للخروج من حالة الفراغ ﰲ تطوير نظرايت االتصال الغربية ومواءمتها مع ال بيئة العربية البد من املبادرة والتجديد ﰲ . ف إلعالمي واالتصايل العريب ﳎال البحث والدرس ا نظرايت االتصال عبارة عن تراكمات معرفية إنسانية ﳚب االستفادة منها والتفاعل معها وتقيي مها ونقدها واإلضافة إليها، مي وكل ذلك من خالل اﳊراك واﳉدل العلمي، و كن التعامل معها كرتاكمات معرفية ظهرت مبربرات موضوعية وواقعية طُبقت وجُر بت على مجاهري وبيئات غربية ﳐتلفة، فالواجب هنا تبﲏ النظرايت أو رفضها بعد تطبيقها على البيئة العربية أو استحداث نظرايت تنسجم واجملتمع العريب، خاصة أن إ بدال نظرية بنظرية أخرى ال ميكن إال عن طريق حق يقة علمية. والعلم ﰲ مستواه العقلي ال ﳛمل جنسية أو عقيدة معينة، وﰲ اإلعالم واالتصال هناك تراكم ﰲ املعارف اإلعالمية منذ ظهور الصحافة ﰲ القرن السادس عشر ﰲ أورو إلعالم واالتصال ﰲ عشرينات القرن العشرين أبم اب مرو ارا بتطوير علم ا ري ال كا إ َّل سيادة تكنولوجيا ا تصال حديثا ا. وهذا الرتاكم املعرﰲ ﳏل احرتام وتقدير ولكن البحث عىم ا مييز علوم اإلعالم واالتصال ﰲ املنطقة العربية أمر مشروع ومطلوب وال يتأتى ذلك إال عن طريق املبادرة والتجديد والبعد عن التقليد من غري معاصرة أو االستحداث من غري انتماء. - غياب مؤسسات تتبﲎ املبادرات النادرة تُ عد مؤسسات البحث العلمي من أهم مصادر تطوير املعارف اإلنسانية، فهي ﲢقق التمايز املعرﰲ ﰲ اجملاالت كافة، كما تعمل على إثراء املعرفة أبمناطها املختلفة، من خالل قيامها إبجراء البحوث العلمية بناء على احتياجات مببادرة منها لوضع اجملتمع سواء حلول ملشكلة يعاﱐ منها قطاع معني، أم بناء على طلب قطاع ما ﻷجل التوصل إ َّل حلول ووضع مقرتحات. ووجود هذا النوع من املؤسسات ﰲ أية دولة مؤشر على تقدم اﳊياة املعرفية والبناء املؤسسي فيها، بشرط أن أتخذ دورها ﰲ ﳏيطها الذي تعمل فيه، فوجودها وحده ال يعﲏ قدرهت ا على التأثري، فبعض الدول تنشط فيها هذه املؤسسات فترتك أتثريها الواضح على املعرفة اإلنسانية، وﰲ دول أخرى تُعد املؤسسات البحثية فيها هامشية وضعيفة وﳏدودة التأثري. وترجع أمهية مراكز اﻷﲝاث إ َّل فاعليتها ﰲ معاﳉة املشكالت فهي تضم ﳔباا ذات تركيز معرﰲ عال ، قادرة على ﲢديد طبيعة املشكالت، وسبل عالجها، والتحرك برؤية واضحة ﳓو املستقبل. ملنصرمة نشاء وقد قامت الدول العربية خالل العقود الستة ا إب العديد من مراكز اﻷﲝاث املستقلة أو التابعة ملعارف، و ث ِّل م للجامعات، هبدف القيام ابﻷنشطة البحثية ﰲ ﳐتلف العلوم وا مي ركز البحوث والدراسات التابع ﳉامعة الدول العربية، الذي أسس عام ،1952 ، مل العريب أول مركز للبحوث ﰲ العا وهو يضم قس اما للبحوث والدراسات اإلع . المية ولكن ومن خالل متابعة النشاط البحثي هلذه املراكز يالحظ ضعف اهتمامها ابلبحث العلمي ﰲ علوم اإلعالم واالتصال، خ اصة اﳉانب ذا جمل الصلة ابلتنظري الذي يفضي إ َّل إثراء املعرفة العلمية ﰲ هذا ا ال. فغياب مؤسسات ﲝثية ت عﲎ بتبﲏ املبادرات الﱵ هتدف إ َّل إثراء التأطري املعرﰲ العريب ﰲ علوم االتصال على قلتها يعد أحد ن التصال ﰲ العامل العريب ع أسباب قصور وعجز ﲝوث ا القيام بد ورها ﲡاه اإل سهام الفاعل ﰲ هذا العلم سواء على مل مستوى العا أو ﰲ املنطقة.
206
Made with FlippingBook Online newsletter