يبحث الكتاب معضلة الفراغ الاستراتيجي والتجزئة (1971- 2018)) فيما يقوم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من علاقات قبل إنشاء المجلس وبعد تأسيسه. كما يتناول مسارات التعاون والصراع في تلك العلاقات، وتطورها خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، ومطلع الألفية الثالثة، وكذلك العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي أثَّرت وتؤثر فيها سلبيًّا أو إيجابيًّا. ويسعى الكتاب لمؤلفه، الدكتور محمد صالح المسفر، بصفة عامة إلى محاولة فهم العلاقات الخليجية-الخليجية وتقييمها في إطار التداخل بينها وبين السياسات الإقليمية والدولية ودراسة اتجاهاتها والبحث في مصير الدول الخليجية.
ه 1444 م – 2022 آب النسخة األولى: أغسطس/
التصال مناهج البحث يف علوم اإلعالم وا املشكالت النظرية والتطبيقية
أتليف
نصر الدين لعياضي يوسف متار مي العبد هللا سعد املشهداﱐ أمساء ملكاوي منال املزاهرة جريس صدقه ﳏمد الصرايرة معتصم اببكر منية عبيدي عبد الكرمي الدبيسي
ﲢرير ﳏمد الراجي
1
احملتوايت تراجم املؤلفني .................................... 4 ................................................ مقدمة ................................................ ................................. 8 ........... الفصل األول: واقع حبوث اإلعالم يف العامل العريب . ألكادميي العريب التقليد واﳉمود يف حبوث اإلعالم واالتصال يف اجملتمع ا .................. 15 .......... يوسف متار رؤية نقدية ملناهج البحث يف علوم اإلعالم واالتصال 33 .............................................. مي العبد هللا ميي يف علوم اإلعالم واالتصال: مشكالت الدرس األكاد مقرر منهجية البحث اإلعالمي يف اﳉامعات منوذجًا العراقية أ ........................... ..................................... 50 ................. سعد املشهداﱐ الفصل الثاين: مناهج البحث اإلعالمي يف البيئة الرقمية مناهج البحث يف علوم اإلعالم واالتصال يف السياق الرقمي: خالف واختالف ......... ...... 70 ...... نصر الدين لعياضي منهج الجتماعية والبحث العلمي ....... ﲢليل الشبكات ا ........ ............... 106 ................ أمس اء ملكاوي إشكاليات البحوث اإلعالمية العربية وأساليب تطويرها يف ظل البيئة الرقمية اﳉديدة: رؤية نقدية ﲢليلية 134 منال املزاهرة
2
الفصل الثالث: مسارات تطوير البحث العلمي يف حقل اإلعالم واالتصال مداخل تطوير البحث العلمي يف حبوث اإلعالم واالتصال ............. ....... 160 .................... جريس صدقه حبوث اإلعالم يف الوطن العريب: مسارا ت التطوير ...................................... 167........... ﳏمد الصرايرة حبوث االتصال يف العامل العريب وفاعليتها يف إثراء املعرفة اإلعالمية النظرية ................ 189 ......... معتصم اببكر آليات توجيه الباحثني ال يف حبوث اإلعالم واالتصال ستخدام املنهج العلمي ............. 215 .......... منية العبيدي .... إلعالم يف الوطن العريب البحوث اﳉامعية واالعتبارات األخالقية يف علوم االتصال وا 221 ........... مي عبد الكر الدبيسي
3
تراجم املؤلف ني
ني ملكاوي أمساء حس أستاذ ابحث مساعد ﰲ مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية ﰲ جامعة قطر، حاصلة على الدكتوراه ﰲ فلسفة التواصل، واملاجستري ﰲ علم االجتماع. عملت ﰲ ﳎال التدريس اﳉامعي ب الجتماعية ﰲ جامعة قسم العلوم ا ملية اﻷم كية قطر، وﰲ جامعة التعلم العا ري SIT-World Learning) ) فرع اﻷردن، متخصصة ﰲ دراسة مب اجملتمعات الرقمية نهج ﲢليل الشبكات االجتماعية، واملناهج النوعية. صدر للدكتورة ملكاوي كتاب بعنوان "أخالقيات ا لتواصل ﰲ العصر الرقمي"، وفصول ﰲ عدة كتب، منها: "كوروان وعلم االجتماع: أسئلة جديدة"، و"سؤال املنهج"، و"أزمة العلوم االجتماعية ﰲ العامل العريب: املالمح واآلفاق". و نُشر هلا عدة دراسات ﰲ ﳎالت علمية ﳏكمة حول حركات االحتجاج الرقمي، والتصورات االجتماعية، وإ صالح اﳉامعات، واﻷسرة. جريس صدقه أستاذ ﰲ كلية اإلعالم ﰲ اﳉامعة اللبنانية، وعميد الكلية ( 2021-2014 ). حاصل على الدكتوراه ﰲ علوم اإلعالم من جامعة ابريس الثانية. تو َّلى رائسة قسم الصحافة، وشارك ﰲ اللجنة العليا للمناهج ﰲ اﳉامعة. صدرت له ﳎموعة من الكت ب والدراسات ابللغتني، العربية والفرنسية، ﰲ اإلعالم والسياسة، منها: "اﻷخالق اإلعالمية بني املبادئ والواقع"، و"اإلعالم، اجملتمع واﳊرب". شارك الدكتور جريس صدقه ﰲ ﳎموعة من املنشورات ﰲ ميادين اإلعالم املختلفة، منها: "قرن من الصحافة ﰲ لبنان " 1958-1858 "، و دراسة محالت التثقيف االنتخايب: االنتخاابت النيابية 2018 ". كما شارك ﰲ منشورات تدريبية للصحافيني مع مؤسسة مهارات ﰲ ميدان الصحافة اإلصالحية واالستقصائية: "وسائل اإلعالم وإدارة التنوع"، و"الصحافة اإلصالحية: دور وسائل اإلعالم ﰲ مكافحة الفساد". مل ين سعد سلمان ا شهدا أستاذ الصحافة بقسم اإلعالم ﰲ كلية اآلداب ﲜامعة تكريت مجهورية العراق. حاصل على الدكتوراه ﰲ اإلعالم ﲣصص صحافة من جامعة بغداد، عام 2000 . رئيس ﲢرير ﳎلة آداب الفراهيدي احمل ىكمة الﱵ تصدرها كلية اآلداب ﲜامعة تكريت، ورئيس ﲢرير ﳎلة أريد الدولية للد راسات اإلعالمية وعلوم االتصال الﱵ تصدرها منصة أريد الدولية للعلماء والباحثني الناطقني ابللغة العربية. صدر للدكتور سعد املشهداﱐ من الكتب املنشورة ( 27 ) كتااب ا ومن البحوث املنشورة ( 36 ) ﲝثاا ومن املقاالت العلمية املنشورة ( 67 ) مقالا . وقد أشرف على العديد من رسائل إلعالم واالتصال. املاجستري، وانقش أي اضا العديد من رسائل املاجستري وأطاريح الدكتوراه ﰲ علوم ا
4
مي عبد الكر علي الدبيسي أستاذ مشارك بقسم الصحافة ﰲ كلية اإلعالم ﲜامعة الشرق اﻷوسط ابﻷردن. حاصل على الدكتوراه ﰲ اإلعالم من جامعة بغداد. توَّلى منصب مساعد عميد كلية اإلعالم لشؤون ضمان اﳉودة ﰲ جامعة البرتا ( -2017 2020 ). صدر للدكتور الدبيسي مخسة كتب، منها: "اإلعالم الرقمي وﲢدايت الذكاء االصطناعي"، كما نشر 15 دراسة علمية ﰲ ﳎالت ﳏ ىكمة، وعضو هيئة ﲢرير 5 ﳎالت علمية ﳏ ىكمة متخصصة ﰲ اإلعالم واالتصال. حاز، عام 2021 ، على املرتبة اﻷوَّل ضمن أبرز 10 مؤلِّفني عرب تص ىدروا قائمة املؤلِّفني املستشهَد إبنتاجهم العلمي عربيًّا ﰲ ﳎال اإلعالم واالتصال، وفاقا للتقرير السنوي ملؤسسة ( Arcif ) لقياس معامل التأثري، واالستشهادات املرجعية للمجالت العلمية العربية. ﳏمد ﳒيب الصرايرة يعمل حاليًّا أستاذاا للصحافة واإلعالم، وعمي ادا لكلية اإلعالم ﰲ جامعة البرتا ﰲ اﻷردن. حاصل على الدكتوراه ﰲ الصحافة واالتصال اﳉماهريي من جامعة أوهايو. شغل مواقع أكادميية عديدة، من بينها: مدير مركز الدراسات اﻷردنية، ورئيس قسم الصحافة واإلعالم ﰲ جامعة الريموك، وعميد كلية اآلداب والعلوم االجتماعية ﰲ جامعة السلطان قابوس. شارك ﰲ رائسة وعضوية العديد من اللجان واجملالس على املستوى اﻷكادميي والنشر العلمي، كما عمل مستشا ارا لوزير اإلعالم، وأميناا عامًّا للمجلس اﻷعلى للسكان، وأميناا عامًّا للمجلس اﻷ على لإلعالم، ومدي ارا عامًّا ملؤسسة اإلذاعة والتليفزيون ﰲ اﻷردن. له ما يزيد عن ثالثني ﲝثاا منشو ارا ﰲ ﳎالت علمية ﳏىكمة، ابإلضافة لكتابني ﰲ ﳎاالت اإلعالم الدويل والعالقات العامة، وشارك ﰲ إعداد ثالثة كتب أخرى. معتصم اببكر استشاري إعالم مبركز الدراسات اإلسرتاتيجية، وزارة الداخلية، دولة قطر. حاصل على الدكتوراه ﰲ اإلعالم من جامعة أم درمان اإلسالمية ابلسودان. تو َّلى العديد من املناصب اﻷكادميية واملهنية، منها: عميد كلية اإلعالم بذات اﳉامعة، وأمني الشؤون العلمية أبكادميية السودان لعلوم االتصال والتدريب ا إلعالمي، ومدير عام مركز الرؤية لدراسات الرأي العام ابلسودان، ومدير عام اإلدارة العامة لألخبار والربامج السياسية ابإلذاعة السودانية، ومدير عام اإلدارة العامة لإلنتاج املتخصص بتليفزيون السودان. صدرت للدكتور معتصم عدة كتب، منها: "أساليب اإلقناع ﰲ القرآن الكر مي"، و"أيديولوجيا شبكات التواصل االجتماعي وتشكيل الرأي العام"، كما نشر عدة دراسات ﰲ ﳎالت علمية ﳏ ىكمة.
