Binder2

وابالنتقال إ َّل ﲝوث العالقات السببية بين املتغيرات، فإن هذا النوع من البحوث يقوم على اختبار عالقات التأثري ملختلفة، والتأثر بني متغريات الظاهرة الواحدة أو الظواهر ا وهي أﲝاث متث ل مرحلة النضوج العلمي ﻷن الباحث ال يكتفي فيها ابستكشا ف الظاهرة أو تصويرها بل يذهب إ َّل أبعد من ذلك فيدرس العوامل الﱵ أوجدهتا على الشكل الذي هي عليه، وهي ﲝوث تُستخدم ﰲ املرحلة املتقدمة ومرحلة النضوج العلمي من مراحل املعرفة العلمية ﰲ التخصصات املختلفة 1 . وتُ عد عملية دراسة أﲝاث اختبار العالقات السببية ﰲ اإل عالم واالتصال عملية معقدة، ﻷهنا تتناول ظواهر مرتبطة بنشاط اإلنسان وحركة اجملتمع وابلتايل تتعدد وتتشعب العوامل املتحكمة ﰲ هذه الظواهر، ولذلك يتطلب هذا النوع من البحوث والدراسات دقة علمية متناهية من حيث ﲢديد املشكلة البحثية بصورة دقيقة وواضحة، وضبط حدود البحث على مستوى صياغة الفرضيات، واعتماد خطة علمية يتمكن الباحث من خ من الهلا تقدمي الرباهني على الفرضية الﱵ وضعها، وتقدمي البياانت واﳊقائق أبسلوب ﲢليلي مقنع غري متناقض الطرح، وتقدمي اﻷدلة العلمية الكفيلة إببعاد كل أنواع الشك والغموض عن النتائج الﱵ توصل إليها، ويعتمد إجراء هذا النوع من الدراسات بصورة أساسية على املنهج التجري ؛ يب إذ عن طريقه ميكن التحكم ﰲ املتغريات املدروسة أثناء اختبارها 2 . وبتحليل عي نة هذه الدراسة، والذي تضىم ن النقاط التالية: االهتمامات البحثية الرئيسة والفرعية، و املناهج واﻷدوات الب حثية، واﻷ طر ا و ملعرفية، اﻷطر النظرية، و ﳎتمعات الدراسة، و القيمة املضافة، و اإلنتاج الفكري اإلعالمي واالتصايل العر ، يب ومطابقة ذلك مع الدراسات السابقة 3 ، : ميكن القول إن هناك شبه اتفاق على أن ﲝوث ودراسات االتصال إلعالم وا ﰲ املنطقة العربية يثري معظمها جدالا ك بري ا ا حول مواضيعها، وإشكالياهتا، ومناهجها وأدواهتا البحثية، واعتمادها على نظرايت بعينها ظهرت ﰲ بيئة غربية ال تتجانس مع اﳋصوصية الثقافية واﳊضارية للمنطقة العربية. وقد مت ، السيكية توظيف متسع للعديد من النظرايت الك مثل االستخدامات واإلشباعات، ونظرية ثراء الوسيلة، و و إلعالم، االعتماد على وسائل ا الغرس الثقاﰲ، و و الجتماعي، الفعل ا وضع اﻷجندة، و حراسة البوابة اإلعالمية مع عدم اﳊرص لدى العديد من الباحثني على متابعة املراجعات وجوانب التطوير اﳋاصة بتلك النظرايت ﰲ ظل تطور ريى مل صناعة اإلعالم وظهور وسائط جديدة غ ت اش هد اإلعالمي، وبعض املداخل النظرية واملفاهيم املرتبطة بظهور الوسائط الرقمية اﳉديدة، مثل اﳊتمية التكنولوجية، و ﲢول الوسائل، و الدراسات الثقافية . وغاب عن كثري منها

ط مساعيل إبراهيم، مناهج البحوث اإلعالمية، ( 1 القاهرة، دار الفجر للنشر والتوزيع، )2017 ، ص .74

1 - إ

2 - اللبان، عبد املقصود ، مقدم ة ﰲ مناهج البحث اإل عالمي، مرجع سابق، ص .146 3 - وقفت الدراسة على عدة دراسات سابقة تناولت ابلتحليل ﲝوث علوم االتصال والدرس اﻷكادميي اإلعالمي ﰲ املنطقة العربية مت ذكر بعضها ضمن مصادر هذه الدراسة.

204

Made with FlippingBook Online newsletter