Binder2

ابلدرجة اﻷو َّل، هتدف إ َّل التعرف على حجم اﳉمهور، ومعدالت التعرض وﲢقيق أكرب قدر ممكن من الربح، فإن دراسات اﳉمهور فيما بعد ابتت هتتم ابلكيف بدلا من الكم ، أي ﳏاوالت معرفة طبيعة الدالالت واملعاﱐ الﱵ ينتجها أفراد اﳉمهور، فعملية االتصال ال تسري ﰲ اﲡاه واحد/خطي: مرسل  رسالة  مستقبل، بل ميكن للمستقبل أن يضفي تعديالت جديدة على الرسالة و فق العملية التالية: إنتاج  انتقال  توزيع  استهالك  إعادة إنتاج. وخلصت هذه اﻷﲝاث إ َّل أن للجمهور دو ارا فعاالا ﰲ تعامله مع ﳏتوايت وسائل االتصال، وأن ابستطاعته إضفاء أتويالت وتفسريات على احملتوى الذي يتلقاه 1 . ومثة تيار آخر يستمد املفاهيم اﳉديدة املتعل قة ﲜمهور وسائل اإلعالم وسلوكياته وأﲝاثه ومقوماهتا من اﻷدبيات الﱵ أوجدهتا تيارات ما بعد اﳊداثة الﱵ تتجلى ى أفكارها ﰲ جوانب التلقي املختلفة وﰲ نشر املستحداثت والنقاشات حول العناصر اﻷكثر تداولا ﰲ اﻷﲝاث وهي مفاهيم تكنولوجيا ا إلعالم واالتصال املستج دة ﰲ احمليط االتصايل املتحرك واملتمثلة ﰲ مفهوم السياق ا حمللي (Domestic Context) ، و مل مفهوم التكنولوجيا انزلية (Domestic Technologies) ، ومفهوم التفاعالت اﻷسرية (Family Dynamism) . وقد أ الت وعالقات اﳉمهور سهمت هذه املفاهيم املرتبطة ﰲ أساسها بقواعد واستعما بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال وﲢديادا مشاهدة التلي الت مهمة فزيون ﰲ إحداث ﲢو ﰲ فهم اﳉمهور الذي اعتربته الدراسات واﻷﲝاث اﻷولية ﳎرد أفراد متأثرين ابلقوة البالغة للرسائل اإلعالمية قارئني للنصوص وللصور الﱵ تنتجها وتوزعها وسائل اإلعالم. بعبارة أخرى، جرى ا لرتكيز ﰲ الدراسات، الﱵ تستمد أصوهلا من الدراسات الثقافية، على "اﳉمهور املتلقي" ﰲ ح دِّ ذاته ابعتباره متلقي ا ا أكثر نشاطاا 2 . وتلخي اصا، فإن ﲝوث االتصال قد مىر ت بعدد من املراحل منذ مطلع القرن العشرين وحﱴ ظهور وسائل اإلعالم اﳉديدة، هي 3 :

ط ايت االتصال واﲡاهات التأثري، ( 3 القاهرة، عامل الكتب، )2004 ، ص .282

1 - )14( ﳏمد عبد اﳊميد، نظر

، التصال منشورات الرابطة العربية لعلوم ا ،)2018

( ملعرفية لعلوم اإلعالم واالتصال،

مي العبد هللا وآخرون، اﻷطر ا

2 -

ص .89

الجتماع اإلعالمي، أساسيات علم ا مرجع سابق، ص .75-73

3 - أبو اﳊسن،

198

Made with FlippingBook Online newsletter