5
ال منال ه ل املزاهرة أستاذ مشارك بكلية اإلعالم ﲜامعة البرتا ﰲ اﻷردن، ومدربة معتمدة ﰲ الصحافة واإلعالم الرقمي والعالقات العامة وحقوق اإلنسان داخل اﻷ ردن وخارجها. شغلت ساب اقا منصب انئب مدير إدارة حقوق اإلنسان ﰲ وزارة اﳋارجية. أشرفت وتشرف على أطروحات املاجستري ﰲ اﻷردن وخارجيًّا. للدكتورة املزاهرة أﲝاث منشورة متنوعة بتخصصات ﳐتلفة ما بني الصحافة والعالقات العامة واإلعالم السياسي، واإلعالم اﳉديد، وتش ارك ﰲ فصول كتب ﳏ ىكمة دولية، وهلا مخسة عشر مؤلى افا ﰲ اإلعالم تدىرس ﰲ معظم الدول العربية، من بينها: "نظرايت االتصال"، و"مناهج البحث اإلعالمي"، و"الدعاية ومدارسها واﳊرب النفسية"، و"ﲝوث اإلعالم".. وتعكف حاليًّا على االنتهاء من كتايب "اإلعالن اإللكرت وﱐ" و"نظرايت اإلعالم التقليدي واﳉديد". منية عبيدي أستاذة بكلية اآلداب والفنون واإلنسانيات مبنوبة تونس. حاصلة على الدكتوراه ﰲ اللغة واآلداب واﳊضارة العربية اختصاص ﲢليل اﳋطاب، من جامعة منوبة تونس. تتو َّلى خطة رئيسة قسم العربية ابملعهد العايل للرتبية و التكوين املستمر بتونس، وترتأس ﳉنة املاجستري بكلية اآلداب مبنوبة، وتشرف أي اضا على أتطري ﲝوث ورسائل جامعية، وهي عضو ﰲ ﳉنة ﲢكيم جائزة كومار للرواية. وتسهم الدكتورة عبيدي ﰲ اﳊياة الثقافية من خالل منشورات وكتب شعرية ومقاالت نقدية، وصدر هلا عدد من الكتب، منها: التحليل النقدي للخطاب: مناذج من اﳋطاب اإلعالمي"، و"التمثيل الداليل للجملة"، وأسهمت أي اضا ﰲ كتب مجاعية ابلتأليف والتنسيق، كما شاركت ﰲ ندوات عربية عديدة مبداخالت حول ﲢليل اﳋطاب، وهلا عدد من البحوث ﰲ ﳎالت عربية ﳏ ىكمة، وهي عضو ﲢكيم ﰲ عدد منها. مي العبد هللا أستاذ ﰲ علوم اإلعالم واالتصال ﰲ كلية اإلعالم ﰲ اﳉامعة اللبنانية. حاصلة على الدكتوراه ﰲ علوم اإلعالم واالتصال من جامعة ستندال غرونوبل الثالثة ( Stendhal Grenoble III ) بفرنسا. تولت مهام رائسة قسم الصحافة ﰲ كلية اإلعالم وقسم علوم اإلعالم و االتصال ﰲ معهد الدكتوراه للعلوم االنسانية واالجتماعية ﰲ اﳉامعة اللبنانية، واﻷمانة العامة لندوة الدراسات اإلمنائية، وأمانة سر املركز الثقاﰲ اإلسالمي ﰲ لبنان، عضو ﰲ العديد من مراكز الدراسات والشبكات اإلعالمية اﻷوروبية واﻷمريكية، وعضو ﰲ اهليئة اإلدا رية لشبكة اليونسكو لكرسي االتصال. أسهمت ﰲ أتسيس أقسام وكليات عديدة لإلعالم ﰲ جامعات ﰲ لبنان والعامل العريب، وﰲ أتسيس الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم االتصال الﱵ ترتأسها منذ أتسيسها. أسهمت ﰲ إنشاء ﳎالت علمية ﳏكمة عديدة وأنشأت ﳎلة االتصال والتنمي ة البحثية احملكمة وهي إ َّل اآلن رئيسة ﲢريرها. صدر هلا عدة كتب ابللغتني العربية والفرنسية، آخرها كتاب "متاهة التواصل االجتماعي ﰲ الفضاء العام".
6
نصر الدين لعياضي أستاذ التعليم العايل بكلية علوم اإلعالم واالتصال ﰲ جامعة اﳉزائر، سبق له أن دىرس ﲜامعات خليج ية. تقلىد العديد من املسؤوليات داخل اﳉامعة وخارجها، منها مستشار برائسة اﳉمهورية اﳉزائرية مكلف ابإلعالم واالتصال. أشرف ويشرف على العديد من أطروحات الدكتوراه. أصدر 17 مؤلافا عن اإلعالم واالتصال، وأصدر سلسلة من الكتب، منها: "االتصال واإلعالم والثقافة: عتب ات التأويل"، و"هوامل اﳊديث عن امليداي"، و"التعامل مع وسائل اإلعالم: اﻷسس واﻷدوات"، و"وسائل االتصال اﳉماهريي والثقافة: القاعدة واالستثناء". وقام برتمجة 7 مؤلفات لباحثني أجانب ﰲ علوم اإلعالم واالتصال، من الفرنسية إ َّل العربية، كان آخرها "سوسيولوجيا االتص ال وامليداي، مشروع نقل املعارف". يوسف متار أستاذ التعليم العايل بكلية علوم اإلعالم واالتصال ﰲ جامعة اﳉزائر 3 . حاصل على الدكتوراه ﰲ علوم اإلعالم واالتصال، ورئيس قسم اإلعالم ساباقا بنفس الكلية، مث عميد كلية سابق. حاليًّا، رئيس اللجنة العلمية لقسم اإلعالم وعضو اجمللس العلمي. لألستاذ الدكتور يوسف متار عدة إسهامات علمية سواء ﰲ شكل مداخالت ﰲ مؤمترات، أو عرب نشر مقاالت ودراسات ﰲ ﳐتلف اجملالت العلمية احمل ىكمة، كما له مؤلىفات ﰲ ميدان البحث العلمي ومنهجية البحث، منها: "االتصال واإلعالم السياسي: الثقافة السي اسية بني وسائل اإلعالم واﳉمهور"، و"ﲢليل احملتوى للباحثني والطلبة اﳉامعيني".
7
مقدمة تُعد املشكالت النظرية والتطبيقية ملناهج البحث ﰲ علوم اإلعالم واالتصال إحدى القضااي اﻷساسية الﱵ تواجه تطور املعرفة اإلعالمية ضمن اجملال البحثي والدرس اﻷكادميي العريب . ومتثِّل هذه املشكالت ﳎموعة من العوائق اإلبستمولوجية الﱵ ﲣلق حالة من اﳉمود ﰲ هذا اﳊقل املعرﰲ، بل وﰲ ﳏتوى املعرفة اإلعالمية ذاهتا، من خالل ظاهرة "الرتقيع والتلفيق املنهجي" الفوضوي، وسطحية عملية البحث اإلعالمي، أو "السهولة البحثية"، الﱵ تكشف مفارق ات منهجية ونظرية ﰲ أُسُس العملية البحثية ومتطلباهتا. ويُكرِّس هذا النمط من املمارسة البحثية - بغض النظر عن أوصافه ا - ملختلفة مقارابت منهجية تلفيقية، ومداخل نظرية اختزالية ﰲ دراسة الظواهر والقضااي اإلعالمية عرب تدوير واستعادة تصورات فكرية موروثة، وأُطُر ن ظرية تقليدية تُسهِّم ﰲ تعميق الفجوة بني نتائج البحث والشروط العلمية املُؤَسِّسَة لفهم وتفسري الظاهرة اإلعالمية ودراستها ﰲ سياقاهتا االجتماعية والثقافية والسياسية واالقتصادية. اب وال ينظر هذا النمط من املمارسة البحثية أي اضا إ َّل ﳏتوى العلم عتباره -ﰲ ا قام اﻷول مل - منه اجا وقواعد للبحث والدراسة وليس موضو اعا، كما أن وحدة العلوم تكمن ﰲ مناهجها وليس ﰲ مادهتا. وتفتح هذه العوائق اإلبستمولوجية "العلبة السوداء" ﰲ مناهج البحث، ابعتبار الرهاانت واالفرتاضات املعرفية والقيمية الﱵ تصاحب عملية "التفكري ابملنهج" وليس " التفكري فيه"، وتؤدي إ َّل نتائج سياسية ﰲ البيئة االجتماعية واالقتصادية، فضالا ع ىما كشفته البيئة الرقمية من قصور منهجي ﰲ التعامل (كيف يتعامل الباحث/اﻷكادميي؟) مع اجملاالت وامليادين البحثية اﳉديدة الﱵ فتحتها هذه البيئة، حيث البياانت الرقمية الضخمة والنشا ط الرقمي الذي ﲢتل فيه منصات اإلعالم االجتماعي والتكنولوجيا الرقمية موق اعا مركزايًّ، وتشكِّل بنية ﲢتية للظواهر اإلعالمية. وتُبني دراسات نقدية كثرية مظاهر اﳋلل ﰲ نتاج البحث اإلعالمي/اﻷكادميي العريب، والﱵ ترتبط أسا اسا بسريورة العملية البحثية نفسها ﰲ مث ﳐرجاهتا الﱵ مل تُقدِّم -إ فيما ﲝوث اإلعالم واالتصال ومنطلقاهتا املنهجية والنظرية، ال ندر من الدراسات- قيمة مضافة ذات جدوى علمية وأصيلة ﰲ ﲝوث اإلعالم واالتصال. كما مل يُقدِّم هذا النتاج البحثي أطروحات، أو مناذج معرفية علمية، أو مناذج إرشادية، رائدة تكون عابرة للثقافات وتُسهِّم ﰲ فهم الوسائط واملنصات املختلفة، وخصوصية البيئة اإلعالمية والرقمية الﱵ قامت بتجديد موضوعات الدراسة والبحث، وم ىكنت من متابعة آاثر السلوك الرقمي لنشاط اﻷفراد واجملتمعات الرقمية، وكذلك اﳉماعات والدول عرب الويب. كما ﳓتاج إ َّل أ طر معرفية تُسهِّم ﰲ الكشف عن دور هذه البيئة وموقعها ﰲ واقعنا اليومي، وأساليب وأشكال انغمار وسائطها ومنصاهتا ﰲ بيئتنا االجتماعية والثقافية والسياسية واالقتصادية، وأتثريها ﰲ بناء تصوراتنا ومدركاتنا للواقع وتكوين ملتعددة. الرأي العام أبنواعه ا وتربز العوائ ق اإلبستمولوجية أمام تطور ﲝوث اإلعالم واالتصال بدءا ا بسوء الفهم ﳉوهر العملية البحثية ذاهتا وقصور ﰲ الرؤية املنهجية الستيعاب متطلباهتا؛ إذ يفتقر الكثري من هذه البحوث لثقافة منهجية وعىُدة فكرية ومداخل نظرية
8
