Binder2

منهج ﲢليل الشبكات اال جتماعية والبحث العلمي ني ملكاوي أمساء حس

عن أيب موسى رضي هللا عنه قال: قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم: " املؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بع اضا" . ( ني أصابعه وشبك ب متفق عليه) 1

مقدمة مرت مناهج البحث العلمي ﰲ العلوم االجتماعية، ومنها علوم االت صال واإلعالم، مبراحل عديدة من التطور منذ ظهور تلك العلوم كرد فعل على التحدايت الﱵ أفرزهتا اﳊداثة وحﱴ هذه اللحظة. وقد أسهم ﰲ ذلك مرونتها العالية وقدرهتا على التفاعل مع ما ﳛدث من ﲢوالت على مستوى الفكر والواقع والتأثر به. ويظهر ذلك إذا تتبعنا سلسلة ال تحوالت املنهجية املرتبطة ابلنماذج الفكرية الﱵ تلت النموذج الوضعي الذي استندت إ ليه العلوم االجتماعية واإلعالمية ﳊظة نشوئ ها ﰲ القرن التاسع عشر، وصولا إ َّل اﻷشكال اﳊديثة الﱵ انتهت إليها مع ظهور منوذج ما بعد اﳊداثة، وما بعد اﳊقيقة، اللذي ن ميُثِّالن عنو اانا فكراي للحظة الﱵ نعيشها، وتعبري ا ا عن طغيان الرقمنة على ﳎاالت اﳊياة كافة، وظهور مستوايت معقدة من التواصل اآلﱐ والتشبيك على مدار الثانية، مل تشهد البشرية مثلها من قبل. تركز املناهج التقليدية على دراسة اﳋصائص الفردية واالجتماعية للفاعلني االجتماعيني من خالل مجع بياانت أولية أبدوات ﲝثية، مثل االستبانة وا ة ملقابل وغريمه ا. ومع التحوالت الرقمية ظهرت أشكال جديدة من البياانت أُطلِّق عليها "البياانت الضخمة" الﱵ وضعت الباحثني أمام ﲢد ف مل يعهدوه. ورغم أمهية هذا النوع من البياانت إن الطرق التقليدية ﰲ التح ليل والتفسري ال ميكنها أن تتعامل معه، اﻷمر الذي يتطلب إﳚاد طرق وأدوات جديدة، أو تطوير اﻷدوات التقليدية. وتتضمن البياانت الرقمية الضخمة الﱵ تُنش ئها مواقع اإلعالم االجتماعي كثرياا من الكنوز الﱵ كانت ﳎرد حلم للباحثني، ففيها معلومات حول املستخدمني ونشاط اهتم، وأفكارهم، وتوجهاهتم، ومنها ميكن استخراج أمناط سلوكياهتم، وتفك ، ريهم مبا يعني على دراسة اجملتمعات وما يدور فيها من أحداث وظواهر اجتماعية وسياسية واقتصادية، وغري ذلك الكثري مما ميكن أن يفيد ﰲ كافة أشكال العلوم االجتماعية واإلعالمية وغريها. لقد

1 - البخاري (ت 256 ه) ، صحيح البخاري، الرقم .481

106

Made with FlippingBook Online newsletter