Binder2

ومع الرقمنة، وﰲ عصر شيوع فلسفات ما بعد اﳊداثة واﳊداثة السائلة، وما بعد اﳊقيقة، ظهرت الشبكات االجتماعية كواقع جديد اعترب فت احا جديادا يبشر إبمكانيات هائلة ﰲ اجملاالت االجتماعية واإلعالمية. وقد متكن تعاون علماء االجتماع مع مطوري ومهندسي اﳊاسب اآليل من تقدمي أدوات ﲝثية تقنية تتعامل مع بياانت اﳉيل الثالث (البياانت الضخمة الﱵ تنشأ عن مواقع الشبكات االجتماعي ة). كان الباحثون يعتمدون ﰲ اﳉيل اﻷول من البياانت على ما تقدمه اﳊكومة واملؤسسات الرمسية من إحصائيات وتقارير ويكتفون هبا، مث مع تطور علوم االجتماع واإلنسان، متكن الباحثون من مجع البياانت اﻷولية ميدانيًّا من خالل أدوات البحث التقليدية، مثل االستبانة وامل قابلة واﳊلقات النقاشية، وهذا هو اﳉيل الثاﱐ. أما اﳉيل الثالث ، و انت الﱵ ال ميكن مجعها ابلطرق التقليدية الذي ﳓن بصدده فهو شكل آخر من البيا يقدم بياانت غزيرة وغنية ﰲ ﳐتلف اجملاالت البحثية، بطريقة طوعية، وميكن اآلن للباحثني مجعها وتصنيفها وﲢليلها وتصوي رها وتوثيقها من خالل أدوات ﲝثية رقمية حديثة . البياانت الضخمة وأحباث العلوم االجتماعية: الفرص والتحدايت يشري مصطلح البياانت الضخمة ( Big Data ملعقدة ، مع ) إ َّل البياانت اهلائلة ذات البنية الكبرية واملتنوعة وا صعوابت ﰲ التخزين والتحليل والتصوير ملزيد من العمل يات أو النتائج. وتسمى عملية البحث ﰲ كميات هائلة من انت للكشف عن اﻷمناط اﳋفية واالرتباطات السرية ؛ ﲢليلَ البيا البياانت الضخمة ، الﱵ تتولد من التبادالت الﱵ ﲢدث على اإلن ، رتنت ق إللكرتوﱐ أو اﻷفالم املسجلة، أو الصوتيات، أو الصور، أو دف سواء من خالل الربيد ا النقرات، والسجالت واملنشورات واستعالمات البحث، والسجالت الصحية، وتفاعالت الشبكات االجتماعية، ، انت سريعة النمو والبياانت العلمية، وأجهزة االستشعار واهلواتف احملمولة وتطبيقاهتا. ويتم ﲣزينها ﰲ قواعد بيا أصبح من الصعب التعامل معها أبدوات وبرامج قواعد البياان ت التقليدية 1 . وتساعد هذه املعلومات الشركات واملنظمات على ﲢصيل رؤى أكثر ثراء وعماقا، وميزات أكثر تقد اما. وهلذا ﲢتاج ، َّل الدقة عند التحليل والتنفيذ تطبيقات البياانت الضخمة إ ومتثِّل فرصة كبرية للباحثني ﰲ مجيع اجملاالت، خاصة ﰲ العلوم االجتماعية، ذلك أن م ناهج البحث االجتماعي التقليدية (الكمية والكيفية) تعتمد بشكل أساسي على مجع البياانت اﻷولية من اجملتمعات املدروسة وأفرادها، وهذا يتطلب كثرياا من التخطيط املسبق لضمان الوصول إ َّل ، ابت مث ﲢليلها عينة ممثلة، مث توزيع االستباانت وتلقي اإلجا وهذا أيخذ وقتا ا طويالا ، ورمبا يستهلك اﳉزء اﻷكرب من وقت البحث وجهده وميزانيته ، أو أن الباحث ﰲ البحث النوعي ﳛتاج لل وصول إ َّل عينة قصدية ذات معلومات غنية توافق على مشاركته خرباهتا وﲡارهبا ﰲ املوضوع ﳎال البحث، وهذا أي اضا يتطلب كثرياا من التواصل واالنتظار

1 - Seref Sagiroglu, Duygu Sinanc, "Big data: A review," International Conference on Collaboration Technologies and Systems, (2013): 42-47.

111

Made with FlippingBook Online newsletter