تساعد ﰲ فهم الظاهرة وتفسري متغرياهتا وعالقاهتا . وهنا، ﳒد بعض البحوث - ال إذا اتفقنا على تسميتها كذلك- يُقيم اعتبا ارا للتفكري ﰲ املنهج الذي ﳜتلف تب اعا للقضااي الﱵ نبحثها والوظيفة الﱵ يؤديها ﰲ دراسة أبعاد املوضوع، وال يعترب التفكري فيه متطلب ا ا من صميم العملية البحثية يؤدي إمهاله إ َّل نسف نتائج البحث . وﰲ حال اهتم بعض الدراسات والبحوث اإلعالمية ابلتأطري املنهجي، فهو ال ميلك القدرة اإلجرائية لتطويع وتوظيف هذه العىُدة ﰲ خدمة أهداف البحث ورهاانته. كما ال يهتم الكثري من البحوث ابملنطلقات النظرية واملرتكزات التحليلية الﱵ توفر منوذ اجا معرفيًّا وإطا ارا من الفرضيات لفهم وتفسري القضية أو الظاهرة اإلعالمية ﳏل الدراسة، وهو ما يؤدي إ َّل نتائج تبسيطية واختزالية وجزئية يغلب عليها الرأي والتعميم، ولغة التكميم ﳊجب العوائق املعرفية اﳊقيقية. ومتتد هذه العوائق إ َّل سوء ضبط اﳉهاز املفاهيمي للبحث، بل ﳒد بعض البحوث ﳜ لو من ﲢديد املصطلحات واملفاهيم الﱵ متثِّل مرتكازا أساسيًّا ﰲ النظر إ َّل املوضوع، وبلورة املشكلة البحثية الﱵ تستند إ َّل تركيب وبناء معجمي يتأسس انطالقاا من املقوالت واملفاهيم الﱵ تعرب عن جوهر ومضمون الظاهرة املدروسة وتساعد ﰲ فهم وشرح أبعادها املختلفة . وتشمل هذه العوائق أي اضا مشكلة بناء اﻷدوات البحثية الﱵ متكِّن الباحث من استكشاف ومالحظة الظاهرة اإلعالمية ومتابعتها، ومجع البياانت حوهلا وقياس عناصرها وﲢليل وحدات اجملتمع البحثي، فضالا عن مشاكل هذا التحليل نفسه الذي تكون نتائجه مثرة لسوء فهم جوهر العمل ية البحثية من اﻷصل، واالعتماد أي اضا على مراجع اثنوية مُتَجَاوَزَة، أو غري ذات مصداقية، ﲝثيًّا وعلميًّا، مثل املدوانت اﳉماعية واملنصات التشاركية، وهو ما يثري مشكلة اﻷمانة العلمية وأخالقيات البحث العلمي الﱵ تتطلب املوضوعية وﲡنب اﻷحكام واﻷفكار اﳉاهزة ، وتوخِّي الدقة ﰲ نقل ومناقشة أفكار الباحثني اآلخرين. وهنا، ال ميكن أي اضا إغفال مشكلة التحكيم العلمي لبحوث ودراسات اإلعالم، الﱵ تعكس ﰲ جزء منها أزمة املواثيق اﻷخالقية للبحث العلمي، وكذلك حالة اﳉمود يب. الﱵ يعيشها املشهد البحثي واﻷكادميي العر لقضااي هذه ا ري وغ ها ﳛاول الكتاب معاﳉتها برؤية نقدية تركز على البعد الفكري والتطبيقي ﰲ ﲝوث اإلع الم، مت وحيص مواطن اﳋلل ﰲ فهم وﲢليل الظواهر إلعالمية، ا ومقاربة السياق العام نتاج البحث إل مل العلمي ﰲ العا يب العر . ويُعد الكتاب رة جهد ﲝثي مث مت للمؤر الذي نظىمه مركز اﳉزيرة للدراسات بعنوان: " املشك الت النظرية والتطبيقية ناهج البحث مل ﰲ علوم اإلع الم التصال" ، يومي وا 8 و 9 رب ديسم /كانون اﻷول ،2021 مبشاركة ﳔبة من اﻷكادمييني والباحثني ملختصني ﰲ حقل ا اإلع الم ال وا تصال. وكان ا ركز نشر أوراق مل مل مت ا ؤر ﰲ ملف ﲝثي على موقعه اإللك (رتوﱐ https://studies.aljazeera.net/ar ) بتاريخ 28 مايو/أاير .2022 ﳛاول الكتاب أن يتتبىع اإلشكاليات املنهجية والنظرية الﱵ يواجهها ميدان البحث ﰲ علوم اإلع الم التصال وا ابملنطقة العربية وﳛُل ِّل هب أسبا ا، ويبحث ال مشك ت الدرس اﻷكاد ميي ملرتبطة ادة ا مب منهجية البحث ﰲ إلعالمي ا بعض التجارب اﻷكادميية العربية، مثل التجربة اﻷكادميية أب العراقية قسام وكليات ﰲ إلعالم ا اﳉامعات العراقية. ويهدف أي اضا إ التعرف على َّل ال مستوى ا لتزام ابملعايري ال اﻷخ قية ﰲ ﲝوث علوم اإلع الم ال وا تصال ﰲ الوطن
9
يب العر ، و ث ات ضعف ا أت ري اللتزام أبخالقيات البحث العلمي، ومعرفة مستوى تطبيق آليات حوكمة القيات. اﻷخ مل كما يرصد الكتاب ا عوقات اي ري والتحد ت الﱵ فرضتها التغ ات اﳊديثة على الظاهرة إلعالمية، ا خاصة ﰲ التعامل مع البيئة الرقمية الﱵ ﲣتلف إل ال خصائصها عن البيئة ا ع مية التقليدية. هت َّل و دف فصول الكتاب إ مقاربة السياق العام نتاج ال إل بحث العلمي ﰲ ظل اﻷسئلة ري اﳉديدة الﱵ يث ها االتصال الرقمي، وﳏاولة وضع خريطة ناهج البحث مل ﰲ علوم اإلع الم ﰲ التصال وا السياق الرقمي، ويُفكِّر ﰲ كيفية توظيف ما يسمى ان "التسو مي الرقمي" ﰲ البحث العلمي ع إدماج ال رب تكنولوجيات ﰲ برامج مل ا ؤسسات الﱵ تعﲎ ابإلعالم بطريقة هب ﳐتصة دف َّل الوصول إ ﲢويل الرقمي إ ثقافة َّل يتم ىكن منها الباحث ويتعود عليها مبمارستها ومقاربتها يوميًّ ا. ويسعى الكتاب أي اضا إ وضع تصور َّل أويل َّل يهدف إ تطوير البحث العلمي ﰲ الوطن العر من خ ل يب ال ﳎموعة من ا ق احات الﱵ ال رت تساعد على ﲡاوز بعض إل جمل ا شكاليات الﱵ يواجهها البحث العلمي ﰲ ا ال اإلع المي مث يب ﰲ الوطن العر . ومن استشراف توجهات التيارات البحثية السائدة فيما يتعلق نحى ﲝوث مب اإلع الم التصال وا ﰲ ضوء مستجدات ثورة ا تصال وتقانة ال ملعلومات اﳊالية ا . وﰲ ضوء هذه اﻷهداف، تتوزع ﳏاور الكتاب إ َّل ثالثة فصول، يعاﰿ أو - هلا وهو بعنوان: " واقع ﲝوث اإلعالم ﰲ "- مل العريب العا ثالث قضااي؛ إذ تنطلق ورقة الدكتور يوسف متار، " التقليد واﳉمود ﰲ ﲝوث اإلعالم واالتصال ﰲ اجملتمع اﻷكادميي العريب "، من سؤال إشكا هل يل: " ينبغي لنا - ﳓن الباحثني ﰲ ﳎال علم االتصال و ا - إلعالم مراجعة اﻷدبيات املنهجية ا ا ملتو فرة لدينا حﱴ اآلن ﰲ معاﳉة قضااي اإلعالم اﳉديد أم علينا اﳊفاظ عليها وﳏاولة تكييفها مع واقعنا الثقاﰲ و االجتماعي واﳊضاري؟ و ترى الورقة أن أتثري ال تكنولوجيات اﳊديثة ﲡاوز اﻷفراد وسلوكيا م هت االتصالية، وامتد أي اضا إ َّل البحث العلمي؛ حيث ظهرت إشكاليات معرفية جديدة ﲢتاج إ َّل طرق منهجية مالئمة لتحليلها وﳏاولة اإلجابة عنها. و مل يكن اجملتمع اﻷكادميي العريب مبنأى عن هذا االنشغال العلمي؛ حي ري من الباحثني العرب البحث ث حاول الكث أي اض ا عن الطرق املالئمة لدراسة ﳐ رجات تكنولوجيات االتصال اﳊديثة، هتا على اجملتمع مبختلف فئاته. سواء ﰲ طبيعة تفاعل اﻷفراد فيما بينهم، أو انعكاسا لكن اﻷمر مل يكن ت ابلسهولة الﱵ ان شرت هبا تلك التكنولوجيات؛ فاﻷمر ما زال ﳏ ىل نقاش حاد ﰲ اﻷوساط العلمية العربية حول اعتماد الطرق املنهجية و َّل ح دِّ آليات التحليل التقليدية الﱵ "ﳒحت" إ اآلن ﰲ تفسري ﳐتلف الظواهر اإلعالمية الناﲡة عن وسائل اإلعالم الت قليدية، أو التخلي عنها و ﳏاولة إﳚ اد بدائل منهجية جديدة تتماشى و تلك الوسائل الﱵ تُعد جديدة أي اضا. وتركز اﻷكاد ميية الدكتورة مي العبد هللا، ﰲ ورقة بعنوان " "، إلعالم واالتصال رؤية نقدية ملناهج البحث ﰲ علوم ا إل على البعد الفكري ومقاربة السياق العام نتاج ال بحث العلمي ﰲ ظل اﻷسئلة اﳉديدة الﱵ يثريها االتصال الرقمي. وترى أن تعق د الظاهرة االتصالية يستدعي ابتكار أطر مع رفية تقوم على أدوات علمية جديدة؛ إذ أحدثت الرقمنة االجتماعية انقالاب ا حقيقيًّ ا ﰲ هذا اﳊقل العلمي ؛ حيث يفرض عامل الشبكات ﲡدي ادا كلي ا ﰲ اﻷساليب والدراسات
10
مل كب وا زيد من
ري ﳉهد فكري
رية لالستكشاف، وموارد وحقولا م عوامل جديدة كث غري مستهلكة، ﲢتاج
النوعية، ويقد
االجتهادات واالبتكارات املنهجية اإلبداعية. ويرصد الدكتور سعد سلمان املشهداﱐ، ﰲ ورقة بعنوان " مشكالت الدرس اﻷكادميي ﰲ علوم اإلعالم واالتصال: منوذ اج ا"، مقرر منهجية البحث اإلعالمي ﰲ اﳉامعات العراقية أ أهم اب الصعو ت الﱵ تعيق تطور الدرس اﻷكاد ي مي على الوجه اﻷفضل مب فيما يتعلق نهجية ﰲ إلعالمي البحث ا التجربة اﻷكادميية العراقية. وانطالقاا من ذلك، ﲢاول الورقة اإلجابة على حقل استفهامي ميثِّل املشكلة البحثية للتجربة اﻷكادميية العراقية: ما املشكالت الﱵ يواجهها اﻷستاذ اﳉامع مي ي ﰲ الدرس اﻷكاد ي ﰲ علوم اإلعالم وا ؟ و التصال ما أهم املعوقات الﱵ تعرتض مسرية البحث اإلعالمي ﰲ اﳉامعات العراقية؟ و ما انعكاسات الدرس اﻷكادمي ي على ﳐرجات التعليم ﰲ علوم اإلعالم واالتصال لتحقيق اﳉودة والكفاية ﰲ التدريس لدى اﻷستاذ والتحصيل اﳉيد لدى الطالب؟ ويناقش الفصل ا لثاﱐ، وهو بعنوان: "مناهج البحث اإلعالمي ﰲ البيئة الرقمية"، ثالث قضااي ترتبط ابملناهج العلمية الﱵ برزت ﰲ سياق بيئة البياانت الضخمة والتدفق اهلائل للمعلومات وانتشار شبكات التواصل االجتماعي. وهنا، ﲢاول الورقة الﱵ أعىدها اﻷكادميي نصر الدين لعياضي، "منا هج البحث ﰲ علوم اإلعالم واالتصال ﰲ السياق الرقمي: خالف واخت "، الف وضع خريطة ناهج البحث مل ﰲ علوم اإلع الم ﰲ التصال وا السياق الرقمي تتضمن أربعة اﲡاهات ك ى ﰲ رب البحث، وهي: اناهج مل التوافقية أو التعاقدية، والك ربى، الفرتاضية، وا والرقمية. ولتحقيق مل اي ذلك، سلىطت الضوء على ﳐتلف جوانب تعقد البحث ﰲ ﳎال ا يد الرقمية وخصوصيته. وقامت الدراسة بتحليل عينة قوامها 100 أصدرهت ﲝث ا مراكز ﲝث أكاد ميية ال أجنبية ونشرت ﰲ ﳎ ت علمية وفق منهج "ميتا التحليل الكيفي" مستخدمة مفهوم ني ني "دريدي " ) َّل نسبة إ الفيلسوف جاك دريدا ( أس ني مه اسي ، و ا: اإلرجاء واالختالف. وهتدف ورقة الدكتورة أمساء حسني ملكاوي، " "، الجتماعية والبحث العلمي منهج ﲢليل الشبكات ا إ َّل التعرف على شكل جديد من املناهج العلمية الﱵ تتعامل مع الواقع الرقمي الذي أصبح جزءا ا أساسيًّا من حياتنا، والفرص الﱵ يقد مها ﻷﲝاث ا لعلوم اإلنسانية واالجتماعية، السيما علوم اإلعالم واالتصال، والتحدايت الﱵ تواجه الباحثني العرب ﰲ سبيل املضي قد اما ﰲ تبﲏ مثل هذه املناهج. وتستعرض الورقة اتريخ منهج ﲢليل الشبكات االجتماعية، قدم الم االجتماعي، وت وتطوره ﰲ عصر الرقمنة وانتشار منصات اإلع إل شر احا مقتضباا حدى اﻷدوات املستخدمة مل ان ﰲ هذا انهج، وتتمثىل ﰲ برمج ( NodeXL ،) واﳋيارات الﱵ يوفرها ﰲ مجع البياانت وﲢليلها. كما تقدم الورقة مناذج تطبيقية ﻷﲝاث تبنىت هذا املنهج، وهتدف إ َّل اإلحاطة ﲞصوصيته من عدة مستوايت:
- املستوى الفلسفي: التح والت ﰲ الواقع وﰲ النماذج الفلسفية. امل- ستوى النظري : النظرايت االجتماعية واإلعالمية ذات العالقة. - املستوى املنهجي: املناهج الرقمية ومناهج ﲢليل الشبكات.
