الجزيرة.. انبثاق الفكرة
لن تكفي المساحة المخصصة لي في هذا الكتاب لسرد القصص والتحديات والمواقف التي مررنا بها خلال مرحة تأسيس الجزيرة والسنوات التي أعقبت ذلك، لكن ما يمكن قوله هنا إن الجزيرة ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه لولا تضحيات صحفييها وتقنييها وإدارييها، وقبل كل ذلك إيمان رعاة هذا المشروع بأهميته وقيمته التاريخية.
بطرس غالي ذكر هذا الأمر في كتاب له يباع في المكتبات بمصر. قلنا ذلك لصفوت الشريف. تبين لاحقا أن صفوت الشريف بلغه أن الجزيرة تعد لتصوير حلقات مع ضيف آخر قد يتحدث عن قصص وشهادات تمسه شخصياً. وبعد أن طمأنته، أن هذا الأمر مجرد شائعات أمر بفتح المكتب وانتهت المشكلة! تبع ذلك كثير من الأحداث المشابهة، فلا نكاد نخرج من أزمة مع هذا البلد العربي، حتى تبرز مشكلة أخرى في بلد آخر. وأذكر مرة أننا استضفنا ليث اشبيلات، المعارض الأردني، وعبد الرؤوف الروابدة، رئيس الوزراء السابق، للمشاركة في برنامج «الاتجاه المعاكس». انتقد شبيلات الحكومة والملك حسين بشدة، وأثارت تصريحاته سخطا وانتقاداً حتى بين بعض الزملاء الأردنيين في القناة. توقعت أن نتلقى رسائل احتجاج من الحكومة الأردنية، وبالفعل تلقيت اتصالا في اليوم التالي من مدير التلفزيون الأردني إحسان رمزي؛ لكنه فاجأني أنه تلقى أمراً من القصر بإعادة بث حلقة برنامج «الاتجاه المعاكس» على التلفزيون الأردني. فقلت له: «لك ذلك يا إحسان، لكن بشرط ألا تحذف أي كلمة من الحلقة وتبثها كاملة». وفعلا عرضت الحلقة كاملة على التلفزيون المحلي.
51
50
Made with FlippingBook Online newsletter