهم أثمانا باهظة من صحتهم وحريتهم ودمائهم. هذا سر الجزيرة، وهكذا ستبقى في مقدمة الركب، قبلة للباحثين عن الخبر الصادق والرأي الحر والمعرفة الواعية.
لقد كلفت بمهمة إدارة الشبكة بالتزامن مع ذكرى انطلاقتها الخامسة عشرة، وكان التحدي الأبرز حينها أن تبقى الجزيرة في المكانة المرموقة التي وصلت إليها بعد تغطيتها المتميزة لأحداث الربيع العربي. وبحمد الله ظلت قنواتنا خلال العامين التاليين متقدمة على منافسيها بفارق كبير، وفق الإحصاءات والدراسات التي نشرتها مؤسسات متخصصة حينها. لقد كانت الأيام التي قضيتها في «قمرة قيادة الجزيرة» ملهمة ومحفزة، ولم تمثل فقط إضافة نوعية لمساري المهني، بل كانت إضافة مهمة لشخصيتي وتكويني الإنساني، ومثلت فترتي في الجزيرة نقطة تحول فكرية ومعرفية. كان الاجتهاد والعمل الإبداعي حاضراً في كل عمل أنجزه الصحفيون والفنيون والإداريون في الشبكة، سواء في غرف الأخبار والاستوديوهات أو في الميدان.
41
40
Made with FlippingBook Online newsletter