11
- املستوى التطبيقي: ﲢليل الشبكات االجتماعية ابستخدام ( NodeXL .) مل ال وﲢاول ورقة الدكتورة منال ه ل ازاهرة، " إشكاليات البحوث اإلعالمية العربية وأساليب تطويرها ﰲ ظل البيئة الرقمية اﳉديدة: رؤية نقدية ﲢليلية"، اإلجابة عن إلشكاليات الﱵ تواجهها البحوث ا ع مية سؤال رئيسي: ما ا إل ال العربية ﰲ سياق البيئة الرقمية اﳉديدة َّل ﲢليل كيفي لعينة ؟ استنا ادا إ قصدية من ا إلعالمية العربية تشمل لبحوث ا 66 دراسة، واعتما ادا على رؤية نقدية تبحث ﰲ مالءمة املناهج والنظرايت التقليدية للبيئة الرقمية وقدرهتا على أتطري الظواهر اﳉديدة وﲢليلها. أما الفصل الثالث، وهو بعنوان: " مسارات تطوير البحث العلمي ﰲ حقل اإلعالم واالتصال "، فيعاﰿ مخس قضااي ترتبط أبهم املداخل لتطوير البحث العلمي ﰲ ﳎال اإلعالم؛ إذ ﲢدد الورقة الﱵ أعىدها الدكتور جريس صدقه، بعنوان " "، إلعالم واالتصال مداخل تطوير البحث العلمي ﰲ ﲝوث ا املعوقات الﱵ يواجهها ميدان البحث ﰲ علوم اإل مل العريب . وترى عالم واالتصال ﰲ العا ال أن الدول املتقدمة تزال هي اﻷ خرى ﰲ حالة سعي إ َّل تطوير البحث مليدان، العلمي ﰲ هذا ا لكن ميكن االستفادة من ﲡارهبا من أجل تفعيل يب الواقع العر واستنباط اﳊلول، وهو ما يتطلب إ رتكة لذلك. رادة مش وتقرتح الورقة عد ادا من اﳋطوات للخروج من اﻷزمة و تثبيت البحث ال علمي ﰲ هذا مليدان ا عرب مراكمة اﻷﲝاث، و ربط املختربات املتخصصة كليات اإل ﰲ اﳉامعات العربية، و عالم والتبادل املعرﰲ والبحثي، و ربط الباحثني واجملموعات البحثية، و تشجيع املنشورات املتخصصة وال تعريف ابملنشورات واجملالت املتخصصة ﰲ العامل العر و يب، الربط مع جامع ات أ جنبية وابحثني أجانب لالستفادة من خرباهتم ومواكبة الرتاكم العلمي الغريب ﰲ هذا امليدان. وهتدف ورقة اﻷكادميي الدكتور ﳏمد ﳒيب الصرايرة، " َّل ﲝوث اإلعالم ﰲ الوطن العريب: مسارات التطوير"، إ وضع تصور أويل يسعى إ َّل تطوير البحث العلمي ﰲ الوطن العريب من خال ل ﳎموعة من االقرتاحات ال ﱵ تساعد ا إلشكالي على ﲡاوز بعض ا ت الﱵ يو جملال اإلعالمي ﰲ الوطن العريب. ويُعد اجهها البحث العلمي ﰲ ا التجديد مم مس والتطوير ة يزة العتبار ﳚب أخذها بعني ا من أجل املراجعة والتقييم وﲞاصة مع التحو الت الكبرية والعميقة الﱵ يواجهها هذا جملال. ا وترى أن التحليلية، والبينية، والتتبعية، واملنهجية، واملستقبلي ة، إ َّل جانب تطوير اﳊركة النقدية العلمي ة، ميكن أن تكون مس ارات مناسبة لتطوير البحث العلمي . إلعالمي ﰲ اجملال ا أما ورقة الدكتور معتصم اببكر، بعنوان " ﲝوث االتصال ﰲ العامل العريب وفاعليتها ﰲ إثراء املعرفة اإلعالمية النظرية"، ف صد ا رت إل سهامات العربية ﰲ التنظري وإثراء املعرفة اإلعالمية، والوقوف على أهم اإلشكاليات املنهجية والنظرية الﱵ تواجه ابحثي اإلعالم ﰲ املنطقة العربية وﲢليل أسباهبا، وبيان كيفية معاﳉتها أو التقليل منها. ومن مث استشراف توجهات التيارات البحثية السائدة فيما يتعلق مبنحى ﲝوث اإلعالم واالتصال ﰲ ضوء مستجدات ثورة االتصال وتقانة املعلومات اﳊالية. وترى الورقة أ ن املكتبة العربية تعاﱐ قصو ارا ﰲ ﳎال التنظري اإلعالمي واالتصايل، ابستثناء
12
بعض اﻷعمال البحثية، وأرجعت أسباب ذلك إ َّل العديد من اإلشكاليات الﱵ تتعلق ابختيار املوضوعات واملناهج واﻷدوات البحثية، وقلىة املبادرات الﱵ تسعى إ َّل إثراء اجملال اإلبستمولوجي . إلعالم واالتصال ﰲ ﳎال علوم ا و تُفكِّر الورقة الﱵ أعىدهتا الدكتورة منية عبيدي، " آليات توجيه الباحثني الستخدام املنهج ال علمي ﰲ ﲝوث اإلعالم "، التصال وا ﰲ كيفية توظيف ما يسمى "التسوانمي الرقمي" رب إدماج ﰲ البحث العلمي ع التكنولوجيات ﰲ برامج املؤسسات الﱵ ت عﲎ ابإلعالم بطريقة ﳐتصة هبدف الوصول إ َّل ﲢويل الرقمي إ َّل ثقافة يتم ىك ن منها الباحث ويتعود عليها مبمارستها ومقاربتها يوميا. وتتحىو ل بذلك عملية البحث إ َّل القدرة على ﲢويل النصوص إ َّل بياانت، وﲢويل البياانت وكل ما هو رقمي إ َّل نصوص، فيكتسب الباحث مهارات البحث والتقييم والفرز واملقارنة مث اإلنتاج ﰲ مرحلة أخرية . وكي ال يكون هذا الكالم نظراي ، تقدم الورقة مفاتيح وآليات لت وجيه الباحثني الستخدام املنهج العلمي و ضبط بعض املراحل الﱵ ميكن للباحث أن يتبعها ﰲ العملية البحثية مع مراعاة خصوصيةكل موضوع. وهتدف ورقة الدكتور عبد الكرمي علي الدبيسي، بعنوان " البحوث اﳉامعية واالعتبارات اﻷخالقية ﰲ علوم االتصال واإلعالم ﰲ الوطن العر "، يب إ َّل التعرف على مستوى االلتزام ابملعايري اﻷخالقية ﰲ ﲝوث علوم اإلع الم التصال وا ﰲ الوطن العريب، و أتثريات ضعف االلتزام أبخالقيات البحث العلمي، ومعرفة مستوى تطبيق آليات حوكمة اﻷخالقيات. وكشفت نتائج الورقة وم ابملعايري اﻷخالقية ﰲ ﲝوث عل أن مستوى االلتزام اإلعالم و االتصال ﰲ الوطن العريب، كان بدرجة متوسطة، وأن ضعف االلتزام ابملعايري اﻷخالقية ﰲ ﲝوث علوم اإلعالم و االتصال أدى إ َّل بروز . هلا أتثريات سلبية على جودته ظواهر سلبية تتناﰱ مع أخالقيات البحث العلمي وال يفوت مركز اﳉزيرة للدراسات ﰲ تقدميه هلذا ا لكتاب أن ينو ه ابﳉهد البحثي لألكادمييني والباحثني املشاركني ﰲ أعمال املؤمتر، وأن يتقىد م إليهم، ولكل من أسهم ﰲ إخراج هذا الكتاب وبذ ل اﳉهد حﱴ يرى النور ﰲ صورته النهائية، ﲜزيل الشكر، سواء ابلقراءة واملراجعة، والتدقيق، أو إبداء الرأي واملالحظة. وأيم ل املركز أن يشكل هذا الكتاب إضافة للمكتبة العربية وملكتبة ﲝوث ودراسات االتصال و اإلعالم.
