الجزيرة.. انبثاق الفكرة
الجزيرة.. انبثاق الفكرة المدير السابق لقناة الجزيرة | محمد جاسم العلي
نشرنا إعلانات في الصحف العربية، مثل صحيفة «الحياة» و»الشرق الأوسط»، نطلب صحفيين ومنتجين ومحررين ومذيعين وفنيين للعمل في مشروع القناة والتي أطلق عليها في ذلك الوقت اسم «الجزيرة». بدأت تصلنا سير ذاتية، صنفناها بحسب البلدان، ثم ذهبت أنا والزملاء محمود السهلاوي نائب رئيس مجلس إدارة الجزيرة آنذاك، وحسين جعفر، وعدنان الشريف في جولة لمقابلة المترشحين. أجرينا امتحانات ومقابلات في باريس ولندن التي . لما وصلنا 1996 وصلناها على ما أظن في أواخر إبريل أو بداية مايو إلى العاصمة البريطانية، كان العاملون في تلفزيون بي بي سي العربي قد تسلموا خطابات إنهاء خدماتهم في القناة. لم نكن نعلم بالخبر. كنا نسمع عن الخلاف بين بي بي سي وأوربت، لكن لم نكن نتوقع
ربما أول قطري يذهب لمساعدة دولة خليجية في إنشاء مؤسسة إعلامية من هذا الحجم. انتدبت من دولة قطر للعمل في مشروع تلفزيون الشارقة، واستغرق العمل في المشروع نحو سنة ونصف حتى بدأ البث، لأعود إلى . وفي العام 1994 الدوحة وأتولى منصب مساعد مدير التلفزيون عام التالي بدأت فكرة الجزيرة. كان مجلس إدارة المشروع الجديد يجتمع باستمرار برئاسة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني. بلغني أن اسمي طرح خلال أحد الاجتماعات لأصبح عضواً في المجلس. بالفعل، بعد نحو أسبوعين استدعيت لأشغل المنصب. هكذا بدأت مسيرة جديدة في رحلتي المهنية سيكون لها ما بعدها. تم البدء ببناء 1995 كانت الجزيرة حينها فكرة على الورق. في العام . كان التاريخ 1996 استديوهات المحطة ومكاتبها. كنا في شهر فبراير المقرر للانطلاقة في شهر يونيو من العام نفسه، وهو ما اعتبرته أمرا مستحيلاً. وهكذا تقرر أن يكون العمل على ثلاثة مسارات متوازية لإنجاز متطلبات المشروع في أسرع وقت ممكن، مسار استكمال الأجهزة التقنية ومسار تأسيس المبنى، ومسار اختيار الموظفين.
دائماً ما أقول إن علاقتي بالجزيرة عصية على التفسير، فمن الصعب أن أجد كلمات تصف المراحل التي عايشتها رفقة الفريق المؤسس لهذا المشروع، إن تفاصيل يومياتنا خلال مرحلة تخلق الفكرة وتحولها إلى مؤسسة إعلامية رائدة كانت علامة مؤشرة على أن هذه القناة التي بدأت من استديو صغير، ستمثل نقلة في تاريخ الإعلام العربي. . كنت حينها طالبا في المرحلة 1975 بدأت قصتي مع الإعلام سنة الثانوية، وعملت موظفا خلال فترة الصيف في تلفزيون قطر، مدة ثلاثة أشهر. كانت نتيجتي في الثانوية العامة تؤهلني للالتحاق بجامعة قطر، لذا قدمت استقالتي من التلفزيون لأكمل دراستي. لكن أحد الأصدقاء قال لي: لماذا تستقيل يا محمد؟ يمكنك الجمع بين الدراسة الأكاديمية والعمل الإعلامي، تدرس في الصباح بالجامعة وتعمل ليلاً في التلفزيون، الذي كان يبدأ إرساله في الرابعة مساء. أقنعني رأيه، وبدأت العمل في قسم التنفيذ والتنسيق والإخراج مساء. في الوقت نفسه تابعت دراستي في الجامعة صباحا. هكذا بدأت مسيرتي الإعلامية. تخرجت من الجامعة، وتوليت منصب المراقب العام 1979 في سنة لبرامج تلفزيون قطر حتى نهاية عقد الثمانينات، ثم انتقلت إلى وزارة الإعلام. قبل أن أتلقى عرضا من حكومة الشارقة، للمشاركة في مشروع إطلاق قناة فضائية هناك. وبما أنني أحب التحدي، كنت
47
46
Made with FlippingBook Online newsletter