مداخ ل تطوير البحث العلمي يف حبوث اإل عالم واالتصال جريس صدقه
مقدمة يبدو تطوير البحث العلمي ﰲ علوم اإل عالم واالتصال ﰲ عاملنا العريب ضرورة ﳎتمعية وأ َّل كادميية ابلنظر إ اﻷ مهية املتسارعة الﱵ يكتسبها هذا العلم مع املكانة الﱵ ابت ﳛتلها على الصعد العلمية واالج تماعية والسياسية، خصو اص ا مع العوملة اإل عالمية الﱵ مسحت هبا التقنيات الرقمية املتعددة منذ هناايت القرن املاضي. ابت اإل ع م أكثر وقد ال فأكثر أحد أدوات اهليمنة الفكرية والثقافية، وامتدا اد ا ﻷنواع جديدة من اهليمنة واالستعمار إنتا متتلك تتجلى ﰲ تسويق الدول الﱵ ج اإل اي عالم، تكنولوجيا وفكر أاط ني، ومضام حياهت من ا على الصعيد العاملي. ومل تعد ﲡلياته ﰲ السيطرة على العقول تقتصر على الدعاية السياسية وأ ساليب اإل قناع املتعددة الﱵ تع ىم م استخدامها منذ اﳊرب العا يمل ة الثانية ووجدت ذروهتا مع اﳊرب الباردة، بل تشمل إ رتبية وصوالا الثقافة واالقتصاد والفن وال َّل بناء رؤية أخرى للعامل. إ ن الدفق اإل عالمي الذي مسحت به التقنيات الرقمية الشاملة ﰲ ركائزها املتعددة ومشوليتها، السيما تعميم اإل نرتنت وتطبيقاهتا الكثرية وتزاوجها مع اهلواتف الذكية وغزارة اإل ، تز الﲡاهات نتاج متعدد ا يد اﳊاجة إ َّل تعزيز البحث العلمي حول االﲡاهات الﱵ ﳛملها "اإل عالم اﳉديد" على الصعد كافة، خاصة أ ن عاملنا العريب يعيش ﲢدايت كثرية تشك ل وسائل اإل عالم واالتصال أدوات أ ساسية ﰲ املواجهة. مل لذا، فإن ا ؤمتر البحثي الذي نظى مه مركز اﳉزيرة للدراسات ﲢت عنوان "املشكالت التطبيقية والنظرية ملناهج البحث ﰲ علوم اإلعالم واالتصال" بتاريخ 8 و / 9 ديسمرب كانون اﻷول ،2021 فتح الباب أمام ابحثني عرب ﰲ هذا امليدان من أجل تبادل اﳋربات واملعارف هبدف سد الفجوة الكبرية الﱵ يعيشها العامل العريب ﰲ هذا امليدان وهبدف اإل جابة على سؤال ﳏوري، وهو: كيف نطو ر البحث العلمي ﰲ ميدان علوم اإل عالم واالتصال ﰲ عاملنا العر ؟ يب لذلك، فإن اإلشكالية الﱵ تبدو أكادميية من خالل حصرها ﰲ البحث العلمي إ و منا هي ﰲ اﳊقيقة تط ل بنتائجها اﳉوانب املتعددة الﱵ تتناول وسائل اإل أن الم واالتصال. كما ع السؤال عن واقع البحث العلمي ﰲ ميدان علوم اإل إ يب، و عالم واالتصال ﰲ عاملنا العر مي إل ال ن كان يبدو ﳎرد سؤال أكاد ي، إ أن ا جابة عليه تستلزم طرح املشكالت امليدانية الﱵ يعاﱐ منها العامل العريب على صعيد واقع البحث اإل عالمي وابلتايل البحث عن حلول هلذه املشكالت. و ميكن تناول معوقات البحث العلمي ﰲ ميدان علوم اإل عالم واالتصال من زاويتني:
160
Made with FlippingBook Online newsletter