13
الفصل األول إلعالم واقع حبوث ا يف العامل العريب
14
التقليد واﳉمود يف حبوث االتصال و اإلع الم يف اجملتمع األكادميي العريب مت ار يوسف
مقدمة اﳊديث عن وضع التكوين العلمي ﰲ ﳎال االتصال و اإلعالم ابملنطقة العربية، وخاصة ما تعلق ابملقارابت املنهجية املعتمدة ﰲ دراسة الظواهر اإلعالمية والبحث فيها، ﳚربان بوصفنا أساتذة وابحثني ﰲ ميدان االتصال و أن إلعالم ا نعرض اﳊقائق قصد ﳏاولة تصحيحها، السيما أننا ﰲ عني العاصفة التكنولوجية الﱵ أنتجت إعال ام ا من نوع آخر من حيث حوامله وأبعادها وانعكاساته على أفرا د ﳐتلف اجملتمعات الﱵ م ىس ها. فاإلشكال هو ﰲ التناول العلمي ، هلذا اإلعالم فهل نبقى ننتظر ما ﲡود به علينا املدارس الفكرية من مقارابت منهجية وتقنيات ﲝث وأدوات ﲢليل لتطبيقها على ﳐرجات ما د ؟ ابإلعالم اﳉديد رج على تسميته ، أم ﳓاول ﳓن أي اض ا املسامهة مبا أوتينا من معارف أصيلة ﰲ علم االجتماع وعلم النفس وغريمها من املواد املساعدة على فهم قواعد منهجية ﰲ ميدان هذا اإلعالم اﳉديد وإنتاجها، فنحن ﰲ حرية من أمران بني اﳉ مود والتقليد أو التحديث؟ لقد أض اي حى اإلعالم الرقمي ﲢد ا ﲝثيا مهم ا ابلنسبة للباحثني واملهتمني ابلظواهر اإلعالمية، و ال يقف هذ ا التحدي إ ا ري هلا فقط، و عند حدود فهم الظاهرة والتنظ من ميتد إ َّل كيفية مقاربتها منهجيا ﰲ سياق اإلشكالية التالية: هل ينبغي لنا - ﳓن الباحثني ﰲ ﳎال علم االتصال و ا - إلعالم مراجعة اﻷدبيات املنهجية ا ا ملتو فرة لدينا حﱴ اآلن ﰲ معاﳉة قضااي اإلعالم اﳉديد أم علينا اﳊفاظ عليها وﳏاولة تكييفها مع واقعنا الثقاﰲ و االجتماعي واﳊضاري؟ يش كِّ ل هذا االنشغال حجر الزاوية ﰲ النقاش داخل اﻷوساط اﻷكادميية العربية حالي ا، وكان هكذا كلما ظهرت وسيلة إع ؛ إذ المية ينادي عربها الباحثون العرب إ َّل التفكري ﰲ املقارابت واملناهج الﱵ ميكن االنطالق منها ﰲ ، إلعالم اﳉديد دراسة ا وما أاتحه من وسائط وخدمات ووسائل على بيئتنا العربية ﲞصائصها اﳊضارية والثقافية الﱵ . متيزها لكن هذه املناقشات مل تتعد الندوات العلمية وامللتقيات الﱵ تنظمها كلياتنا ومعاهدان من حني إ َّل آخر، أو ﰲ إطار أطروحات الدكتوراه عند مناقشتها، فأفضى هذا الوضع إ َّل بروز وضعني ﳐتلفني لكل منهما مسوغاته وحججه ني الحاقا. ، كما سنب قبل عرض آراء كل فريق و مسوغاته من االعتماد املنهجي على ما متليه املدارس الفكرية الغربية، أو االجتهاد ﰲ ينبغي أتصيل أخرى ﰲ مقاربة الظواهر اإلعالمية االتصالية عندان، أن نرصد الوضعية العلمية ﰲ جامع اتنا و ﳐابر ﲝثنا و كلياتنا فيما ﳜص اإلعالم اﳉديد، عسى أن نفهم أمهية اإلشكالي ة السابقة و أمهية البحث فيها.
ربيد اإل لك وﱐ، ﲢديد مفهوم دقيق لإلعالم اﳉديد، لكننا كلما استعملناه فإننا نقصد به ال رت و املدوانت اإللكرتونية، وفيسبوك، ويوتيوب،
ليس من مقاصد هذ ه الورقة
وتو ي رت، واهلاتف اﳋلوي الذكي، و آي بود.
15
المية ﰲ مقاربة الظواهر اإلع -حﱴ تلك الﱵ ﲣص ﳎتمعاتنا العربية-
لعهود طويلة، اعتمد - ان ﳓن الباحثني العرب-
، ا: ني فكريتني أساسيتني مه ملدرسة اﻷم ا ري مل كية وا درسة اﻷوروبية، إ َّل جانب بعض املدارس اﻷخرى من ﳐتلف الروافد. ويقول اﻷكادميي نصر الدين لعياضي ﰲ هذا الشأن: " إن اﳋطاب عن تكنولوجيات االتصال ﰲ املنطقة العربية يتغىذ ى من الكتاابت النظرية الﱵ أنضجتها السياقات االجتماعية والثقافية املختلفة عن السياقات الﱵ متيز املنطقة العربية، ويوظف الكثري من املفاهيم، مثل: "الفضاء العام"، و"اجملتمع املدﱐ"، و"الفجوة الرقمية"، وغريها كمسلى مات وليس كمفاهيم إشكالية" 1 . أب إننا على وعي ري مما تنشره هذه ا دارس ن الكث مل ال يتوافق ﰲ الكثري من اﻷحيان مع بعض اﻷوضاع اإلعالمية ﰲ منطقتنا العربية، لكننا كنا دائ ام مل ا ﳓاول -قدر ا ستطاع- تكييف على مدرست معا رف هذه املدارس مع طبيعة ظواهر اإلعالم اﳉديد، الذي صار يتغلغل ﰲ النسيج االجتماعي والثقاﰲ لألمة العربية. لكن هذا املسعى ، مل يصل إ َّل درجة اﳊديث عن مدرسة عربية ﰲ ميدان االتصال و إل ال ا ع م، رغم وجود أصوات كثرية تنادي ب ضرورة قيام مدرسة عربية ﰲ علم اإل االتصال و عم. ال فإذا وضعنا جانباا اﻷبعاد الفكرية املعتمدة ﰲ ﲝوثنا اإلعالمية، فإن اﳊديث ﳜص ابلذات امل قارابت املنهجية اﻷكثر انتشا ارا ﰲ اﻷوساط اﻷكادميية، فكل احمل اوالت البحثية لإلعالم الرقمي و ما يدور ﰲ فلكه من أوضاع اتصالية، ما زالت تعتمد إما على مقاربة كم ية على النمط اﻷم ، و ربيقي إما على املقاربة الكيفية على منط البنائية االجتماعية، مع ميول كبري للمقارابت الكم ية عند الكثري من ني الباحث العرب، ﻷننا -كما يقول نصر الدين ان لعياضي- تعىود على ﲡنب م ساءلة الرتسانة املنهجية الﱵ نستخدمها ﰲ البحث، فيصعب علينا ا لتشكيك ﰲ التيارات الفلسفية واملعرفية الﱵ ا نبنت على أساسها هذ رتسانة، ه ال والﱵ أط ى ريان رت تفك ، وحىد دت أطر مداركنا 2 . 1 . اعتبارات منهجية اعتمدت الدراسة على مسح الرتاث العلمي املنهجي (املسح الواثئقي)، الذي توفره كليات اإلعالم و أقسامها ﰲ املنطقة العربية م ن أطروحات الدكتوراه (جامعة القاهرة، جامعة الشرق اﻷوسط، اﳉامعة االف رتاضية السورية، جامعة اﳉزائر 3 ..)، و املقاالت العلمية الﱵ ت صدِّ رها ﳐتلف اجملالت امل تخصصة ﰲ موضوع اإلعالم اﳉديد ، مثل: ﳎلة جامعة دمشق (سور و اي)، إلعالمية (أملانيا)، و ﳎلة ﳎلة الدراسات ا ﲝوث العالقات العامة (مصر)، و ﳎلة علوم ... الم واالتصال (اﳉزائر) اإلع كما اعتمدت أي اضا ع اللق ملؤمترات و لى مسح ﳐتلف ﳐرجات ا اءات العلمية الﱵ انعقدت حوله السيما ، تلك الﱵ عاﳉت مشاكل املناهج و التقنيات الﱵ من شأهن ا مقاربة موضوع اإلعالم اﳉديد و آلياته (مؤمتر وسائل ا الجتماعي (السعودية) ...). فقد لتواصل ا تو ا فرت للباحث أكثر من 250 دراسة وﲝثاا ﰲ هذا املوضوع، مسحت له بتكوين رؤية عن طبيعة الوضع العلمي اﻷكادميي في ما ﳜص اإلشكالية املطروحة ساباقا.
1 - نصر الدين لعياضي، "الرهاانت اإلبستمولوجية والفلسفية للبحث الكيفي: ﳓو آ فاق جديدة لبحوث اإلعالم واالتصال ﰲ املنطقة العربية"، 2 يونيو/ حزيران ،2011 أنفاس، (اتريخ الدخ ول: 1 مارس/آذار ،)2022 https://bit.ly/3JqQWOy . 2 - املرجع السابق.
16
و استعملت الدرا سة أي اضا إ َّل جانب املنهج املسحي، تقنية املعاينة و خاصة العي نة املتاحة الﱵ تُعد من العينات غري االحتمالية، حيث تعامل الباحث مع ما توفره قواعد البيا ، انت خاصة العربية منها (املنصة اﳉزائرية للمجالت العلمية، م وقع البياانت الرقمية اﻷكاد ... ميية ) من دراسات ومقاالت وأطروحات وكتب وملخصات املؤمترات اي والندوات وأ م درا سية ﰲ ﳐتلف ربوع املنطقة العربية. ولتحديد متغريات اإلشكالية الساب قة، اختار الباحث أهم الدراسات و اﻷطروحات لتكون أمثلة ف ىسر ﰲ ضوئها ﳐتلف اآلراء وا و ملواقف التوجهات املنهجية السائدة ﰲ اﻷوساط اﻷكادميية العربية فيما ﳜص موضوع اإلعالم اﳉديد، لذلك فإن اﳉ داول املعتمدة ﰲ هذه الدراسات، ما هي إال عينات فقط منها. .2 وضع االعتماد أو التقليد يرى أصحاب هذا التوجه أن العلم له خاصية عا ( ملية Universel ،) وابلتايل ليس هناك علم خاص بدولة أو منطقة بعينها. فما ا إلعالم اﳉديد يسع كل املعمورة فقد صار بذلك خاصية إنسانية دام أن ا هل ال مدخ ت وﳐرجات ابإلعالم واحدة مقارنة التقليدي مل من حيث كوهنما يلتقيان ﰲ ا فهوم واملبادئ العامة واﻷهداف. فهو - أي اإلعالم اﳉديد- امتداد وتطور طبيعي لإلعالم التقليدي الذي صار ﰲ وقتنا اﳊايل يعتمد بدرجة كبرية على اإلع الم اإللكرتوﱐ 1 . أما من ا لناحية ما إلعالم اﳉديد املعرفية، فإن ا زال ﳛافظ على املفاهيم نفسها الﱵ كانت تشغل اب ل الباحثني ﰲ مليدان، ف ما زال ا السلوك، و االستعماالت، و ملشبعة، واﳊاجيات ا طبيعة التلقي، و . ملعروضة طبيعة احملتوايت ا .. من أهم املوا ضيع جلباا الهتمام الباحثني ﰲ ﳎال اإلعالم اﳉديد. وعلى هذا، ملضمون فإن املنهج املسحي وأداة ﲢليل ا و ات رب اآلراء عرب االستمارة أو الدراس طريقة س الكيفية ابملنهج اإلثنوغراﰲ و التحليل السيميولوجي على سبيل املثال، ال تزال صاﳊ ة ملقاربة الظواهر النامجة عن و من اإلعالم اﳉديد، طب اع ا مع تكييفها مع متطلبات ك ل ﲝث. ويرى الباحث الفرنسي، دومي نيك فولتون ( Dominique wolton ) ، أنه من املفيد إدراج التنظري آلاثر شبكة اإلنرتن ت ضمن ﳐتلف النظرايت التقليدية، ﻷنه ال ميكن ة أبي اي اﳉديدة عن مس ة حال من اﻷحوال أن تنفصل امليد ري تطور ظاهرة التواصل اإلنساﱐ ﰲ ﳐتلف ﲡلياته 2 . و يرى الباحث ﰲ ﳎال الثقافة الرقمية، اي ﳏمد السيد رن، ﰲ كتابه: "اإلعالم اﳉديد"، أن " اإلعالم اﳉديد هو نزل مب ة تطور طبيعي للتقنيات اإلعالمية التقليدية، والﱵ تفرض سنن اﳊياة والواقع والتكنولوجيا تطورها لتالءم وتواكب ﳎرايت اﳊياة املعاصرة والسريعة واﳉديدة" 3 .
: ملكاشفة "وسائل اإلعالم التقليدية ﰲ ظل زمن ا مقاربة وصفية نقدية"، ﳎلة اجملتمع والرايضة (جامعة الوادي، اﳉزائر، العدد ،2
1 - أمساء لقيقط، سالمي اسعيداﱐ،
يونيو/حزيران 2021 )، ص .329 2 - Dominique Wolton, Internet et après? Une théorie critique des nouveaux médias (Paris: Flammarion, 1999), 31 . 3 - ﳏمد السيد راين، اإلعالم اﳉديد، (القاهرة، مركز اﻷهرام للرتمجة والنشر، 2012 )، ص 5 .
