التصال آليات توجيه الباحثني الستخدام املنهج العلمي يف حبوث اإلعالم وا منية عبيدي
مقدمة ميكن أن ننطلق ﰲ هذه الورقة من مف هوم ﳏوري ﰲ العنوان، وهو مفهوم املنهج وصلته ابلبحوث ﰲ ﳎال اإلعالم ال الق من التعريف املوسوعي أمار ا بسيط ا واالتصال. ويبدو ا نط ا ولكنه ﰲ نظران ابلغ اﻷمهية، لتداخل هذا املفهوم ﰲ ذهن الباحثني، وخاصة الشبان منهم مبفاهيم ﳎاورة له. وﲡمع التعاريف الﱵ اعرتضتن ا على أن املنهج هو الطريق، وهو وصف أي اض هن ا للطريق، فنقول: طريق ج أي بنيِّ وواضح، هن وأهنج الطريق أي وضح واستبان وصار اجا واض احا، ومنه املنهاج وهو اﳋطة املوضوعة سلاف ا لبلوغ غاايت معينة. ويرى أغلب الباحث أن ني املنهج العلمي ( Scientific Method ) هو عبارة عن ﳎ موعة من الطرق واﻷساليب الﱵ يتوخاها الباحث لينظر ﰲ مسألة من املسائل، وهو أي اض ا الوسائل الﱵ تساعده على تنظيم طريقة تناوله للمسألة، ليصل إ َّل تفكيك عناصرها، وإﳚاد اﳊلول واستخالص النتائج. وميكن أن يكون أي اض ا الطريقة املتوخاة لطرح اﻷفكار للتدلي ل على هذه النتائج الﱵ كانت ﳎر مب د فرضيات، وبعد تناوهلا مبنهج علمي أصبحت نزلة اﳊقائق. وهذا ما أفرز ( ملناهج ما يسمى بعلم ا Methodology ) الذي ي عﲎ بدراسة طرق وأساليب البحث حسب االختصاصات العلمية. وبني العلم والفلسفة تطورت الدراسات الﱵ هتتم ابملناهج وتسارع تطورها مع التقدم التكنولوجي اهلائل الذي غزت نتائجه وﳐرجاته كل بلدان العامل. ولن نتحدث هنا عن املناهج العلمية املعروفة ﰲ تناول ﲝوث ، التصال اإلعالم وا مثل املنهج التارﳜي أو املنهج االجتماعي أو الثقاﰲ أو غريها، ولكن سنحاول أن نضبط مراحل منهجية عملية ﳛتاجها الباحث حني يروم إﳒاز التصال كن مي ﲝث أو كتابة موضوع ﰲ ﳎال اإلعالم وا وصفه ب بحث علمي ﳜضع للمقاييس العلمية، وتتضافر فيه عدة مداخل نظرية يسند بعضها البعض، ويضيء كل واحد منها جانبا ا، ما كان لﻶخر أن يسل ط عليه الضوء. فقد انتهى عصر املقاربة أحادية الب عد، وﳓن ﰲ عصر يفرض علينا تض افر االختصاصات للوصول إ َّل نتائج أقرب ما َّل الصحة. تكون إ وتقوم أغلب املناهج العلمية عادة على املالحظة وطرح اﻷسئلة ومجع املعلومات وصياغة االستنتاجات، وبناء الفرضيات مث اختبارها، وأخريا ا إثبات املصادر واملراجع. وهي الطريقة املتعارف عليها من مل ذ عقود من الزمن، والﱵ ري تتغري ﰲ أغلب البحوث العلمية رغم تغ اﳊوامل واملتون املدروسة.
215
Made with FlippingBook Online newsletter