17
إن الرتاث املعرﰲ الذي شىك ل املنبع اﻷساسي لتفسري الظواهر اإلعالمية االتصالية ولفرتة طويلة ال يزال احملرك اﻷساسي ملختلف البحوث وا لدراسات اﳋاصة بوسائل اإلعالم و عملها، سواء على مستوى اﻷفراد أو جملتمع. و قد ا ﲡلى هذا الرتاث املعرﰲ ﰲ مدرستني أساسيتني وﳐتلفت شىك ني لتا القاعدة اﻷساسية ملختلف النظرايت الﱵ تبلورت إلال ﰲ شأن علم ا ع م، ومها: املدرسة الوظيفية و املدرسة النقدية. فاﻷوَّل تصب فيما اقرتحه هارولد السويل ( Harold Lasswell ) حول وظائف إل ال وسائل ا ع م الﱵ ﳋصها ﰲ مراقبة البيئة، قل جملتمع، ون وربط أجزاء ا الرتاث من جيل إ َّل آخر، إضافة إ َّل وظيفة ال و رتفيه، الﱵ ﳒدها ﳎ إلعالم اﳉديد . وعليه، ف تمعة ﰲ وظائف ا املدرسة الوظيفية ال تزال قادرة على تشكيل املرجع النظري لكل ﳏاولة لتفسري عمل اإلع الم أو وظيفته، بطريقة أ مربيقية مست الحظة و القياس. مدة من الواقع القابل للم على الضفة اﻷخرى من االعتماد، ﳒد املدرسة النقدية بقيادة كل من تيودور أدورنو ( Theodor Adorno ) مي وماكس هوركها ر ( Max Horkheimer )، و هربرت ماركوس ( Herbert Marcuse ) ، مث بعد ذلك يورغن ها برماس ( Jürgen Habermas ) وميشال فوكو ( Michel Foucault ). و مل قد اقرتبت هذه ا درسة من دراسة اإلعالم اﳉديد ابلتوجهات نفسها الﱵ قاربت هبا اإلعالم التقليد ي، أي البحث عن طبيعة اهليمنة، والعق عدم النية، و املساواة. كل ذلك اعتما ادا على مقاربة كيفية (املنهج اإلثنوغراﰲ على سبيل املثال، أو املالحظة، أو املقابلة)، ﻷهنا اﻷدوات الوحيدة الﱵ مي كن من خالهلا معرفة املفاهيم السابقة ﰲ سياقاهتا املختلفة حسب هؤ ، الء ومنه فهم مكوانت اإلعالم اﳉديد و عمله أبكثر موضوعية. و ال إ َّل وقت قريب من هذه اﻷطروحات، يزال االعتماد واض احا على اﻷطر النظرية الكالسيكية ملقاربة اإلعالم اﳉديد، فقد توصلت دراسة قام ا هبا لباحث حلمي ﳏسب سنة 2007 1 ، و مل ابستعماهلا أداة ﲢليل ا ستو ى الثاﱐ ري (الثانوي)، أن البحوث املصرية واﻷم كية على سبيل املثال، ما زالت تعتمد على النظرايت الكالسيكية اﳋاصة ابإلعالم التقليدي ﰲ تفسريها للموضوعات اإلعالمية املرتبطة ابإلنرتنت. كما أشارت دراسات أخرى إ َّل أن الكثري من البحو ث العلمية ﰲ املنطقة العربية، ما إلعالم اﳉديد، وفيما ﳜص ا زال يعتمد على نظرية االستخدامات إل وا شباعات بوصفها نظرية مفس . إلعالم اﳉديد رة لدوافع استعمال اﻷفراد ل كما ﳒد االستمارة االستبيانية أداة منهجية لقيا إلعالم ا لتقليدية س مجهور وسائل ا مستعملة بكثا فة ﰲ دراسة مستخدمي اإلنرتنت و ما يدور فيه من أنظمة، كما قام الكثري من الباحثني العرب ابستعمال ﲢليل املضمون عندما يريدون استنطاق مضامني اإلعالم اﳉديد (ا نظر عينة من تلك الدراسات ﰲ اﳉدول أسفله). نفهم من هذا الطرح أن اإلعالم اﳉديد ال ﳛتاج أكثر من املقارابت الكم ية أو الكيفية لدراسة وظائفه اﳉديدة وﲢليلها، مب مع مناداة البعض حاولة تكييفها لتكون أكثر مرونة مع ﳐتلف أشكال االت صال الﱵ يفردها اإلعالم اﳉديد. فاﳋريطة املنهجية اﳊالية -إن ص ىح التعب - ري ملقاربة اإلعالم اﳉديد، ال تزال قائم ة على املنهج املسحي
1 - ابت النظرية ﰲ ﲝوث عبد العزيز السيد عبد العزيز، "التوجهات واملقار اإلعالم اﳉديد دراسة ﲢليلية"، ﳎلة كلية اآلداب بقنا (كلية اآلداب، مصر، العدد ،39 2012 )، ص .469
18
الذي يُعد من أكثر املناهج استعماالا ﰲ ﲝوث اإلعالم اﳉديد، سواء ﰲ مسح املضامني أو مسح اﳉمهور هت (املستخدمني)، أو مسح الوسيلة ﰲ حد ذا ا. .3 التجديد يف املناهج و التقنيات املنهجية لدراسة اإلعالم الرقمي على نقيض الرأي السابق، يرى بعض اﻷ كادمييني، مثل: هللا الزين اﳊيدري و مي ال عبد و هللا عبد السيد ﲞيت و غريهم، أن نظرايت اإلعالم الكالسيكية بصفة عامة، و املقارابت املنهجية ا رتحها، مل تعد صاﳊة نظار الﱵ تق الختالف البيئة اإلعالمية اﳉديدة عن البيئة اإلعالمية التقليدية و على أكثر من مستوى. فالبيئة النظرية الﱵ تتش ىكل من خالهلا املعاﱐ والبﲎ املعرفية للجمهور ﲣتلف اختالفا ا جذر ايًّ مع البيئة التقل يدية، فاﳉمهور واملضمون والشكل. .. عناصر تتسم ابلتفاعلية على العكس من البيئة التقليدية الﱵ ت . ابﻷحادية نعت من جهته، ذكر اﻷكادميي عبد هللا بن صاﱀ اﳊقيل أن اإل عالم اﳉديد ليس تطوارا أو امتدا اد من ا لإلعالم التقليدي، وإ ا هو وسيلة جديدة هلا ظروفها ومتطلباهتا . ملختلفة وعملياهتا ا كما أن لإلعالم التقليدي ظروفه وعملياته املختلفة أي اض ا، بينما اﳋطأ يكمن ﰲ ﳏاولة اإلعالم التقليدي تبﲏ ، و إل الم اﳉديد أو تقليد ا ع هذا غري ممكن ﻷهنما صيغتان ﳐتلفتان. وبنيى اﳊقيل أن اإلعالم اﳉديد أخذ من التقليدي كثريا ا من املهام والوظائف لعدم قدرة اإلعالم التقليدي تقني ا القيام هبا، كما أن االعالم اﳉديد هو إعالم تفاعل اجتماعي، وعالقة اإلعالم التقليدي مع مجهوره ﲣلو من التفاعل اال جتماعي وال يستطيع الوصول إ َّل هذا املستوى، لكنه يستطيع بل ﳚب عليه التأثر ابإلعالم اﳉديد 1 . و ال قد أشار معهد الس م اﻷم كي، عام ري ،2010 إ ا َّل أن اﻷطر النظرية واملنهجية املتو فرة حاليا تبدو غري كافية لتفسري أثر الوسائط اﳉديدة ﰲ حياتنا رغم أهنا تبدو واضحة 2 ، ذلك ﻷهنا حديثة النشأة من جهة، و شديدة التعقيد والتطور من جهة أخرى، حﱴ صار من الصعب مواكبة هذا التطور؛ إذ ي ظهر ﰲ كل يوم العديد من الربامج والتطبيقات د انهيك عن العديد من االبتكارات االتصالية الﱵ ﳜلقها املستخدمون، والﱵ ﲢ أتريات من الصعب أي اض ا ث ث تفس ها و ري دراستها عن قرب. هلذا تقف أمام الباحثني إشكاالت نظرية وأخرى منهجية استلزمت منهم إﳚاد بدائل نظرية ومنهجية هلا تتوافق مع بنية هذه الوسائط وطبيعتها، وكذا طبيعة التطورات الﱵ تعرفها 3 . و من جهته، يرى دي نيس ماكويل ( Denis McQuail ) أن مثة تطورات هائلة ﰲ ممارسة إلعالم االتصال من خالل ا اﳉديد، والﱵ تستدعي االنتقال إ َّل مرحلة جديدة ﰲ الت نظ قىد ري، ت م فيها أفكار أكثر عماق ا لفهمه، ﻷن النظرايت اﳊالية املتمحورة حول الوسيط غري كافية 4 . وقد قادت هذه التغريات إ َّل ظهور دعوات عديدة إلعادة النظر ﰲ مناهج https://bit.ly/3vhvdUb . 2 - Sean Aday et al., “ Faire avancer la recherche sur les nouveaux médias, ” United States Institute of Peace, September 14, 2010, “accessed December 10, 2021”. https://bit.ly/3JqRTGC. 3 - محيدة خامت، كمال رزوق، "املقارابت النظرية واﻷساليب املنهجية ﰲ دراسة وسائط االتصال اﳉديدة: ﳏاولة ﲝث ﰲ اإلشكاالت واقرتاح للبدائل"، اجمللة اﳉزائرية لبحوث اإلعالم والرأي العام (جامعة اﻷ غواط، اﳉزائر، العدد 2020 ،2 )، ص .34 4 - Denis McQuail, McQuail ’ s Mass Communication Theory (Sage Publications, 2010), 467. 1 - " إيسيسكو تتوج "اﳊقيل" إلعالم اﳉديد، ﲜائزة أفضل ابحث ﰲ ا املدينة، 23 ديسمرب/كانون اﻷول 2014 ، (اتريخ الدخول: 23 فرباير/شباط ،)2022
19
البحث املستخدمة الﱵ تناسب اإلعالم التقليدي، وتقدمي مناذج ومناهج جديدة تتسق مع الفرضي ات واملفاهيم املستجدة الﱵ ظهرت ، إلعالم اﳉديد مع ا وﰲ مقدمتها "التفاعلية" الﱵ أوالها هؤالء اﳋرباء اهتما ام مت اكب اا ثى ري ل ﰲ ﳏاولة بعضهم تطوير مقاييس علمية لقياس "التفاعلية" ﰲ العملية اإلعالمية، ومن هؤالء هي (رت كاري Carrie Heeter 1989( ) )، وشيزاف رفايلي ( Sheizaf Rafaeli ) وفاي سودويكس ( Fay Sudweeks ) )1997( ، وعبد هللا بن صاﱀ اﳊقيل ( .)2011 ولئن كانت القطيعة مع الرتاث النظري التقليدي غري واضحة املعامل، فإهنا تبدو واق اعا ملمو اسا من خالل ﳎ هودات تنظري جديدة سعى أص إل حا هبا ﳚاد منطق نظري و منهجي آخر أكثر عقالنية ﰲ فهم مكوانت اإلعالم اﳉديد و مل وظائفه ا ختلفة وﲢليلها؛ فأنتجت تلك ا جملهودات الكثري من النظرايت ، مثل: نظرية الشبكة ( Network Theory ) ، ونظرية الشبكة الفاعلة ( Actor – Network Theory ) ، ونظري ة اﻷلعاب على الشبكة ( Gaming or Ludology Theory ) . ريها كثري ، وغ و يقود هذا اﳊديث إ َّل موضوع املقارابت املنهجية الواجب االستعانة هبا ﰲ دراسة اإلعالم اﳉديد، فإ َّل وقت قريب استعانت دراسات وأﲝاث كثرية ﰲ هذا ا (ا مليدان نظر اﳉدول رقم 1 ابملناهج ) واﻷدوات والتقن يات الكالسيكية الﱵ كانت معتمدة ﰲ إلعالم التقليدي دراسات ا . إلعالم اﳉديد ملقاربة ودراسة ا لكن نتائجها كانت دائ اما ﳏ ىل شك مع صعوبة تطبيقها بشكل مماثل على الوسائط املختلفة وتفسري ﳐتلف ظواهرها، الﱵ تتسم بكثرة التطور والتعقيد، عالوة على اﻷوضاع االتصالية ا لﱵ تظهر عند استعمال الفرد تقنيا و هتا، كذلك مقدرة الباحثني على اإلحاطة مبستعملي اإلعالم اﳉديد من ح يث طبيعتهم االجتماعية ومستواهم العلمي وجنسهم و ﳐتلف تصرفاهتم االتصالية عند التعرض له. ففي ري من الدراسات وجد الباحث كث ملسائل ما أن هذه ا زالت ﲣضع إ َّل تقنيات إ ال حصائية (العينة القصدية مثا ) و ال اي معاد ت ر ضية قد تُظه ر الكثري عن املستخدمني ، لكنها ال تعرف عنهم إال ما تُ ظهِّ ره تلك اإلحصائيات و اﻷرقام. و ﰲ ضوء ما سبق ذكره من نقائص ﰲ استخدام املقارابت املنهجية التقليدية عن موضوع اإلعالم اﳉديد، فإن االعتماد عليها ما زال حاضارا ﰲ الكثري من الدراسات العلمية، خاصة ﰲ اﻷطروحات العلمية الﱵ تَستخدم ﳊد ا ، آلن ﰲ معظمها، اﻷدوات املنهجية نفسها املستعملة ﰲ دراسة اإلعالم التقليدي. .4 موقع العرب من إشكالية التقليد والتجديد يف مناهج البحث رت رغم ال اث العلمي الذي تزخر به ا ﻷمة العربية و ﰲ ميادين ﳐتلفة، إال أنه مل يشك ل قاعدة معرفية لربوز نظرية أو أنظمة منهجية ملقاربة اإلعالم اﳉديد. فال نكاد ﳒد نظرية عربية تُطرح بديالا للنظرايت الفكرية الغربية فيما ﳜص و إلعالم اﳉديد موضوع ا التكنولوجيا اﳊديثة لالتصال، فجل الرتاث النظري و املنهجي املتحكم ﰲ البحوث العلمية اﳋاصة هبذا النوع من اإلعالم عندان، ينطلق من مفاهيم و مقارابت منهجية أُنتجت هناك، أي ﰲ نطاق النظرية الوظيفية والنظرية البنيوية و النظرية النقدية وغريها من النظرايت الﱵ أ سست على إثرها الكثري م ن الدراسات ملختلف
20
ايت من مناهج و تقنيات على ما تقرتحه هذه النظر
إل ال وسائل ا ع م. وهو ما نتج عنه ابلضرورة اعتماد الباحثني العرب
البحوث
ية و ني البحوث الكم
هنا مل ﲣرج عن ازدواجية الطرح ب
ﰲ دراسة اإلعالم اﳉديد كما رأينا ذلك ساباقا، حﱴ إ
مل تقنية ﲢليل ا ضمون، والثانية: الدراسات
الكيفية: اﻷو : َّل ﳒد ﲢت مظلتها املنهج املسحي مبختل ف أنواعه، مثل
ا لنقدية و املنهج اإل ثنوغراﰲ و التحليل السيميولوجي على سبيل املثال. لقد سار الوضع العلمي ﰲ املنطقة العربية على املسار السابق عقوادا طويلة، أي منذ ظهور اﳊركة اإلعالمية ﰲ املنطقة العربية ﰲ ثالثينات القر ملاضي، ن ا يل وامتدت حﱴ وقتنا اﳊا ؛ إذ ما زالت الدراس إلعالمية ات ا تعتمد على املقارابت السابقة نفسها ﰲ دراسة امليداي اﳉديدة و ﲢليلها، وحﱴ وإن كان بعضها رائ ادا ﰲ ﳏاولته تفسري عمل مليداي اﳉديد ة وكيفية ا ا اث تعامل اﻷفراد معها، وآ ره هت على سلوكيا م و مواقفهم، لكنها ﰲ حقيقة اﻷمر تال شري وال ت فصح عن الوضع االجتماعي و الثقاﰲ الذي يتطلب تطبيق مناهج ﲢل يلية انبعة من الثقافة العربية و حقيقتها اﳊضارية. و ال مي ﰲ هذا ا ﲡاه، يقول اﻷكاد ي مجال زرن: "و هنا يكمن الفرق التارﳜي بني الغرب و املنطقة ال عربية ﰲ تعريف اإلعالم اﳉ ديد و إلعالم كوﱐ جديد أو هو ما يدفعنا إ َّل اإلفصاح أنه ال وجود إنساﱐ بل إن البيئة الثقافية و االجتماعية هلذا اجملتمع أو ذاك هي الﱵ ﲢدد طبيعة اإلعالم اﳉديد و خصوصياته" 1 . جدول ( :)1 عي يت اعتمدت نة من الدراسات العربية ال األدوات املنهجية "الكالسيكية" يف مق اربة موضوع اإلعالم اﳉديد
األداة املستخدمة
نوع الدراسة
طبيعة الدراسة
سنة إجراء الدراسة
اﳉامعة/ املؤسسة
املنهج
عنوان الدراسة
البلد
اسم الباحث
دور اإلعالم الرقمي ﰲ صناعة الرأي العام
ﲢليل املضمون + االستبيان + املقابلة
املسح اعي الجتم ا
أطروحة دكتوراه
جامعة بسكرة
كمية
2020
اﳉزائر
أ محد بودادة
استخدامات وسائل اإلعالم الرقمي وأتثريها على بناء املنظومة القيمية للمجتمع العراقي
عادل عبد الرزاق مصطاف، زينة سعد نوشي
االستمارة االستبيانية
املسح االجتماعي
دراسة منشورة
جامعة بغداد
كمية
2018
العراق
1 - مجال ز ر ن، "اإلعالم اﳉديد واإلعالم العريب: أي عالقة؟" اجمللة الدولية لالتصال االجتماعي (جامعة مستغامن، اﳉزائر، العدد 2014 ،19 )، ص .146
21
آليات قراءة الصورة اإلشهارية ﰲ مواقع شبكات التواصل االجتماعية اﲡاهات البحث والتنظري ﰲ وسائل اإلعالم اﳉديدة : دراسة ﲢليلية لإلنتاج العلمي املنشور ﰲ دورايت ﳏكمة
ا ملركز اﳉامعي ﳊاج بوشعيب عني متوشنت
التحليل السيميولوجي
املنهج الوصفي
دراسة منشورة
كيفية
2018
اﳉزائر
أمينة بصافة
جامعة اإلمام ﳏمد
التحليل من املستوى الثاﱐ
منهج البحث الكيفي
ﲝث منشور
حسﲏ ﳏمد انصر
كيفية
2015
السعودية
بن سعود إلسالمية ا
أزمة، هناية، فوضى أو "نشأة
ﳏرك "أليكسا" املالحظة + العلمية
مستأنفة": ﳏاولة فهم التحوالت الﱵ تعيشها
+ كمية كيفية
دراسة منشورة
جامعة اﳉزائر
نصر الدين لعياضي
2015
اﳉزائر
الصحافة وأتويلها
أتثري وسائل التواصل االجتماعي ﰲ القيم االجتماعية لدى طلبة اﳉامعات اﻷردنية: دراسة اجتماعية
فاطمة عبد اهلادي عالء الدين
االستمارة االستبيانية
املسح اال جتماعي
دراسة منشورة
اﳉ امعة اﻷردنية
كمية
2014
اﻷردن
شبكات التواصل
املنهج الوصفي التحليلي
جامعة انيف العربية للعلوم اﻷمنية
فهد بن علي بن عبد العزيز الطيار
االستمارة االستبيانية
ﲝث منشور
كمية
االجتماعي وأثرها على القيم لدى
2014
السعودية
22
طالب اﳉامعة: رت منوذ اجا توي دور اإلعالم ﰲ العصر الرقمي ﰲ تشكيل قيم اﻷسرة العربية: دراسة ﲢليلية
املسح التحليلي
دراسة منشورة
جامعة دمشق
ﳏمد خليل ا لرفاعي
املالحظة العامة
كيفية
2011
سور اي
منتدايت احملادثة والدردشة اإل لك رتونية
+ املالحظة االستمارة االستبيانية
الو صفي ملسحي ا
رسالة ماجست ري
جامعة اﳉزائر
كمية
2008
اﳉزائر
إبراهيم بعزيز
شبكة اإلنرتنت : إلسالم وا دراسة وصحيفة ﲢليلية إلمكانية توظيف شبكة اإلنرتنت ﳋدمة اإلس الم
االستمارة االستبيانية
املنهج ملسحي ا
أم درمان
ﳏمد حسن سليمان قيزان
كمية
دكتوراه
2008
السودان
ني الدول الغربية املنهجية حﱴ ب تطرح إشكالية التأقلم مع
مل اب حيح أي اضا أن ا قار ت
صحيح أن العلم ال وطن له، وص واقعها االجتماعي والثقاﰲ،
ري خاصة بني اجملتمع اﻷم كي منبع أغلبية تلك املقارابت و مناهجها، و الدول اﻷوروبية،
لكن اس تطاع اﻷوروبيون على سبيل املثال تكييف تلك النظرايت ابهتا امل نهجية ومقار مع طبيعة السياق االجتماعي والثقاﰲ و اﳊضاري فيم ا ﳜص اإلعالم اﳉديد، و منه إنتاج مقارابت جديدة و مناهج انبعة من دراسات أوروبية ﳏضة 1 ، الشيء الذي مل نقم به ﳓن العرب؛ فقد بقينا ﰲ مستوى ا لتطبيق اﳊرﰲ لنظرايت االتصال و اإلعالم ﰲ مقاربة اإلعالم اﳉديد بك ل متغ و رياته، دراسة ني، هناك من ينادي بضرورة االلتزام ب حﱴ ﰲ أوساط الباحثني الغربي اال السياقات الثقافية و جتماعية عند استعمال املقارابت و إلعالم اﳉديد املناهج الضرورية ملقاربة ا . ف هذا الباحث اب جيفراي ردزيل ( Jeffrey Bardzell ،) يشري إ َّل ضرورة اختبار تلك النظراي إلعالم ت لوظائف ا التقﲏ وأدواته ﰲ سياقها الثقاﰲ، موض احا أن التفكري بصورة تكنولوجية بوصفها عملية تتم بصورة مطلقة، بعيادا عن السياق التارﳜي والسياسي واالقتصادي والثقاﰲ والديﲏ، يعﲏ عدم فهم إمكانيات وحدود التكنولوجيا اﳉديدة 2 . 1 - Emmanuel Ufuophu-Biri, Nkemdilim Patrick Ijeh, “ Television and Digital Resources of Communication and Entertainment as Correlates of Perceived Decline in Folktale Practice in Delta State, Nigeria,” researchgate.net, (May 2021), “accessed March 2, 2022”. https://bit.ly/3uDu5uT. 2 - ا نظر على سبيل ا : ملثال أصول املدرسة البنيوية، واملدرسة السيميولوجية الﱵ أسس معارفها روالن ابرث، وم درسة ﲢليل املضمون، والنصوص املنطوقة.
23
إن اإلشكال ﰲ هذه الوضعية ﳛمل ب عْ دين لدى ال باحثني العرب ﰲ ميدان االتصال و ا ، إلعالم هناك ب عْ د يتجلى ﰲ مسألة التقليدي و ن ملقاربة اإلعالم اﳉديد، فلم يسأل الكثري م اﳊديث من مستوى اﻷدوات املنهجية الصاﳊة الباحث ني عن صالحية اﻷدوات املنهجية الﱵ تعودان على استخدامها لدراسة اإلعالم التقليدي ﰲ مقاربة اإلعالم اﳉديد. و"تواجه الباحثني إشكالية كربى تتعلق مبدى مالءمة النظرايت واملداخل النظرية والنماذج العلمية الﱵ ظهرت ﰲ ظل إل ال وسائل ا ع م التقليدية املو ستقاة أسا اس ا من علوم اجتماعية أخرى والﱵ جرى استخدامها لدراسة عناصر العملية االتصالية ﰲ بيئة د" إلعالم اﳉدي ا 1 ، مث مل يسأل الكثري من الباحث أي اضا ني عن إمكاني ة استحداث وسائل منهجية تتوافق و مميزات الظاهرة اإلعالمية اﳉديدة ال ما ن إ در (ا نظر اﳉدول رقم ،)2 و كأننا ﰲ انتظار ما ﲡود به علينا املدراس الفكرية الغربية من وسائل جديدة ملقاربة اإلعالم اﳉديد لتطبيقها على الظاهرة نفسها عندان.
قراءة ﲢليلية"، ﳎلة املعيار (جامعة اﻷمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية
: إلعالم اﳉديد
سوسن لواننسة، ليلى بن لطرش، "اإلشكاليات النظرية واملنهجية لبحوث ا
1 -
قسنطينة، اﳉزائر، العدد 2019 ،47 )، ص .224
24
جدول ( 2 ): عينة من الدراسات العربية اليت استخدمت آليات منهجية "جديدة" يف مقاربة موضوع اإلعالم اﳉديد
األداة ملستخ ا دمة
نوع الدراسة
طبيعة الدراسة
سنة إجراء الدراسة
اﳉامعة/ املؤسسة
اسم الباحث
املنهج
عنوان الدراسة
البلد
ﲢليل الشبكات االجتماعية: املنهج املهمش ﰲ البحوث العربية امل يداي االجتماعية: املصانع اﳉديدة للرأي العام ﲡديد اإلع : الم مناقشة هوية الصحافة إللكرتونية ا قياس تفاعلية املواقع التلي فزيونية اإلخبارية على اإلن رتنت التفاعلية ﰲ املواقع اإلخبارية العربية على شبكة اإلنرتنت: دراسة ﲢليلية
ﲢليل الشبكات االجتماعية
ﲢليل الشبكات االجتماعية
ﲝث منشور
2018
السعودية
ﳎلة علوم اإلعالم واالتصال/جامعة امللك سعود
حبيب بن بلقاسم
كيفية
نظرية الشبكة الفاعلة
عبد هللا الزين اﳊيدري
دراسة منشورة
م ركز اﳉزيرة للدراسات
دراسة حالة
ﲢليلية
2017
قطر
املق اربة التواصلية
دراسة منشورة
اجمللة العربية لإلعالم التصال وا
الصادق اﳊمامي
نظرية
2009
السعودية
جامعة جنوب الوادي
حلمي ﳏمود ﳏمد
خريطة املوقع + مقياس كاري هيرت
املنهج ملسحي ا
وصفية كمية
دراسة منشورة
2008
مصر
ﳒوى عبد السالم فهمي
اجمللة املصرية لبحوث الرأي العا م/جامعة القاهرة مصر
دراسة منشورة
املقاربة التواصلية
نظرية
2001
ومبا أن اإلعالم مرتبط بطريقة ال ميكن فصلها عن اجملتمع، فإن دراسة أحدمها تقتضي دراسة اآلخر هبدف تقدمي فهم أعمق للمعرفة، ري ﻷن نتائج البحوث التواصلية الﱵ ﲡرى على اجملتمع اﻷم كي على سبيل املثال، قد ال تصلح ﰲ اجملتمع العريب ما دام التواصل هو الوجه اآلخ ا أتثر ابلتاريخ واﳉغرافي ر للحياة بكل ما ﲢمله من تفرد وخصوصية و
25
والثقافة، ابإلعالم الرقمي عندان . فقد ية اﳋاصة اعتدان على تطبيق املناهج و التقنيات التالية 1 : املنهج التارﳜي، و املنهج املقارن، و املنهج املسحي، و دراسة اﳊالة، و منهج ﲢليل النظم، و منهج التحليل العاملي، و و ملختلفة، املالحظة أبنواعها ا املقابلة، و تقنية ﲢليل ملضمون، و ا س ا ال الستبيانية، تمارة ا و التحليل السيميولوجي على ( هنج روالن ابرث Roland Barthes ) بوجه خاص، و التحليل الكيفي ﰲ بعض ال الشيء الذي ﳒده ﰲ الكثري م ن اﻷﲝاث العلم احملاوالت اإلثنوغرافية، و بدرجة أقل التحليل الب ( الغي Rhetorical Analysis )، و ﲢليل اﳋطاب، والتحليل الداليل، وﲢليل الرتاث العلمي كيفيا، و ﲢليل احملاداثت اإللكرتونية، والتحليل البنيوي للشبكات... كل هذه املناهج والتقنيات ال تستند إ َّل خلفية نظرية انبعة من الرتاث العلمي العريب، بل هي انﲡة عىم ا تصدقت به علينا النظرايت الغربي ة على شاكلة النظرية الوظيفية، و النظرية ا رب لنقدية، والنظرية اﻷم ي قية، و النظرية البنيوية ونظرية االستخدامات و إلشباعات وا نظرية لولب الصمت و أخرى كثرية. تنطلق املناهج سابقة الذكر والتقنيات املنهجية املرافقة هلا من مسل ى مات ال عالقة هلا مبنطقتنا العربية؛ مما يعيق فهمنا لطبيعة اإلعالم اﳉديد إال من خالل مظاهره اﳋارجية ﰲ اال ستعمال و ملستخدمني) و الرواد. عدد املشاهدين (ا . أو ع لى أكثر تقدير من جانبه التقﲏ و الوسائل التكنولوجية املُستعملة فيه. إن البحث الذي قامت به عاملة االجتماع شريي توركل ( Sherry Turkle ) 2 ، من معهد ماساتشوستس ري للتكنولوجيا ﰲ أم ملثال، حول الكيفية ال كا، على سبيل ا ﱵ يتفاعل هبا الناس مع التكنولوجيا ، و أتثري ذلك على العالقات اإلنسانية، استعملت فيه مقابال ت شخصية مع مئات اﻷشخاص من ﳐتلف اﻷعمار، وسألتهم عن استخداماهتم للهواتف الذكية واﻷجهزة اللوحية ومواقع التواصل االجتماعي والشخصيات ا الفرتاضية (اﻷفااتر) ات والروبو ت. وكان البحث ينطلق من مسلى مات اكتساب وسائل االتصال اﳊديثة و استعماهلا من طرف كل مواطن ري أم كي؛ إذ تقول: " إنك على اﻷرجح متتلك هاتافا ذكيًّا، وحساابت على مواقع تويرت وإنستغرام وفيسبوك". وهكذا ش ىك لت هذه اﳋلفية منطلقات منهجية لبناء تصورات وآراء العي نة املدرو سة، و هبذه اﳋلفية أي اضا تنطلقكل الدراسات الغربية من مكانة اإلعالم اﳉديد ﰲ اجملتمع، لكن هذه املسلى مة ليست متوا فرة على ذلك النطاق وتلك املكانة ﰲ اب يل الكثري من اجملتمعات العربية. و لتا ، فإن النتائج الﱵ قد تصل إليها تلك الدراسات ال تساعدان ﰲ فهم الظواهر جملتمع العريب. نفسها ﰲ ا 1 - انظر الدراسة القيمة الﱵ أعدها حلمي ﳏمود ﳏمد أمحد ﳏسب حول التوجهات املوضوعية والنظرية واملنهجية لدراسات اإلنرتنت، حيث قام مبسح املناهج جملالت املصرية ومقارنتها ابجملالت اﻷم كية. واﻷدوات املُستعملة ﰲ ا ري ل ملنهجي نتائج الدراسة جديرة ابلتأمل واستخالص الوضع ا لدراسات اإلع ة المي . مل العريب ﰲ العا حلمي ﳏمود ﳏسب، "التوجهات املوضوعية والنظرية واملنهجية لدراسات اإلنرتنت ابلتطبيق على عينة من اجملالت املصرية واﻷمريكية"، اﳉ امعة اإلسالمية بغزة، iugaza.edu.ps ، (ب.ت)، (اتريخ الدخول: 2 مارس/آذار ،)2022 https://bit.ly/35sVQMC . 2 - Sherry Turkle, Alone Together: Why We Expect More from Technology and Less from Each Other (Basic Books, 2012)
26
Page 1 Page 2 Page 3 Page 4 Page 5 Page 6 Page 7 Page 8 Page 9 Page 10 Page 11 Page 12 Page 13 Page 14 Page 15 Page 16 Page 17 Page 18 Page 19 Page 20 Page 21 Page 22 Page 23 Page 24 Page 25 Page 26 Page 27 Page 28 Page 29 Page 30 Page 31 Page 32 Page 33 Page 34 Page 35 Page 36 Page 37 Page 38 Page 39 Page 40 Page 41 Page 42 Page 43 Page 44 Page 45 Page 46 Page 47 Page 48 Page 49 Page 50 Page 51 Page 52 Page 53 Page 54 Page 55 Page 56 Page 57 Page 58 Page 59 Page 60 Page 61 Page 62 Page 63 Page 64 Page 65 Page 66 Page 67 Page 68 Page 69 Page 70 Page 71 Page 72 Page 73 Page 74 Page 75 Page 76 Page 77 Page 78 Page 79 Page 80 Page 81 Page 82 Page 83 Page 84 Page 85 Page 86 Page 87 Page 88 Page 89 Page 90 Page 91 Page 92 Page 93 Page 94 Page 95 Page 96 Page 97 Page 98 Page 99 Page 100 Page 101 Page 102 Page 103 Page 104 Page 105 Page 106 Page 107 Page 108 Page 109 Page 110 Page 111 Page 112 Page 113 Page 114 Page 115 Page 116 Page 117 Page 118 Page 119 Page 120 Page 121 Page 122 Page 123 Page 124 Page 125 Page 126 Page 127 Page 128 Page 129 Page 130 Page 131 Page 132 Page 133 Page 134 Page 135 Page 136 Page 137 Page 138 Page 139 Page 140 Page 141 Page 142 Page 143 Page 144 Page 145 Page 146 Page 147 Page 148 Page 149 Page 150 Page 151 Page 152 Page 153 Page 154 Page 155 Page 156 Page 157 Page 158 Page 159 Page 160 Page 161 Page 162 Page 163 Page 164 Page 165 Page 166 Page 167 Page 168 Page 169 Page 170 Page 171 Page 172 Page 173 Page 174 Page 175 Page 176 Page 177 Page 178 Page 179 Page 180 Page 181 Page 182 Page 183 Page 184 Page 185 Page 186 Page 187 Page 188 Page 189 Page 190 Page 191 Page 192 Page 193 Page 194 Page 195 Page 196 Page 197 Page 198 Page 199 Page 200Made with FlippingBook Online newsletter